الصحة النفسية .. ماذا نعني بها ؟..

الكاتب/ د . سالم بن محمد الغيلاني
همسات نفسية..
الصحة النفسية .. ماذا نعني بها ؟..
هناك تعريفات متعددة تصف وتعرف الصحة النفسية.
فعلم الصحة النفسية يتعامل بشكل مباشر مع السلوك، وهذا الاخير هو الذي من خلاله نحكم على حالات السوا من عدمها، ونميز بين أساليب التوافق والتكيف اكان سلبيا أو إيجابيا.
إن أول من استخدم مصطلح الصحة النفسية، هو العالم “أدولف ماير” ليشير إلى السلوك الشخصي للفرد وأيضا السلوك الاجتماعي، نحو السوية وكيفية الوقاية من الاضطرابات النفسية.
إذن الصحة النفسية : هي تَكَيُّفُ الفرد مع نفسه، ومحيطه الخارجي، بطريقة تكفل له ذلك وتجعله قادرا على مواجهة المشكلات، ومن ثم يتكون له الشعور بالرضا.
أيضا الصحة النفسية، ليست الخلو من الأمراض، وإنما هي حالة من الراحة الجسمية، والنفسية، والاجتماعية، كما جاء ذلك في تعريف منظمة الصحة العالمية.
وأُضيف : أن الصحة النفسية ماهي إلّا ذلك التوازن في التمرحل، بين مراحل العمر الثلاث، الطفولة، والمراهقة، والرشد.
بمعنى أنه إذا ما تم التعاطي مع كل مرحلة من هذه المراحل، بمتطلبات كل مرحلة، كان الإنسان متزنا نفسيا فيما بعد.
إن إهمالنا لمتطلبات كل مرحلة هو الذي يؤدي بنا فيما بعد إلى الاختلال في هذا التوازن.
لكي أكون متمتعا بصحة نفسية، هذا يعني أن لدي القدرة على معرفة نفسي، عالما لمواطن الضعف والقوة بها.
أيضا لابد من التقبل الّلا مشروط للذات، سواء تقبّل ذاتي جسدي، أو نفسي، أو فكري، واعتز لكوني نسخة متفردة عن الآخرين في كل شيء ، فأنا خلق الله وإبداعه.
كذلك من يتمتع بالصحة النفسية هو قادر على إشباع حاجاته، ودوافعه بصورة إيجابية، متمتعا بالمرونة في كل ظرف، قادرا على استيعاب كل التغيرات التي تحدث بصورة مفاجأة ويتعايش معها.
ولابد أيضا أن يكون مبتعدا عن الصراعات النفسية، والاحباطات، لكي يضمن بنية نفسية متميزة لهذه الشخصية.
إن تعامل الفرد الإيجابي مع مجتمعه والتكيف اللّا مشروط، يضمن له صحة نفسية متميزة، والإنسان بطبيعته كائن اجتماعي يألف ويؤلف.
أيضا التناغم مع متطلبات الجسد ومتطلبات الأسرة، ومتطلبات البيئة الاجتماعية من حوله، والمتطلبات الروحية من عبادة وغيرها، وأن يعطي كل ذي حق حقه، ويوازن بين هذه الجوانب كل ذلك يعد من مصادر الصحة النفسية.
وختاما النظرة الإيجابية لكل ما حوله، وتغيير زوايا النظر، والرضا بما كتب له، وعدم التوسع فيما أعطي لغيره، ومقارنة نفسه بالآخرين.
يقول الشاعر محمد مصطفى حمام :
رأيت الرضا يخفف أثقالي .. ويلقي على المآسي سدولا.
والذي أُلْهِمَ الرضا لا تراه .. أبد الدهر حاسداً أو عذولا.
علمتني الحياة أن لها طعمين .. مُرّاً وسائغاً معسولا.
فتَعوّدْتُ حالتها قريراً .. وأَلِفْتُ التغيير والتبديلا.
كان هذا حديثنا باختصار عن مُقَوِّمات الصحة النفسية، فرفقا بأنفسكم ، ولا تُحَمِّلوها فوق ما تحتمل .. حفظنا الله جميعاً..












