“بيت الحكمة” يحتفي بإرث جلال الدين الروميّ على مدار ثلاثة أشهر
الشارقة/العُمانية/ أصـــداء
ينظم بيت الحكمة في الشارقة معرضًا بعنوان “جلال الدين الروميّ: 750 عامًا من الغياب.. ثمانية قرون من الحضور”، خلال الفترة من 18 نوفمبر الجاري إلى 14 فبراير 2025.ووفقًا لبيان صحفي للمنظمين، تندرج هذه الفعالية ضمن الاستعدادات لإقامة مهرجان “تنوير” الذي استوحى شعاره “أصداء خالدة من المحبة والنور” من حكمة الشاعر جلال الدين الروميّ.
وقالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق): “عند الحديث عن هذا النوع من الفعاليات، فإننا نعيد تعريف مفهوم الفعل وأثره والحراك الثقافي، حيث تتجاوز تطلعاتنا إثراء تجارب المجتمعات المعرفية لتصل إلى ترسيخ القيم الإنسانية السامية، ومنح الجمهور فرصة لتحقيق التوازن في عالم سريع التغير”.
وأضافت: “تكمن أهمية المعرض في التركيز على حياة شخصية استثنائية تركت بصمة عميقة في تاريخ الفكر الإنساني؛ فمع أهمية العقلية المادية التي تضمن إصلاح شؤون الحياة، يذكّرنا الروميّ بأهمية الجانب الروحي في حياة الإنسان، ودور المعرفة في تطوير الذات وتحقيق السعادة، والسمو بالروح من خلال استكمال فضائل النفس، وفي ظل التحديات التي تواجه العالم، فإن العودة إلى إرث الروميّ تعني إعادة تأكيد قيمة الإنسان، وضرورة بناء مجتمعات ترتكز على قيم المحبة والتسامح والصفاء الروحي”.
وتشهد الفعالية عرض عدد من القطع المتحفية المستعارة من وزارة الثقافة والسياحة بتركيا، للاحتفاء بإرث الروميّ، والتعريف بأعماله الأدبية ومسيرته.
ويتكوّن المعرض من ثلاث مراحل تجسد مسيرة حياة الروميّ، متخذةً من قصائده وأفكاره مصدر إلهام، ويتم تقديم كل مرحلة بصريًّا بطريقة فنية مستوحاة من عالم الروميّ وتراثه الذي يجسد عمق فلسفته وتأثيره الممتد.ففي المرحلة الأولى، يستكشف جمهور المعرض الفترة الأولى من حياة الروميّ بدءًا من مسقط رأسه في مدينة بَلْخ، مرورًا برحلات الهجرة المختلفة التي قادته إلى قونية بصحبة أسرته.وتبحر المرحلة الثانية في الرحلة الروحانية للروميّ، منذ أول لقاء جمعه بمعلمه وملهمه شمس الدين التبريزي، ورحلته في البحث عن الحقيقة والتغيير الجذري الذي طرأ على فلسفته وتعاليمه عقب هذا اللقاء، قبل الانتقال إلى المرحلة الثالثة والأخيرة التي تتناول التأثير الممتد للرومي من خلال أشعاره العميقة وأفكاره المتدفقة.