أصــداء منوعةثقافة ، أدب ، إصدارات

جريمة على شاطئ العشاق .. الفصل (2)..

الكاتب - فايل المطاعني

فـايـل الـمـطاعـنـي

كـاتـب و قـاص

 

جريمة على شاطئ العشاق .. الفصل (2)..

 

لكي تكون قاتلاً محترفاً .. تحتاج الى شجاعة الأسد ، وحقد البعير..

“النقيب : منى”

الممشى..

كان منزل الدكتورة “هدى” يطل على البحر مباشرة، لا يفصله سوي عدة أمتار وساتر إسمنتي، وبعدها يأتي ذلك الممشى الجميل الأنيق الذي تحيط به أشجار القرم من كل جانب .. لهذا يكون مزدحماً طوال شهور الصيف القائظة، وهذا الممشى المكان المفضل لممارسة الرياضة المسائية، بين أحضان أشجار القرم، وغروب الشمس ورائحة البحر لذلك يطلق عليه شاطئ العشاق.

حينها كان الاتفاق بين الصديقتين، أن تلتقيا في الممشى في تمام الساعة “الثامنة” مساء. ولكن تأخر هدى عن الحضور ، قد ترك علامة استفهام وحيرة على وجه “منى” ؟!؛ فمنذ اثنى عشر عاماً لم تتأخر “هدى” عن موعدها..

فلماذا هذا اليوم تأخرت هدى ؟!.

وكان “الشيطان” حاضراً كعادته في مثل هذه اللحظات لا يتركك لوحدك أبداً؛ فبدأ عمله الأزلي فقال لها:  بأن صديقتها حدث لها خطب ما، فأخذت سيارة والدتها المريضة وذهبت مسرعة لكي تطمئن على صديقة عمرها.

ولم تعلم أن صديقة عمرها كانت تَغُطُّ في نوم عميق، وهدى لا تعلم أن هناك سيدتان قد استبد بهما القلق عليها.

ضربت “منى” الباب بقوة وكأنها أرادت أن تفرغ بضربها للباب كل خوفها وقلقها على صديقتها، وحين فتحت العاملة الباب لم تنتظر لإلقاء السلام عليها بل أزاحت العاملة جانباً، وذهبت مهرولةً إلى غرفة صديقتها، لكي تطمئن عليها وقد أصابها الذهول حين وجدتها نائمة تأكل الأرز مع الملائكة.

أخذت المخدة التي وجدتها أمامها وألقت بها على رأس صديقتها قائلة : ما هذا ؟! لقد طلبت دورية شرطة لتبحث عنك، وانت في سابع نومه.

رفعت “هدى” رأسها وعلامة استغراب كبيرة على وجهها ؟!، ثم قالت : ما الذي أتى بك إلى منزلنا، ثم التفتت يميناً وشمالاً وقالت : أنت اقتحمت عليَّ غرفتي ، ماذا هناك ، وهنا قفزت وهي تصرخ، هل حدث لأمي مكروه؟.

وأخذت تبكي، ولكن “منى” جذبتها من شعرها قائلة لها : خالتي بخير ..  هيا انهضي ، لقد قاربت الساعة تمام التاسعة، لقد أفسدت علينا رياضتنا المسائية، وكانت “هدى” لا زالت على سريرها، جاثمة على ركبتيها، شاخصة ببصرها إليها، وكأن التي تحدثها قد أتت من عالم أخر، ليس عالمها، ثم ضحكت وهي ترجع إلى سريرها قائلة : لو سمحتي أرجعي غطائي واطفئ الضوء، واخرجي.

اليوم عطلة وأريد أن أنام ألا يكفي أنّات المرضى وأوجاعهم طوال الأسبوع؟، أريد أن آخذ اليوم راحة، وتظاهرت بالنوم، ولكن “منى” رفعت الغطاء عن وجهها وقالت لها : لا وقت للنوم، هيا غيري ملابسك، وأنا أنتظرك عند خالتي، أشرب معها فنجاناً من القهوة اللذيذة حالما تغيّري ملابسك، الجو الليلة يساعد على الرياضة… / يتبع ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى