عُـمانعُمان اليوم

وزارة التراث والسياحة تشارك في المنتدى الدولي الحادي عشر للثقافات المتحدة في سانت بطرسبرج

أصـــداء/ سليمان الذهلي

 

شاركت سلطنة عُمان ممثلة بوزارة التراث والسياحة في المنتدى الدولي الحادي عشر للثقافات المتحدة والذي عقد بمدينة سانت بطرسبورغ بجمهورية روسيا الاتحادية خلال الفترة من 10 – 13من هذا الشهر برئاسة معالي سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة.

 

وياتي تنظيم المنتدى في نسخته الأخيرة بهدف استعراض ومناقشة عدد من المواضيع المتعلقة بالهوية الثقافية وتحدياتها المتنوعة بالإضافة إلى بحث أوجه التعاون وتبادل الخبرات والآراء مع الدول المشاركة في القطاعات التي تخدم التراث والسياحة والثقافة باعتبار المنتدى منصة عالمية تجمع خبراء ومختصين في مجال الثقافة والتراث والفنون من مختلف أنحاء العالم، مما يتيح فرصًا للتعاون والتبادل الثقافي بين الدول .

وعلى هامش المنتدى ألقى معالي سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة كلمة قال فيها: ” نثمّن هذه الدعوة للمشاركة في المنتدى الدولي الحادي عشر للثقافات المتحدة ، لتعزيز التواصل بيننا بما يخدم الأهداف والتطلعات المشتركة ، معربا عن تقديره لتطور العلاقات الثنائية مع الاتحاد الروسي الذي شهد خلال هذا العام زيارة دولة لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم – حفظه الله ورعاه ـ.

وأضاف معالي وزير التراث و السياحة ” نود التأكيد على أهمية مبدأ التعددية الذي يُجسِّد في حد ذاته تنوّع ثقافات مختلف شعوب وأقاليم العالم، ونرى أنه من الضروري عدم القبول بمحاولات فرض نموذج موحد لا يتوافق مع القيم والمبادئ والثوابت الراسخة للحياة الاجتماعية ، وبانه من الأهمية مواجهة محاولات فرض النموذج الموحّد، والتأكيد على ثوابت القيم المشتركة، من خلال برامج ومبادرات مشتركة، ومناسبات تستهدف الأجيال الناشئة، بما يعزّز ارتباطها بقيم التعارف والتكامل ، وبذلك يمكن الحفاظ على مرتكزات راسخة تُمكّن من مواجهة التحولات والتحديات المعاصرة بعيدًا عن الإقصاء وأشكال الهيمنة ” .

في ذلك السياق اشار معاليه الى ان لطالما كانت سلطنة عُمان دولة تُعرف بمواقفها الثابتة والمبنية على الحياد الإيجابي الممكن للحوار حول القضايا الإقليمية والدولية، بهدف تحقيق التوافق المؤدي إلى الاستقرار قوامه العدل والمصالح المشتركة واحترام الثقافات. هذه المزايا الراسخة هي انعكاس ونتيجة لخبرة تاريخية وحضارية تمتد لآلاف السنين مكنت عُمان من توظيفها في علاقتها ويلمسها كل زائر لعُمان. لذلك يأخذ قطاعي الثقافة والسياحة في صدارة أولوياتنا، إدراكًا لما يمثله القطاعين من أهمية كبرى كجسر للتواصل والسلام بين شعوب العالم.

إنشاء فرع عمان – الإرميتاج

وبالتزامن مع المشاركة في المنتدى الدولي الحادي عشر للثقافات المتحدة ، تم التوقيع على اتفاقية لإنشاء فرع الإرميتاج في سلطنة عمان مقره محافظة ظفار ليكون منصة للتبادل الثقافي والمعرفي في مجال المتاحف والتراث ولتعزيز التعاون في المعارض و الدراسات الأكاديمية والبحوث الأثرية والبرامج التعليمية . إلى جانب تقديم الدعم الفني والإشراف المتحفي وتنظيم معارض خاصة سنوية وبناء القدرات وتمكينها والمشاركة في تطوير البرامج التعليمية والتوعوية وبرامج التبادل الثقافي والمعرفي .

ويُعد متحف الإرميتاج في مدينة سان بطرسبرغ واحداً من أكبر المتاحف على مستوى العالم، ويحوي على ٣ ملايين تحفة فنية، إضافة إلى كونه واحدًا من أقدم المتاحف في العالم. ويمتلك المتحف فروعًا دولية له في مدن كامستردام، ولندن، ولاس فيغاس، وفيرارا.

وأشاد معالي وزير التراث والسياحة بهذه الاتفاقية مشيراً بأن التوقيع على إنشاء فرع الإرميتاج في سلطنة عُمان الذي سيكون مقره في موقع البليد الاثري ضمن مواقع أرض اللبان المدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي يفتح المجال أمام البعثات الأثرية الروسية، كما يسهم في نقل التجربة الروسية الرائدة في إدارة المتاحف والثقافة بغرض تنمية المهارات المهنية التخصصية بما يعزز من مستوى الخبرات المعرفية والتمكين الذي يساهم في رفع الكفاءة في إدارة المتاحف.

وفي ذلك السياق عقد معالي الوزير عدد من الاجتماعات ولقاءات ثنائية مع كبرى الشركات الروسية ومسؤولي التراث والسياحة لاستعراض سبل التعاون المشترك في إطار الجهود التي تبذلها وزارة التراث والسياحة لاستهداف السوق السياحي الروسي اخذ في الاعتبار اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرات.

في ذلك السياق قامت الوزارة عام 2024 بإنشاء مكتب تمثيل سياحي في جمهورية روسيا الاتحادية مستندة على قوة السوق السياحي الروسي وذلك لإبراز السلطنة كوجهة سياحية جاذبة من خلال تكثيف البرامج الترويجية والتعريف بالمقومات السياحية التي تستقطب أنماطا مختلفة من الاهتمامات السياحية وتقديم باقات وبرامج محفزة لتعظيم العائد الاقتصادي بالتعاون مع الشركاء المحليين كخطوط الطيران ومكاتب وشركات السفر والشركات العاملة في قطاع السياحة بالإضافة إلى المشاركة في أبرز الفعاليات والمناشط والأنشطة السياحية التي تقام في روسيا لعرض المنتجات السياحية و تنفيذ البرامج الإعلامية والتوعوية والتعريفية التي تغطي حاجة واهتمامات هذا السوق .

بناء عليه قامت الوزارة بتنظيم رحلات تعريفية للشركات السياحية الروسية ولممثلي وسائل الإعلام في ربوع السلطنة مع توقيع 9 اتفاقيات هذا العام للترويج في السوق الروسي إلى جانب القيام بحملات ترويجية مختلفة في المدن الروسية وفي المنصات الإعلانية والترويجية ووسائل النقل العام بالإضافة إلى العديد من الفعاليات والمعارض الأخرى ، وتنفيذ التقارير والتغطيات الإعلامية الحصرية .

الجدير بالذكر بأن سلطنة عُمان قد شهدت نموًّا ملحوظا في عدد السياح القادمين إليها من جمهورية روسيا الاتحادية حيث ارتفعت أعداد السياح خلال الفترة من يناير إلى يوليو 2025 بنسبة 87% مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2024، وبلغ عدد الزوار القادمين إلى سلطنة عمان من روسيا 41128 سائح مقارنة ب 21991 سائح خلال نفس الفترة من العام الماضي . كما زار سلطنة عمان من السوق الروسي 44618 سائح خلال عام 2024م .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى