ماجد بن محمد الوهـيبي

سـؤال عابـر يقـيك من المخاطـر..

استوقفني موظف أثناء تخليص إجراءات عودتي من بلد خليجي شقيق عند تسليم الحقائب والتأكد من التذاكر وعمل شريط الحقائب ليسألني بعد السلام عليه وتحيته بلطف قائلًا: ممكن أسألك قلت له تفضل قال ماذا تقول في التدخين؟ قلتُ له ماذا تقول أنت قال: لا أعلم لذلك أنا أسألك الآن ثم أردف قائلًا :

يُقال أنه مكروه، قلت:يقول العلماء هو حرام بنص القرآن، قال أين الدليل؟ قلتُ له أهو من الطيبات أم من الخبائث قال :من الخبائث قلتُ يقول الله تعالى( وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ) صدق الله العظيم
من الآية ١٥٧ من سورة الأعراف

ثم قلتُ له أرأيت البصل والثوم قال : نعم قلتُ هل هما من الطيبات أم من الخبائث؟ قال : من الطيبات قلتُ ألم ينهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكلهما قبل الذهاب للمسجد لما تخلفه من روائح وأذىً للمصلين قال: نعم قلت:

فما بالك بالتدخين الخبيث ومن كانت أنفاسه أثناء الصلاة دخانًا يؤذي من حوله كيف تكون صلاته؟ ولو تطيب بطيب يتقرب به لله لكان أولى وأطيب، والدخان ينفر منه الناس بسبب رائحته الكريهة في كل مكان فكيف إذا كان في المسجد

وقد قال الله في كتابه العزيز( إنما يتقبل الله من المتقين) الآية ٢٧ من سورة المائدة ، والمدخن لو أنه اتقى الله لما دخن وأضر نفسه وغيره ومثله كمثل نافخ الكير بل أشد ، فالدخان بلاءٌ وإضاعة مال وريح نتنة وربما قد يحرق المدخن ثوبه فقال كلامك مُقنع

قلتُ له هذا رأي العلماء جزاهم الله عنا كل خير ونحن ننقل عنهم، وإنما ضربنا لك مثالًا واحدًا عن البصل والثوم والعقل نعمة والحواس كلها من نعم الله علينا وتجعلنا نميز الخبيث من الطيب فلا يوجد من يقول أن الدخان من الطيبات إلا من يكابر أو من أراد التدخين ليجيز لنفسه هذه الآفة المميتة

كمثل من يجيز التراخيص لمحلات بيع التبغ والدخان وسائر المسكرات والخمور وأنواع المخدرات، ثم يأمر خطباء الجمعة بالتحذير من مضارها وماتخلفه من عبءٍ على المجتمع بأسره والمؤسسات الصحية

أو كمن يقول كل واحد يعرف النافع من الضار، ولا يضر وجود المحلات دعها ستخسر وتغلق وتقل أعداد من يدخن هذه السموم، وفي هذا الرأي خلل وتهلكة كمن ينشر للناس السموم في الأطعمة ويتركهم حتى يأكلوا منها ثم يحذرهم من وجودها في الطعام.