بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

في الدوحة سحر بيان العرب

حسين الذكر

 

لا تحتاج إلى كثير من الوقت كي تتعرف على معاني التجمع العربي بعناوينه المختلفة سيما الرياضية منها وأخص الخصوص كأس العرب التي ازدانت برعاية الفيفا وتنظيمها في الدوحة التي تمتلك من البنية والخبرة والمكنة ما يكفي لسد اي نقص حاصل بل للارتقاء بالبطولة إلى أبعد معان وأجملها عند الإحساس بتجمع لا يقف عند حدود الفعاليات الرياضية.

الشوارع ملونة والساحات مزدحمة والمدرجات ممتلئة والسيارات مزكرشة والأجواء فرحة والأيام حبلى والمفاجآت جميلة … هكذا تسير أيام بطولة العرب التي عنونت رياضية لكنها ذات أبعاد لا يمكن أن تختنق تحت هذا التعبير سيما وهي تحمل من التنفيس ما يغطي على الأجواء السائدة بل ويلوح في النفس لوشائج ظلت مكتومة بل عصية على التجلي – بأقل تقدير – في مساراتها التنافسية الفنية الكروية .

( الحاجة أم الاختراع ) وهذا الواقع الرياضي والتنظيم البطولاتي لمختلف الألعاب والفئات العمرية ولهفة الجماهير العربية للحضور يوما ما يفرض واقعا جديدا على الحكومات العربية من أجل كسر حواجز (التصعيب في التنقل حتى تشتيت ما يسمى بالتأشيرة ) التي تحيل بين ضفتي العرب من المحيط إلى الخليج لترسم خطوط سير سواء كانت عبر القاطرات الأعجوبة الأحدث أو بسير خط طيران يبدأ بطنجة وينتهي ببغداد ويتفرع إلى بقية العواصم والمدن العربية في خارطة سفر ورياضة وسياحة وفن وإعلام وفكر … ومختلف فنون الحياة .. حتما ستعيد رسم خارطة العرب التي ظلت أمنية حبيسة كم كنا وتمنينا أن نمزق حواجزها على الخريطة.

كل يحمل علم وكتل بشرية تسير بين الزلاقة تجري كماء النهر الدافق الذي يتسلل بين الأودية ليستقر في سوق (واقف) تلك المحطة الشعبية الموغلة بالتعبير الانتمائي للتاريخ والجغرافية والقيم قبل غيرها، يعبر عن مضمون التنافس والتلاحم والتلاقي كثقافة جديدة تسود عالم جماهير العرب التي حتما ستتلاقح ثم تتلاحق لتمتد وتنتشر وتترسخ بمرور الأجيال وإن كانت تحت عنوان تنافس كروي.

قطعا لا تقف الفائدة المرجوة والمنتظرة عند حدود المعنويات أو ما يسمى بالدواخل النفسية ووشائجها الكامنة والظاهرة التي هي أصلا موجودة ومعبر عنها عربيا بمعزل عن كل الحواجز والأجندات المريضة التي رسخت وأرادت أن تنفر البعض عن البعض حتى يصير الشتات اصلا وجذرا وحتما ..

هكذا أنظر إلى كأس العرب ودوحة العرب من زاوية تحوي الكثير من الإيجابيات غير المتوقفة ولا المنحسرة بنقطة ما فإعلام العرب ترفرف وفرقهم تلعب وجماهيرهم ترقص وتفرح وتتعانق بكل مكان وبأحلى وأعلى شاهقات المدرجات جميعهم تحت خيمة كان التصحر هو المرادف الوحيد لها فيما غدا التحضر عنوانا يحتاج إلى ترسيخ المفهوم قبل غيره من إحصائيات المباريات لنجعل من أمتنا أمة واحدة وهنا يكمن سحر البيان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى