تقريرقضايا أصداء

“شي بينغ” و “بايدن” يتبادلان وجهات النظر على نحو صريح ومُعَمَّق حول العلاقات الثنائية والقضايا العالمية الهامة .. (تقـريـر)..

تقـريـر : فـيـحاء وانـغ – أصـــداء

 

عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ لقاء مع نظيره الأمريكي جو بايدن في جزيرة بالي بإندونيسيا يوم الاثنين، حيث تبادل رئيسا البلدين وجهات النظر على نحو صريح ومعمق حول القضايا الاستراتيجية في العلاقات الصينية الأمريكية بالإضافة إلى القضايا العالمية والإقليمية الهامة.

وأشار الرئيس شي إلى أن ما تشهده العلاقات الصينية الأمريكية الآن لا يتفق مع المصلحة الأساسية للبلدين والشعبين، ولا يتفق مع تطلعات المجتمع الدولي.

وأضاف أنه من الضروري أن يبحث الجانبان الصيني والأمريكي عن طريقة التعامل الصحيحة بين البلدين في المرحلة الجديدة بموقف مسؤول تجاه التاريخ والعالم والشعبين، لإيجاد الاتجاه الصحيح لتطور العلاقات بين البلدين، والعمل على إعادة هذه العلاقات إلى مسار التطور السليم والمستقر، بما يعود بالخير على البلدين والعالم.

وسلط الرئيس شي الضوء على الأحوال الرئيسية والنتائج المهمة التي تمخض عنها المؤتمر الوطني العشرون للحزب الشيوعي الصيني، مشيرا إلى أن الصين حزبا وحكومة تتميز بالانفتاح والشفافية في سياساتها الداخلية والخارجية، والوضوح في نواياها الاستراتيجية، ودرجة عالية من الاستمرارية والاستقرار.

وأضاف أن الصين تواصل التزامها الثابت بالسياسة الخارجية السلمية المستقلة، وتقرر دوما موقفها وفقا لطبيعة الأمور، وتدعو إلى حل النزاعات سلميا عبر الحوار والتشاور.

وأكد أن الصين تعمل على تعميق وتوسيع الشراكات العالمية والحفاظ على المنظومة الدولية التي تكون الأمم المتحدة مركزا لها والنظام الدولي القائم على القانون الدولي، وتدفع ببناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، مضيفا أن الصين ستلتزم بالتنمية السلمية والمنفتحة والمربحة للجميع، وستبقى ممن يشارك ويدفع التنمية العالمية ويسهم في التنمية المشتركة مع كافة الدول.

وقال إنه يجب ألا تكون العلاقات الصينية الأمريكية لعبة محصلتها صفر يكون فيها الغالب والمغلوب أو النهوض والتدهور، إذ أن نجاح كل من الصين والولايات المتحدة بمثابة فرصة ولا تحد للجانب الآخر. إن الكرة الأرضية الواسعة تتسع لتنمية كلا البلدين والازدهار المشترك لهما،

كما ذكر أنه يجب على الجانبين أن ينظرا بشكل صحيح إلى السياسات الداخلية والخارجية والنوايا الاستراتيجية للجانب الآخر، ويحددا طابع التبادل بينهما المتميز بالحوار والكسب المشترك دون المجابهة أو اللعبة صفرية المحصلة.

وقال إنه أولى اهتماما بالغا إزاء تصريح الرئيس بايدن بـ”الالتزامات الخمسة”، وذكر أنه لم تسع الصين يوما إلى تغيير النظام الدولي القائم، ولا تتدخل في الشؤون الداخلية الأمريكية، ولا تنوي أن تتحدى أو تحل محل الولايات المتحدة .. يجب على الجانبين الالتزام بالاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون والكسب المشترك، وبذل جهود مشتركة في ضمان تقدم العلاقات الصينية الأمريكية نحو اتجاه صحيح، دون الانحراف عن المسار أو فقدان السرعة، ناهيك عن التصادم بينهما.

وأضاف أن التصرفات من شن الحرب التجارية والحرب العلمية والتكنولوجية و”بناء الجدران ووضع الحواجز” بشكل متعمد و”فك الارتباط وقطع السلاسل” بقوة تشكل مخالفة كاملة لقانون اقتصاد السوق وانتهاكا لقواعد التجارة الدولية، وتضر بالذات والآخرين في آن واحد.

وأكد أن الجانب الصيني يرفض تسييس التواصل الاقتصادي والتجاري والعلمي والتكنولوجي واستغلاله كسلاح.

من جانبه، قال الرئيس بايدن إنه تعرف على الرئيس شي منذ سنوات، ويحافظ على التواصل الدائم معه، لكنه لا بديل عن اللقاء وجها لوجه في أي حال من الأحوال.

وأعرب عن تهانيه بمناسبة إعادة انتخاب الرئيس شي أمينا عاما للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، قائلا إن الولايات المتحدة والصين، باعتبارهما دولتين كبيرتين، تتحملان المسؤولية للحفاظ على علاقات بناءة فيما بينهما.

وأضاف أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة، ولا تسعى إلى معارضة الصين من خلال تقوية التحالفات، ولا تدعم “استقلال تايوان”، ولا تدعم “صينين” أو “صين واحدة وتايوان واحدة”، ولا تنوي صراعا مع الصين. كما أنها لا تنوي “فك الارتباط” مع الصين، ولا تنوي عرقلة التنمية الاقتصادية في الصين، ولا تنوي تطويق الصين.

وأشار الرئيس بايدن إلى أن أفق تطور العلاقات الأمريكية الصينية أمرٌ يكتسب أهمية بالغة لتوجه مستقبل العالم. وتقع على عاتق الولايات المتحدة والصين مسؤولية مشتركة لأن تظهرا للعالم أنهما قادرتان على إدارة الخلافات والسيطرة عليها، إضافة إلى تجنب ومنع التحول من سوء الفهم أو سوء التقدير أو المنافسة الشرسة إلى المواجهة حتى الصراع.

وقال إن الجانب الأمريكي اتفق على ضرورة تحديد المبادئ التي تحكم العلاقات الأمريكية الصينية، ويمكن لفريقي الجانبين مواصلة التشاور بشأنها على أساس التوافقات القائمة، سعيا للوصول إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن.

وأضاف أن الإدارة الأمريكية تلتزم بسياسة “صين واحدة”، ولا تسعى إلى استخدام مسألة تايوان كأداة لاحتواء الصين، بل تأمل في رؤية السلام والاستقرار في مضيق تايوان.

واتفق الرئيسان على أن فرقهما الدبلوماسية ستحافظ على تواصل استراتيجي وإجراء مشاورات منتظمة؛ وأن فرقهما المالية ستواصل الحوار والتنسيق بشأن سياسات الاقتصاد الكلي والعلاقات الاقتصادية والتجارة؛ وأن البلدين سيعملان معا من أجل نجاح المؤتمر الـ27 للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.

كما توصلا إلى تفاهمات مشتركة بشأن إجراء حوار وتعاون في مجالات الصحة العامة والزراعة والأمن الغذائي، واتفقا على الاستفادة بشكل جيد من مجموعة العمل الصينية الأمريكية المشتركة لتعزيز حل المزيد من المسائل. كما اتفقا على أن التبادلات الشعبية مهمة جدا، وتعهدا بتشجيع توسيع هذه التبادلات في جميع القطاعات.

وتبادل الرئيسان أيضا وجهات النظر حول الأزمة الأوكرانية وغيرها من المسائل. فقد أشار الرئيس شي إلى أن الجانب الصيني يولي اهتماما بالغا للوضع الراهن في أوكرانيا. وطرح “الواجبات الأربعة” بعد اندلاع الأزمة، وطرح مؤخرا “المشتركات الأربعة”.

وقال الرئيس شي إنه في وجه الأزمة الأوكرانية كأزمة عالمية مركبة، تدعو النقاط التالية إلى التفكير الجدي فيها: أولا، لا رابح في الصراع والحرب؛ ثانيا، لا حل بسيط للمسألة المعقدة؛ ثالثا، من الضروري تجنب المجابهة بين الدول الكبيرة.

وأضاف أن الجانب الصيني يقف دائما إلى جانب السلام، وسيواصل جهوده الحميدة لدفع مفاوضات السلام، وهو يدعم ويتطلع إلى استئناف مفاوضات السلام بين الجانبين الروسي والأوكراني، وفي الوقت نفسه، يأمل في إجراء حوار شامل بين الولايات المتحدة وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي وبين روسيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى