عُـمانعُمان اليوم

ندوة وطنية تستعرض الإرث الثقافي غير المادي لسلطنة عُمان

أصـــداء /العُمانية

 

أُقيمت في الجامعة الألمانية للتكنولوجيا اليوم ندوة وطنية بعنوان “التراث الحي: قصة إنسان واستدامة معارفه” بمناسبة “الاحتفاء باليوم العالمي للتراث الثقافي غير المادي”، ونظمتها وزارة الثقافة والرياضة والشباب ووزارة التربية والتعليم .

رعى افتتاح الندوة سعادة المهندس إبراهيم بن سعيد الخروصي، وكيل وزارة التراث والسياحة للتراث، بحضور سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي، وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة. واستهدفت الندوة الباحثين والأكاديميين في مجال الثقافة، وطلبة الدراسات العليا في تخصصات التراث الثقافي غير المادي والمشتغلين في هذا المجال، كما تمحورت حول المؤشرات الثقافية للتراث الثقافي غير المادي، ودور الجهات الحكومية والخاصة في صون هذا النوع من التراث.

وهدفت الندوة إلى تسليط الضوء على اليوم العالمي للتراث الثقافي غير المادي، ومؤشرات التراث الثقافي غير المادي بسلطنة عُمان في ضوء أبعاد التنمية المستدامة، ورفع وعي المجتمع بدور التراث الثقافي غير المادي في الرعاية الصحية، وإبراز أهمية التوثيق الرقمي للتراث الثقافي غير المادي، ومضامين التراث الثقافي غير المادي في ضوء فلسفة التعليم بسلطنة عُمان.

وقال الدكتور محمود بن عبد الله العبري، أمين اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، في كلمة اللجنة: “ذاكرتنا مليئة بمفردات التراث الثقافي غير المادي، التي أسهمت في تشكيل هويتنا الثقافية وشخوصنا المتباينة؛ وفقًا للطبيعة الجغرافية والفضاء المكاني الذي ارتبط بكل هذه المفردات”.

وأضاف أن هذه الذاكرة هي نفسها لدى كل شخص على هذا الكوكب، باختلاف الملامح والصور، التي تحرص منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) على استدامتها، وتطلب من الدول الأعضاء ترجمتها في التقارير الدورية التي تقيس مدى تفعيل الدول للمبادئ التوجيهية التي تضمنتها اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي 2003، وتقييم قدراتها على صون مفردات التراث غير المادي.

وأكد على دور وزارة التربية والتعليم أولًا في تضمين مواضيع التراث الثقافي غير المادي في المناهج الدراسية، وتقديمها بما يتوافق مع تقنيات الذكاء الاصطناعي لترغيب الطلبة في دراسة هذا التراث والبحث فيه.

من جهتها قالت مريم بنت ناصر الخربوشية مديرة دائرة الهوية الثقافية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب كلمة الوازة إن سلطنة عُمان أدركت مبكرًا قيمة هذا التراث وأهميته في بناء الإنسان وصون الهوية الوطنية الثقافية، فكانت من أوائل الدول التي صادقت على اتفاقية اليونسكو لعام 2003 لصون التراث الثقافي غير المادي.

وأضافت أن منذ ذلك الحين تعمل سلطنة عُمان بثبات وشغف على توثيق عناصرها الثقافية وتسجيلها في القوائم الدولية بمنظمة اليونسكو، لتعريف العالم بما تزخر به من ثراءٍ حضاريٍ وإنساني.وأشارت إلى العناصر التي سجلتها سلطنة عُمان في منظمة اليونسكو وهي: العازي، والرزفة، والبرعة، والتغرود، والنخلة، والقهوة العربية، والخنجر العماني، والمجالس الثقافية ومشروع السفينة شباب عُمان للحوار الثقافي المستدام، وغيرها من المفردات التي تجسد روح العُماني وعمق انتمائه لأرضه وتراثه.

وأكدت أن وزارة الثقافة والرياضة والشباب تواصل جهودها في هذا المجال من خلال تنفيذ برامج ومبادرات نوعية، من بينها برامج بناء القدرات الوطنية في صون التراث الثقافي غير المادي، وإشراك الشباب والباحثين والمهتمين في أعمال التوثيق والإدراج والترويج لهذا التراث الثقافي على المستويين الوطني والدولي.

بعدها استمع راعي المناسبة والحضور إلى مناظرة بين طلبة المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظتي الداخلية وشمال الباطنة حول أهمية وإسهامات التراث الثقافي غير المادي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات، ومدى إسهام هذا التراث في تحقيق الخطط التنموية وأهداف التنمية المستدامة.

تضمن برنامج الندوة جلستي عمل، تمحورت الجلسة الأولى حول التراث الثقافي غير المادي: سياسات ومبادرات، واشتملت على ثلاثة أوراق عمل، ألقت الورقة الأولى خاتمة بنت علي الرشيدية، رئيسة قسم التراث غير المادي باللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، بعنوان “مؤشرات التراث الثقافي غير المادي بسلطنة عُمان في ضوء أبعاد التنمية المستدامة”. وقدم المهندس ماجد المهنا من المملكة العربية السعودية ورقة العمل الثانية بعنوان “التراث الثقافي غير المادي: العلاقة بين فنون الطهي والمعارف التقليدية والتنمية المستدامة”، فيما استعرض في الورقة الثالثة المقدم الركن بحري هلال بن علي بن هديب الحبسي من البحرية السلطانية العمانية محطات التراث الثقافي غير المادي في رحلة “أمجاد البحار 2025”.

وجاءت جلسة العمل الثانية، التي تمحورت حول دور الجهات الحكومية والخاصة في التراث الثقافي غير المادي، واشتملت على ثلاثة أوراق، كانت الأولى حول دور وزارة الثقافة والرياضة والشباب في صون وتوثيق التراث الثقافي غير المادي، قدمها أحمد بن راشد الشحي من وزارة الثقافة والرياضة والشباب، فيما تناول سالم بن درويش الحسني من وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه في الورقة الثانية الإرث المعرفي المرتبط بمهنة صيد الأسماك في سلطنة عُمان – أعراف وستن البحر، كما سلط سلطان بن علي الحسني من مؤسسة مربط الباطنة الضوء في ورقته الثالثة على إسهامات التراث الثقافي غير المادي في الرعاية الصحية: تربية الخيل أنموذجًا.

وتضمن حفل افتتاح الندوة عرض فيلم حول العناصر العُمانية المدرجة لدى منظمة اليونسكو، كما تجول راعي الحفل في المعرض المصاحب للندوة، الذي حوى صورًا فوتوغرافية لمصورين عُمانيين ومخطوطات عُمانية قديمة تعكس المفردات التي تمكّنت سلطنة عُمان من إدراجها في منظمة اليونسكو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى