أصداء وآراء

قصة حزينة لن تتوقف !!..

الإعلامي/ د . خالد بن علي الخوالدي 

Khalid1330@hotmail.com 

قصة حزينة لن تتوقف !!..

 

قرار رفع الدعم عن الكهرباء والمياه يعيدنا للوراء، يعيدنا للشهور الماضية التي سمعنا فيها صرخات المواطنين من ارتفاع الفواتير، هذه الصرخات لم تكد تهدأ وتلتم، والجروح ما تزال تنزف دما والقلوب تعتصر ألما، تعاطفنا معهم وترحمنا على حالهم، تألمنا عندما كان يقال إن بيت فلان سوف يغلق أو يعيش في الظلام، فكرنا كيف أحوال أطفالهم وكيف ينامون تحت ظل القمر، وكيف سيكون مصيرهم تحت جنح ارتفاع هذه الفواتير، هب العماني بشهامته وساعد هذا ووقف مع هذا، بينما كنا نشاهد صمت شركات الكهرباء والمياه التي راتب مسؤول واحد فيها يعيد الكهرباء لمئات المنازل، وقفت الحكومة صامتة وتكلمت بعد صمت برفع الدعم.

إنها قصة حزينة تشبه القصص الدرامية التي نتوقع فيها شيء ويحدث فيها أمر أخر، والقصص في أغلبها تدور حول هؤلاء المغلوب على أمرهم والذين يدفعون أخطاء غيرهم، يدفعون من دمهم وتعبهم فساد المفسدون، بينما يتنعم المفسد بزيادة الرواتب والمكافآت لان الشركة الخسرانة تريد إن تكافئه على خسارته، وإلا من قال إن شركات الكهرباء والمياه والاتصالات والطيران سوف تخسر، هذه شركات لا تخسر لو كانت تدار بمبدأ الربح والخسارة، لن تخسر لو كانت هناك محاسبة صارمة.

يا من قررتم رفع الدعم وحسبتم الفوائد ونسيتم السلبيات، لا تتلذوا بقصة مواطن أرهقته الديون وغلاء الأسعار والاتصالات وزحمة الفواتير، وتحمل رفع الدعم عن المشتقات النفطية حتى تتعافى الدولة من ديونها كما قيل، وتحمل كل القرارات الصامدة حبا لهذا الوطن وخوفا على ما تحقق فيه من منجزات حضارية، تعاملوا معه بأنه محب لوطنه، احترموه أكثر لأنه أصدق في حمل أمانة الوطن، وتأكدوا أنه يعرف إن هناك من يسلبه حقه ويسكت حتى تمضي السفينة إلى بر الأمان، الأمان الذي يبحث عنه وسط كومات وأرتال المفسدين، الأمان الذي تمسك به كخيار في عهد مولانا السلطان قابوس –طيب الله ثراه- والذي سيظل يتمسك به في العهد السعيد لمولانا السلطان هيثم بن طارق –حفظه الله ورعاه- فعمان أكبر منكم وسلطانها خط أحمر سوف نظل نكن له الحب والاحترام والتقدير.

هذه القصة سوف تستمر وسنرى لها أمثلة كثيرة خلال الأيام القادمة، فلطفا منكم يا من قررتوا رفع الدعم عن الكهرباء والماء استعدوا لها، فإذا كان الدعم يكلف الدولة (800) مليون ريال كما أوضحتم، فأن أثاره سوف يخلق فجوة ومعاناة ومشاكل وتراكمات ربما تكلف الدولة أكثر من هذا بكثير صحيا واجتماعيا ونفسيا، ودمتم ودامت عمان بخير..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى