أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

صـناعـة التـعاسـة والشـقـاء !!..

الكاتب أ. عصام بن محمود الرئيسي

مدرب ومحاضر في البروتوكول والإتيكيت الوظيفي

9993issam@gmail.com

 

صـناعـة التـعاسـة والشـقـاء !!..

 

عنوان المقال قد يكون غريباً بعض الشيء، ومنفّراً في الوقت ذاته، فهل هنالك فعلاً من يبحث عن هذه النوعية من الصناعة ؟! لكي يصبح تعيساً في هذه الحياة، ومخيباً للآمال في الوقت نفسه ؟! .. أقول نعم هنالك أشخاص يبحثون عن التعاسة من أي مصدر ويسبحون عكس التيار، إنهم ذلكم الأشخاص الذين يجلدون أنفسهم ويركزون على الأمور السيئة والسلبية في حياتهم قد تكون نتيجة قرارات غير مدروسة اتخذوها في الماضي، ويعاقبون أنفسهم عليها في الحاضر وربما نظرتهم التشاؤمية للمستقبل، ويحاولون أيضا أن ينقلوا هذه الصفة الى الآخرين، أو قد تكون أوضاعهم الحالية التي يرونها بأعينهم وخيالهم السلبي المبالغ سبباً في تعاستهم.

إنه من الطبيعي جداً أن نتعرض لضغوطات وعراقيل وعقبات في حياتنا، وتحرمنا من السعادة وراحة البال مما تحولنا إلى أشخاص سلبيّين ومتشائمين، وتمر بنا الأيام والأعوام دون أن ندرك بأننا حرمنا انفسنا من مشاعر السرور والسعادة؛ لهذا من الضروري جداً نسيان الماضي وتجاوزه، خاصةً إذا تحوّل إلى عبءٍ ثقيلٍ على النفس، ويمنعك من الشعور بالسعادة الحقيقية وتطوير الذات، فلا يجب أن تؤثر أخطاء الماضي وأحداثه على وضعك الحالي وأفكارك وعواطفك وحالتك النفسية. وهناك بعض الأشخاص الذين لا يجدون السبيل ليغفروا لأنفسهم أخطاء الماضي، فيستمرون في لوم أنفسهم فيمنعهم ذلك اللوم من التقدم وتظل التعاسة ملازمةً لهم أينما حلّوا ورحلوا، يجب أن تثبت لنفسك أنك قادر على التغيير وتريد أن تصبح شخصاً أفضل، وإن وضعت هذا الأمر في ذهنك؛ ستجد نفسك قادراً على التصالح مع نفسك من جديد.

ظروف الحياة وما نتعرّض له يوميًا من ضغوطات، وعراقيل، وصعوبات، كفيلة بأن تحرمنا طعم راحة البال والسعادة، وهذا ما يجعلنا أشخاصاً سلبيّين متشائمين فتمضي الأيام والأعوام ونعتاد على التعايش مع هذه السلبية دون أن ندرك أننا نحن من حرمنا أنفسنا من مشاعر السرور، ونظرًا لأهمية السعادة في حياة الإنسان سنتحدّث اليوم عنها بشكل تفصيلي وسنعلمك كيف تتجاوز صعوبات الحياة لتعيش سعيدًا وهانئًا إلى الأبد.

يقول “راندي باترسون”، عالم النفس من مدينة في فانكوفر، في كتابه “كيف تكون تعيسًا” : إن أمكننا أن نحسن بؤسنا عن طريق اكتشاف السلوكيات المؤذية، والأنماط والعادات الشخصية السلبية، فيمكننا حينئذ أن نحدّد أياً من السلوكيات الجيدة يتعين علينا أن نطوّرها لنتمكن من مزاولة حياتنا بسلام.

وسنعرض لك أخي القارئ بعض المعلومات التي تجعلك تعيساً ؟ ونردفها ببعض مفاتيح السعادة للتخلص من تلك التعاسة ؟!..

* عثرات الماضي تجعلك تعيساً فيجب التركيز على الحاضر لنسيانها والتمتع بكل لحظة والشعور بقيمة ما تملك؛ فإن هنالك أشخاصاً لا يملكون ما تملك من إمكانيات إلا أنهم سعداء ويبثون السعادة من حولهم لهذا إبحث عن هؤلاء الإيجابيّين واقترب منهم واستمع إليهم، وقوِّ ارتباطك معهم وخاصة الأصدقاء منهم، الذيم يمكنهم دعمك ومساندتك عند الحاجة إليهم، وابتعد عن السلبيّين فإنهم مصدر قلق وتوتر.

* لا تقارن نفسك مع الآخرين بما أعطاك الله وأعطاهم،  بل اشكره سبحانه وتعالى واحمده على ما أعطاك من نعم وصحة وعافية، وقل “شكراً”  أيضا للشخص الذي يقدم لك المساعدة والدعم وأشعره بالامتنان، ولا تتصف بالنكران، وابحث دائماً عن أي أمر فيه خير يشعرك بالامتنان ستجد بأنه إحساس رائع يجمع بين الإعجاب والتقدير، والشعور بالشكر للحياة كلها، وله مردوده الإيجابي النفسي والمعنوي.

* كن متفائلاً وازرع ذلك التفاؤل في شخصيتك وفي من حولك من البشر، وعليك أن لا تكون مفرطاً فيه؛ فالحياة لا تخلو من الكدر؛ والقصد هنا لا تعطي الفرصة للسلبية أن تطغى على حياتنا ويجب أن نضع في الحسبان بأن مزايانا تفوق بكثير عن عيوبنا..

وعلى الخير نلتقي، وبالمحبة نرتقي..

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى