أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

لا تُنْكر الحقائق إن كان فهمك غالبًا عليه القصور!!..

ماجـد بن محمـد الوهـيبي

 

لا تُنْكر الحقائق إن كان فهمك غالبًا عليه القصور!!..

 

استهلال في حق شيخنا سماحة المفتي، وفي الرد على بعض الحمقى..

‏عجبت لمن يستطيبُ الجفا

‏وقد قارف الجهل منذ الصغر

‏فيا سيدي أنت نبعُ الوفا

‏وأنت الضياء لكل البشر

‏وأنت المُغيظ لكل العِدا

‏وعن كل حمقٍ تغضُ البصر

في وقت تحتاج فيه الأمة للمِ شملها ورأبِ صدعها تظهر أصوات نشاز تكدر صفوها وتدعو للفرقة والشقاق، وقد شهدت الأمة الإسلامية لشيخنا الخليلي ومفتي عصرنا بهذا الدور الكبير، والحمد لله اللطيف الخبير الذي يدافع عن عبادهِ المؤمنين ولا عزاء للخونة والمارقين .. والله خير الشاهدين.

نقول لهذه الأصوات النشاز : بأن البحر لا تكدره القشور، والفلك الأطلس لا تقطعه صغار الطيور، ولا مكان للبومِ بين الصقور ، والقزم سيظل قزمًا وإن حاول الظهور.

وشتان بين من يتخبط في الظلمات، ومن لا يفارقه النور، فاعرف مقامك أيها المغرور، فيا من تطاولت بالقدح في علماء الإسلام وشطرت هذه الأمة إلى شطور.

ويحك إن لم تتب فأبشر بما سيأتيك؛ فقد قال ربنا الشكور : {إن الله يدافع عن الذين آمنوا .. إن الله لا يحب كل خوّان كفور) صدق الله العظيم،  فيا أيها الغافل عن الموت أترك عنك التسويف والفتور.

إنما نحن في هذه الدنيا كمن يعبر؛ فلنحسن أحبتي هذا العبور، وقد قال ربنا العظيم أيضًا في القرآن الكريم عن الحياة الدنيا بأنها ليست إلا متاع الغرور وأن الآخرة هي خير وأبقى لمن أراد الخلود في الدور وأن الجزاء الأوفى نعيم مقيم وجنات وحور.

فيا من تشتاقون للنبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ صلوا على من هو منبع المسك والعطور، صلوا على من بُعث هاديًا ومُبشرًا ليُخرج الناس من الظلمات إلى النور صاحب المقام المحمود والحوض المورود، وسيد الخلائق طُرًا يوم النشور.

كتبتُ كلماتي وكلي شوق لرؤيته..

لعمري ما هي في حقه تلك السطور، وعبرت عنها بتلك لأنها بعيدة عن وصفه، وإدراك ما به من نور بحق الذي أقسم في كتابه العزيز الخالد بقوله والطور..

إن محبة هذا النبي الكريم طغت على كل القلوب بخُلُقهِ العظيم، وحوت أبلغ المعاني وأسمى الشعور، ويطيب لي أن أذكر هذه الدرر والنفائس من السطور من كلام المحقق الخليلي الذابّ عن  حياض دينه ولا شك أنه أغير من كل غيور

حيث وَجَدَ مُخمس قصيدته النورانية وهو العلامة أبو مسلم البهلاني؛ التي أسماها بعد شرف تخميسه لها (ثمرات المعارف وطيبات العوارف) هذا الكلام في نسخة عتيقة مع نظم القصيدة للمحقق الخليلي رحمهما الله فبورك في الشيخين الجليلين وقد اطلعتُ على هذا في كتاب النفس الرحماني في أذكار  أبي مسلم البهلاني.

وهذا هو كلام المحقق سعيد بن خلفان الخليلي : (الحمد لله وكفى وصلاته وسلامه على سيدنا محمد وآله وصحبه الشرفاء أما بعد :

فقد عرض لبعض الفقراء معاني أبرزها المقال ، وسكنت لسان الحال، إذ لم يتحقق بمعناها المذكور، وإنما خطر على صحيفة الموتور، فلم يستطع الإخفاء والقدر غالبٌ على المقدور، جرت الأقلام على متون هاتيك السطور، فأظهرت ما وجب له أزلي الإرادة الظهور، وأبرزت من حجب الغيب ما أُرخيت عليه الستور، فجلت عن أُنس المعاني حاسرةً من الخدور؛ ثم ضُربت عليها سرادقات العيون غيرةً على البدور، فيا أيها الواقف عند مطوي ظاهره المنشور، لأتعجب مما تراه فتغلبك الوحشة والنفور ولا تنكر الحقائق إن كان فهمك غالبًا عليه القصور ولأهل الذكر اسأل إن خفي عليك أمرٌ فهو في الكتم مشهور، واسأل المولى الكريم مدادًا من نور هدايته ينشرح به صدرك المغمور، وعليه فليكن عليه تعويلك في جميع الأمور؛ هذا ومن لم يجعل الله له نورًا فما له من نور).

انتهى كلام العلّامة المحقق سعيد بن خلفان الخليلي رحمه الله ونفعنا بعلومه.

وأختم هذا المقال بما قلتُه في حق العلّامة المفتي سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي (بدر الدين) حفظه الله.

ومن كمثل شيخنا الخليلي

يضيءُ في الظلماءِ كالقنديل

يرقى إلى العلياءِ بالأذكارِ

يُعطيكَ بُرهانًا مع الدليل

تعليق واحد

  1. هي فعلا في حق سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عُمان صاحب المواقف الرائعة في خدمة قضايا الأمة وفقه الله تعالي هكذا هم الرجال وهكذا يكونون
    ‏عجبت لمن يستطيبُ الجفا
    ‏وقد قارف الجهل منذ الصغر
    ‏فيا سيدي أنت نبعُ الوفا
    ‏وأنت الضياء لكل البشر
    ‏وأنت المُغيظ لكل العِدا

    ‏وعن كل حمقٍ تغضُ البصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى