أصــداء منوعةقصص ، روايات

جريمة على شاطئ العشاق .. الفصل السادس عشر .. (حرب الضرائر)..

الـقـاص/ فـايـل الـمـطـاعـنـي

 

جريمة على شاطئ العشاق .. الفصل السادس عشر .. (حرب الضرائر)..

لم تصدق النقيب رحمة عندما علمت أنها سوف تحقق مع الدكتورة فائزة، وأخذت تسأل من أين تبدأ ؟ وكيف تحصل على المعلومة من الدكتورة ؟.
فكرت النقيب رحمة مليّاً؛ فهذه فرصتها لكي تثبت أنها كفؤة؛ فأرسلت إلى المقدم سالم أن يدعها تستقبل الدكتورة من أرض المطار، وتصحبها إلى الادارة، ولكن المقدم سالم طرح عليها أمثلة للأسئلة التي يريد جواب عليها، وبعد أن أخذت الإذن من المقدم لاستقبال الدكتورة لوحدها قالت لنفسها : لن يكون سؤال وجواب، بل سيكون لقاءً ودياً جداً ثم قالت ضاحكة : اختصاراً ستكون سوالف حريم ، وسوالف من النوع الثقيل جدآ.

★★★★★

إدارة التحريات..

لم تصدق الدكتورة فائزة نفسها وهي ترى شرطية تستقبلها في المطار وإن كانت لوحدها، ولكن الدكتورة استسلمت للأمر وخرجت بصحبة النقيب رحمة، وكانت خائفة جدا، وإن كان الاستقبال جميلاً وودياً ولكنها لم تكن تعرف لماذا أخذتها إلى قيادة الشرطة بدلاً من الذهاب إلى البيت؟!.

كانت النقيب رحمة محتارة من أين تبدأ معها الحوار ؟، وكيف سوف تتلقي خبر موت زوجها ؟، وكان بيد النقيب رحمة المدونة التي كتب عليها عبدالعزيز بخط يده أنها حياته، وأميرة بيته، وفي آخر الورقة الاسم ممزق، وبعد أن جلست الدكتورة وهي حائرة لا تدري ماذا يحدث؛ كان صوت النقيب رحمة قد بدد حيرتها عندما قالت لها : لقد وجدنا عبدالعزيز مقتولاً وملقىً جثة هامدة!!.
لم تصدق الدكتورة عندما علمت بخبر موت زوجها وقالت وهي في طور الاستغراب : هل أنتم متأكدون أنه عبدالعزيز ؟!، فهزّت النقيب رحمة رأسها إيجابآ، فبكت الدكتورة زوجها، وخيّم الوجوم والحزن على الأجواء، وأحست النقيب رحمة أن الموضوع سوف يفلت منها فقالت لها : هل تعلمين أن عبدالعزيز لديه زوجات أخريات، فنظرت إليها الدكتورة ببرود وقالت : أعلم، وأزيدك من الشعر بيتاً هن صديقاتي !!؛ نعم صديقاتي لا تستغربين !!، وانهارت الدكتورة وواصلت قائلة : لست جميلة مثل نعمة أو منال، ولكني عرفت كيف ألفت انتباه عبدالعزيز إلي، فأجعله يحبني أكثر من نعمة؛ تعرفين لماذا ؟ لأنني كنت أسمعه، كنت لا أتكلم، ولا أشكو؛ فقط أسمعه، وهو يشكو لي همومه وتعبه، وكأني أمه ولست زوجته؛ لذلك كان لا يستغني عني، وعندما أراد الزواج بمنال شعرت بالغيرة؛ نعم كرهتها، ولكنني كتمت كرهي من أجل عبدالعزيز؛ لا علم لي من أين تعرف عليها، لكنني صدمت، وكانت صدمتي صامتة، وعبدالعزيز من النوع الذي لا تعلم ردة فعله إذا اعترضت، أو ربما لأنني تعودت أن أكون في ظله!.
ومما زاد جنوني أنها طلبت تطليق زوجته نعمة، ولم تطلب تطليقي، وقالت ساخرة : لأنها تعلم أن نعمة تضاهيها جمالاً إن لم تفوقها، وأنا لست جميلة وبالتالي لا خوف مني .. هكذا كان تفكيرها، وهنا استغلت النقيب رحمة حالة الانهيار الذي حدث للدكتورة فقالت لها : دكتورة لقد تأجل سفرك إلى دبي بضع ساعات أين كنت في تلك الساعات، ومن ثم أشارت إلى الأوراق الممزقة التي بيدها وقالت : هذه الأوراق أليست بخط يدك وهنا فزعت الدكتورة وقالت: كيف عرفتي أنها بخط يدي؟!!.
أجابت النقيب رحمة : أولاً أجيبي أين كنت خلال الساعات المؤجلة من رحلتك ؟، ثم أضافت النقيب رحمة : دكتورة أي كذب أو تزييف لن يكون في مصلحتك؛ أين كنت يا دكتورة ؟.
وهنا انهارت الدكتورة تماما وقالت : كنت في فيلا عبدالعزيز خرجت من عنده في الساعة الرابعة عصرآ، ولكنني … ثم سكتت قليلاً وبدأ الحياء على محياها، وأضافت بعد تردد : اشتقت إليه فذهبت إليه قبل زفافه بساعة، ولكن لم ادخل؛ لقد وجدت لديه ضيفاً وجلست اكتب، وسكتت الدكتورة، ولكن النقيب رحمة قالت لها : تكتبين هذه الأوراق.
صحيح كلامي أليس كذلك ؟؛ لا عليك أكملي.
الدكتورة بدأت متوترة وخائفة.
وهنا رمت النقيب رحمة الأوراق من يدها واستقرت الأوراق على الطاولة، وقالت : ليس صحيحاً؛
أنت ذهبت لكي ترمي الأوراق في غرفة عبدالعزيز وأنت تعلمي أنه سيعود بصحبة عروسه إلى الفيلا، وحال رؤية منال تلك الأوراق وتوزيع الأموال والعقارات وأنها أجبرت عبدالعزيز على طلاق نعمة.
وأيضا عملت حركة غريبة كتبت أن هناك امرأة يحبها وهي حياته وأميرة بيته والأكيد سوف يجن جنون منال، ويجعلها تغضب في أول ليلة من زفافها، وحرصت أن تكون المدونة تحت مخدة نومها مباشرة، لأنك تعلمين أن عبدالعزيز ينام في الجهة اليسرى بحكم أنك زوجته، وحاولت الدكتورة أن تنكر تلك المعلومات، وأكملت النقيب رحمة قائلة : لا تنكري فإنني أخذت خطك وذهبت به إلى خبير الخطوط عندنا فأكد لي أنه خطك، طبعا تريدين أن تعلمي كيف حصلت على نموذج من خطك ؟، وسكتت النقيب رحمة لترى تأثير كلماتها على الدكتورة، ثم أضافت : ذهبت إلى منزلكم وقابلت والدتك، وادعيت بأنني زميلتك ونسيت دفاتري معك، وأنك أخبرتني أن أذهب إلى البيت لأنك مسافرة، وأمك المسكينة صدقتني فأعطتني مجموعة دفاتر؛ طبعا هي دفاترك وبخط يدك، توقعت أن أحدها هو الدفتر الذي جئت أطلبه فذهبت به إلى خبير الخطوط وأفادني بهذه المعلومة، والآن ما قولك ؟، وبكت فائزة وهي تقول : نعم فعلت ذلك لكي أفهم منال أنني لست ضعيفة، وأرحب بها على طريقتي!.
فهي استهانت بي ولم تقدرني، واعتبرت نعمة هي الخطر عليها؛ صحيح أنني لست جميلة ولكنني ذكية، وبكت هذه المرة بغزارة وحرقة، ثم قالت : ليس هناك فائدة من حرب الضرائر، فقد ذهب من كنا نحارب من أجله مات عبدالعزيز مات، ووضعت كلتا يديها على وجهها وبكت بكاء مريراً.

يـتـبـع…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى