عُـمانعُمان اليوم

التحوّل الرقميّ وأثره على أنماط التواصل الانسانيّ

أصـــداء /العُمانية

في خضمّ التحوّلات المتلاحقة التي يشهدها العالم المعاصر، أصبحت التكنولوجيا الرقميّة جزءًا لا يتجزأ من نسيج الواقع المعاش، فهي تتمركز بتفاصيلها الصغيرة كما هي كبيرة في طرح قضاياها. ومع ازدياد استخدام تقنيات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، لم يعد التواصل الإنساني على هيئته القديمة التي كانت تُعرف على مستوى المُجتمع المحلّي؛ بل تبدّل شكلًا ومضمونًا، حتى أصبحت الهواتف والشاشات جسورًا تشقّ مسافات من العزلة.

إنّ هذا التغيّر لا يمسّ البُنية الاجتماعيّة في ظاهرها فحسب، بل يذهب إلى عُمق التجربة الإنسانيّة، ليُعيد تشكيل معنى القُرب والبعد، وفي ظل هذه التحوّلات، تقف الأسرة بوصفها اللبنة الأولى في بناء المُجتمع، تواجه تحدّيًا ملموسًا، فهي كيف تُواكب هذا العالم المتسارع دون أن تفقد حقيقة التواصل بين أفرادها.

وعلى المستوى العلمي والتربوي في ظل انفتاح الأسرة على فضاءات التواصل الرقمي التي قرّبت المسافات بين الأفراد، تقول الدكتورة ريا بنت حمد المعمرية – أستاذ العمل الاجتماعي المُساعد بجامعة السُّلطان قابوس: “الحل يكمُن في الوعي بأهميّة التوازن بين التكنولوجيا والحياة الواقعيّة حيث يمكن للأسرة أن تضع ضوابط واضحة لاستخدام الأجهزة الذكيّة، هذه الممارسات تعزز الروابط العاطفيّة والاجتماعيّة وتكسب الأبناء قيم التفاعل الإنسانيّ المُباشر، بحيث تصبح التكنولوجيا وسيلة داعمة وليست بديلاً عن العلاقات التقليدية”، وأكدّت على أن إحياء المناسبات الاجتماعيّة والزيارات العائليّة، يمثل ركيزة أساسيّة للحفاظ على قوّة الترابط الأسريّ في مواجهة إغراءات العالم الرقمي”.

وفيما يتعلّق بمُستقبل العلاقات الأسريّة والاجتماعيّة، تُشير إلى أن الوسائل الرقميّة ستظل تسهّل التواصل وتفتح آفاقًا للتعلّم والعمل المُشترك، بل وتمنح الأجيال فرصة للتفاعل مع ثقافات وتجارب عالميّة، ومن جهة أخرى، فإن الإفراط في الاعتماد على هذه الوسائل قد يؤدي إلى ضعف التواصل الوجدانيّ المُباشر، وزيادة النزعة الفرديّة إذا غاب التوجيه الأسريّ والمجتمعيّ.

وأضافت أن من المُتوقع تزايد الاعتماد على الوسائط الرقميّة خلال السنوات المقبلة، مدفوعًا بتطوّر الذكّاء الاصطناعي وتوسّع استخدام المنصّات التفاعليّة، غير أن هذا لا يعني تراجع العلاقات الإنسانيّة، بل قد يمنحها بُعدًا جديدًا إذا ما استُخدمت التقنية بشكل واعٍ ومسؤول، فتُأكد الدكتورة ريا: “التحدّي الحقيقيّ يكمن في قدرة المُجتمع على توظيف التحوّل الرقمي لتعزيز قيم التضامن والتكافل، دون التفريط في الروابط الإنسانيّة التي تُعد جوهر الهويّة العُمانيّة”.

وقالت: “تدل المُؤشرات على أن المُستقبل لن يكون في الانغلاق على العالم الرقميّ أو رفضه، بل في بناء وعي اجتماعيّ يرسّخ الاستخدام الرشيد للتكنولوجيا، فالمطلوب هو الاستثمار في التربية الرقميّة عبر المناهج الدراسيّة التي تُنمّي التفكير النقديّ وضبط الوقت في التعامل مع الوسائط، إلى جانب إعداد برامج توعويّة للأُسر تُمكّنها من متابعة الأبناء ومرافقتهم في الاستخدام المسؤول للتقنيّة”.

ونوّهت أن تعزيز المُبادرات الشبابيّة والمُجتمعيّة التي تجمع بين التفاعل الواقعيّ والرقميّ، وتفعيل الشراكات بين المؤسسات التعليميّة والثقافيّة والإعلاميّة لإطلاق حملات وطنيّة دوريّة يمكن أن يُسهم في نشر ثقافة التوازن، ولا يقل عن ذلك أهمية الاستثمار في الفضاءات العامّة التي تشجّع على اللقاء المُباشر، وإبراز القدوات الرقميّة الإيجابيّة من مؤثرين ومبدعين يُوظفون التكنولوجيا بصورة مسؤولة.

وعبّرت بقولها: “بهذه المقاربة يمكن القول إن المستقبل لن يكون صراعاً بين العالم الافتراضيّ والواقع الاجتماعيّ، بل فرصة لبناء تكامل صحيّ بينهما، يعكس روح المجتمع العُمانيّ وقيمه”.

من جانبه يُعرّف عبد العزيز بن سليمان العوفي خبير في تقنيّة المعلومات، التحوّل الرقمي بأنه عملية يتم من خلالها توظيف التقنيات الحديثة لتحسين أنماط الحياة، فهو لا يقتصر على استخدام الأجهزة والبرامج الرقميّة فحسب، بل يُمثل تغيّرًا جذريًّا في طريقة التفكير والتواصل مع العالم من حولنا، فالإنترنت هو الركيزة الأساسيّة في هذا التحوّل المُبهر، حيث أتاح تدفقًا غير مسبوق للمعلومات وسهَّل بناء شبكات تواصل عالميّة واسعة.

وحول أثّر التحوّل الرقميّ على طبيعة البُنية الاجتماعيّة في سلطنة عُمان، مقارنةً بين الجيل الحالي والأجيال السابقة التي لم تعتمد على التكنولوجيا، أوضح العوفي أنّ المُجتمع لم يكُن بمنأى عن الثّورة المعلوماتيّة الهائلة والتحوّل الرقميّ المُتسارع مع انتشار الهواتف الذكيّة وتوسّع استخدام الإنترنت، إذ بدأت أنماط التواصل الاجتماعيّ تأخذ شكلًا جديدًا داخل البيوت وخارجها، فالمجالس التي كانت تجمع بين أفراد العائلة والأصدقاء أصبحت مُعدمة إلى حدّ ما، وقد حلّ محلّها تفاعلًا افتراضيًا عبر الشاشات والهواتف الذكية.

وأشار إلى أنه مع ذلك لا يمكن الجزم بأن التحوّل الرقميّ أضعف الوشائج الأسريّة فحسب، بل أعاد تشكيلها بطُرق مُختلفة قد تكون أكثر حيويّة في بعض جوانبها، فقد قرّبت البعيد واختصرت الكثير من الوقت والجُهد والمال. وأتاح للأسر البعيدة مجلسًا افتراضيًّا للتواصل اليوميّ الفعّال، وسهّل للأصدقاء البقاء على اتصال رغم المسافات، وأوجد فضاءات واسعة للنقاش والتعاون والحوار والعمل الجماعي البنّاء”.

وفيما يخص الاعتماد المُتزايد على المنصّات الرقميّة وما أوجدته من ثقافة تواصل جديدة تختلف في قيمها عن الثقافة التقليديّة، قال: “مع توسّع الفضاء الرقميّ، تشكّلت ثقافات تواصل مُختلفة لما اعتاد عليه المُجتمع والأعراف التقليديّة، فقد أصبح التفاعل الفوريّ، والرد السريع، والرسائل الصوتيّة، والرموز التعبيريّة المصّورة أدوات أساسيّة للتعبير عن المشاعر والأحاسيس المُتبادلة بين المجتمعات الافتراضيّة وعلى رغم سهولة الثقافة الرقميّة وتقبّل الناس لها إلا أنها غيّرت الكثير من القيم الاجتماعيّة الأصيلة من التواصل الإنساني الحسيّ، فحلَّ التواصل اللحظيّ بدلًا من التواصل الحيّ”.

وأمام هذا التحوّل المُتسارع في تقنيات وبرامج التواصل الاجتماعيّ، ينوّه العوفي إلى ضرورة إبراز دور الأسرة وبالأخصّ الوالدين في تأطير تأثيرات التحوّل الرقميّ بما يضمن المُحافظة على سلامة الوشائج والقيم الأسريّة من جهة ومواكبة العصر بالتربيّة على الوعيّ الرقميّ من جهة أخرى.

ويُضيف: “وجود الأبناء في الفضاء الإلكتروني والمساحات الافتراضيّة بات أمرًا لا مفر منه، لكن يمكن توجيهه إلى الاستخدام الإيجابي الآمن”.

وذكر عبد العزيز بن سليمان العوفي – خبير في تقنيّة المعلومات أنّ المؤسسات تقوم بدور محوريّ في نشر ثقافة الاستخدام الفعّال، من خلال التوعية بالمخاطر الأخلاقيّة والاجتماعيّة عند الإفراط في استخدام وسائل التواصل الرقميّ، وتشجيع المُبادرات التي توظّف التكنولوجيا في الحفاظ على القيم والأخلاق والهويّة الوطنيّة.

وأوضح أن العالم يتّجه اليوم نحو تقنيات رقميّة جديدة أكثر عُمقًا وتطورًا، تقودها تقنيات الذكاء الاصطناعيّ والواقع الافتراضيّ، مما يُنبئ بتغيّرات جذريّة في طبيعة التواصل الإنسانيّ خلال السنوات القريبة القادمة، فالمحادثات ورسائل الصّوت والصور والرموز التعبيريّة باتت حاليًا تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي القادر على فهم المشاعر والتعبير والرد بشكل احترافيّ يشبه أحاسيس الإنسان.

وعن أنماط التواصل على المستوى المحلّي مستقبلًا ومع التوسّع في الذكاء الاصطناعيّ والواقع الافتراضيّ، يُشير إلى أنّ التحوّل الرقميّ يبعث على التفاؤل، إذ تبدو الآفاق واعدة نحو مُجتمع أكثر تواصلاً وانفتاحًا. فالجوانب الإيجابيّة لتقنيات التواصل الحديثة كثيرة لا تُحصى، إذ أصبحت جزءًا من عصب الحياة اليوميّة، وأسهمت في توفير الوقت والجُهد وتعزيز التواصل الآني الفعّال بين أفراد الأسرة والعائلة والأصدقاء وزملاء العمل وجعلت المُجتمع أكثر ترابطًا وتفاعلاً رغم التباعد الجغرافي.

وأكد أنه مع ذلك، تبقى المسؤولية قائمة في استخدام هذه التقنيات بوعيٍ وحكمة؛ حتى تظل وسيلةً للبناء الإنسانيّ لا للهدم، وجسرًا يعزّز القيم العُمانية الأصيلة في زمن تتسارع فيه الخطى نحو المُستقبل الرقميّ.

من جهته يشبّه يونس بن سالم المعمري – باحث في علم الاجتماع، أنّ استخدام الانسان للهاتف النقّال كالتعامل مع آلة حادّة، عوضًا عن استخدامه لها في تقطيع كعكة –على سبيل المثال- ليستمتع بها، يستخدمها في طعن نفسه، هكذا الحال مع استخدامه للهاتف النقّال وبقيّة أجهزة التواصل الإلكترونيّ، فعوضًا عن الاستعانة بها لتنمية نفسه وعمارتها، صنع بها قيودًا وأغلالًا تُعيقه عن الحياة بشكلها الطبيعيّ المليء بالمعنى.

ويُضيف: “يبدو لي أن ما حدث هو هيمنة الفكر الرأسمالي على هذه الأجهزة والتطبيقات عن طريق الشركات العابرة للقارات، التي يترأسها صنّاع النظام الرأسمالي وخريجي أفكارهم، فكان هدفها الربح المادّي دون التفكير مُطلقًا بالإنسان وتأثيراتها عليه، وبناءً على ذلك صنع هذا الفكر كل تلك الخوارزميات والأنظمة والقوانين المبنيّة على سلب الإنسان حياته وعلاقاته الاجتماعيّة، وإدخاله في دوّامة زمنيّة رقميّة مُرتبطة بالأجهزة والتطبيقات، فأصبحنا جميعًا متصلين داخلها، لكننا منفصلين عن الواقع الاجتماعيّ الحقيقيّ”.

ووضّح أنّ وسائل التواصل الاجتماعيّ أحدثت تحوّلًا في مفهوم (الترابط الأسري) التقليديّ داخل المُجتمع، وللرقمنة تأثير على الأدوار الاجتماعيّة بما في ذلك الأدوار الأساسيّة للوالدين في مراقبة وتربية الأبناء.

وقال: “ليس المُجتمع العُماني بمنأى عن هذا الأمر، فقد تأثّرت علاقات الإنسان مع نفسه وغيره، بناءً على الأرقام والإحصائيات والمُلاحظات اليوميّة، وربما يكون التأثير السلبيّ أكثر وضوحاً من الإيجابيّ، خصوصًا عند الفرد الذي لا يتحصّن بجدار قيميّ أخلاقيّ معرفيّ يحميه من الضعف في هذه المواقف”.

وأضاف: “هذا يتمظهر في حالات الانعزال والانطواء، وفقدان الرغبة في التفاعل الاجتماعيّ الحقيقيّ، وصناعة الأعذار تلو الأعذار للابتعاد أو الانعزال عن التجمّعات العامّة، بالإضافة إلى ضمور مهارات التواصل الاجتماعيّ عند بعض الحالات، خصوصًا عند الفئات العمريّة الناشئة، والانشغال الدائم بالتقنية الأمر الذي يُؤثر بصورة مُقلقة على التفاعل داخل الأسرة، وخصوصاً التفاعل مع الأطفال وكبار السن”. فوُجب التوفيق هُنا بين التغيرات السريعة التي تفرضها التكنولوجيا والحفاظ على منظومة القيم العُمانية، إذ أصبح هذا التحوّل في كثير من الأحيان عائقًا لانسيابيّة التواصل والتفاعل داخل الأسرة وخارجها، ناقلًا المُجتمع الإنسانيّ لنوع جديد من التواصل، الأمر الذي يلزم الأفراد والأسر والمؤسسات الواعية المُدركة لكبح سلبياته”.

وذكر: “يمكن أن يكون ذلك عن طريق مجموعة من الآليات الاجتماعيّة الضّابطة مثل التوعية والتنوير والإرشاد، ووضع بعض القوانين الأسريّة الداخليّة لاستمرار التواصل المُباشر، كالزيارات والتجمّعات الإلزاميّة للجميع دون وجود الشّاشات، والخروج في نزهات عائليّة طويلة لأماكن لا يوجد فيها شبكة إنترنت، وتحديد ساعات يوميّة بدون شاشات”.

وأضاف من ناحية أخرى: “ربما تتدخّل السياسات العامّة للدولة بوضع بعض القوانين الموصلّة لهذا الهدف كذلك، أو بدعم إيجاد برامج وتطبيقات إلكترونيّة تتوافق مع ثقافة مُجتمعنا، وجعلها معينة لنا للبقاء على سماتنا الاجتماعيّة والثقافيّة، ومن ثم التفكير في ترويجها وتسويقها عند دول العالم الراغبة في الحفاظ على إنسانها”.

وبيّن: “ندرك أنّنا في خضمّ موجات متتاليّة وعظيمة من التغيّرات في العلاقات الاجتماعيّة، الأمر الذي يجب الانتباه إليه على المستويات الفرديّة والجمعيّة والمُجتمعيّة والحكوميّة، والعمل بصورة مُتكاملة ومُتناغمة للحّد من هذه المخاطر، وإلا فإننا قد نصل إلى مرحلة لا نستطيع فيها إيجاد العلاجات وتطبيقها، فاليوم هو الوقت الذي يجب أن نتحرك فيه، وكل ساعة نتأخر فيها عن العمل، تصنع تأثيرًا لا يمكن تخيّله”.

كما تحدّث سلطان بن محمد القاسمي متخصص في التواصل والإعلام عن أثر التحوّل الرقمي على تغيير طبيعة البنية الاجتماعية، والاعتماد المتزايد على المنصات الرقمية ومستقبل أنماط التواصل خلال العقد القادم مع التوسع في الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي، وقال: “إن الاعتماد المتزايد على المنصّات الرقميّة أوجد ثقافة تواصل جديدة تختلف كثيرًا عن الثقافة التقليديّة التي اعتادها المُجتمع وغيّرت أيضًا بعض القيم المرتبطة بالتواصل، مثل الخصوصيّة والاحترام والإنصات، إذ بات البعض يتحدّث أكثر مما يسمع، ويُشارك تفاصيل حياته مع الجميع دون وعي بحدود الخصوصيّة”.

ووضّح: “لا يمكن إنكار أن هذه الثقافة الجديدة فتحت آفاقًا رحبة أمام الأجيال الصّاعدة، فأتاحت للشباب والنساء فرصًا للتعبير عن الرأي، والمشاركة في قضايا المُجتمع، وبناء شبكات تواصل مهنيّة وثقافيّة لم تكن ممكنة من قبل”.

وأشار إلى أننا مقبلون على مرحلة أكثر عمقًا في التحوّل الرقميّ، خصوصًا مع التطورات السريعة في الذكاء الاصطناعيّ والواقع الافتراضيّ، فالتقنيات القادمة ستجعل اللقاءات الافتراضيّة أكثر واقعيّة بفضل التصوير ثلاثيّ الأبعاد والبيئات التفاعليّة، وقد تُصبح الاجتماعات العائليّة أو التعليميّة تُعقد داخل فضاءات رقميّة تُتيح للأفراد التفاعل وكأنّهم في مكان واحد ومع ذلك، ستظل الحاجة إلى التواصل الإنسانيّ الحقيقيّ ضرورة لا يمكن أن تلغيها التكنولوجيا مهما تطوّرت.

وأكّد على وجوب تأدية الأسرة دورها التربويّ في ترسيخ التوازن بين العالمين الواقعيّ والرقميّ، من خلال تعليم الأبناء بأن التقنيّة وسيلة للتواصل وليست بديلًا عنه، وأن قيمة العلاقات تُقاس بصدقها واستمراريتها لا بعدد المتابعين أو الإعجابات. فالمُجتمع العُماني الذي عُرف عبر تاريخه بروح الألفة والتكافل قادر على أن يستفيد من التحوّل الرقميّ دون أن يفقد هوّيته الإنسانيّة والاجتماعيّة الأصيلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى