بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

كرة القدم .. دروس التجنيس والتغريب !

حسين الذكر إعلامي وروائي  

 

 

في قراءة لما حدث بمباريات الملحق الآسيوي المؤهل لمونديال 2026 الذي جرت مبارياته في مدينتي جدة والدوحة، مع إلقاء نظرة سابقة على بعض الملاحظات والظواهر التي حلت وبدت على بعض المنتخبات .

إندونيسيا هو أفضل المنتخبات الآسيوية تطور خلال سنتين خلت وقد تغيرت ملامح ظهور الفريق عما كان عليه حتى في التصفيات الأولية التي جرت عام 2024 .. كما أن تأخر منتخبات مثل العراق والسعودية وقطر والإمارات عن التأهل إلى المونديال برغم الدعم الحكومي الكامل وتهيئة المنشآت والتنظيم والجماهير والإعلام والتجربة والخبرة يعد نقطة سلبية ينبغي دراستها من قبل الاتحادات المعنية .

إن المنتخبات الآسيوية الأكثر تمثيلا في كأس العالم حتى الآن ( مثل اليابان إيران وكوريا ) لا تعتمد التجنيس بشكل مباشر كفلسفة لتحقيق أهدافها وتطوير ملفاتها وهذه نقطة تحسب لصالح الاتحادات المشار اليها وكان ينبغي أن تكون السعودية معهم بذات الاتجاه لولا التلكؤ الحاصل عن التأهل حتى مرحلة متاخرة .

إن الاعتماد على تجنيس اللاعبين وترك المهمة الأساسية في تطوير القاعدة والاعتماد على نظام كروي تنموي بعيد المدى فاعل على أرض الميدان بكافة المسابقات لا يمكن ان يكون بديلا ذا قيمة ويعتد بها .. فإن التجنيس خيار مؤقت وظروف خاصة ويعد معبرا لمرحلة ما والدول التي تعتمد عليه لا يمكنها أن تحوز الشرف الكروي أو تحقق المطلوب من كافة أهداف كرة اليوم سيما في التوظيف الناعم والهوية الثقافية والتفاعل الاجتماعي … وهذا ما أخفقت به بعض الدول التي صرفت ملايين الملايين على مؤسسات ومراكز ومسميات بعناوين رياضية لم تمتلك قدرة الافصاح عن نفسها بشكل جلي مما جعلها تقع في خانة الشك والمراقبة والمحاسبة … وضرورة إعادة الدراسة بشكل جذري لمن يريد التعلم من دروس التاريخ .

بعض الدول مثل العراق تحديدا في هذه التصفيات استعان بنسبة كبيرة من اللاعبين المغتربين من أصول عراقية وهذا حق متاح وقانون معمول به على مستوى الفضاء العالمي لكنه يشكل خطورة على البعد البنيوي المحلي كما يتعارض مع فلسفة الدولة في البناء والترقي فضلا عما يشكله من خطر حقيقي على الذات المحلية الرياضية إن لم تدار بشكل صحيح ووفقا لرؤية مختصة بعيدة المدى في جانبها الاجتماعي والثقافي وليس الفني فحسب . وهذا ما لا يدركه الكرويون بل ينبغي على الدولة ان تكون مسؤولة عنه حصرا ولها اليد الطولى في إدارة ملفه الإداري وترك الفني للمختصين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى