بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

سَلطنة عُمان والأردن علاقة تاريخية..

حـمـد الـنـاصـري

 

سَلطنة عُمان والأردن علاقة تاريخية..

 

اكتسبت زيارة الملك عبدالله الثاني؛ ملك المملكة الأردنية الهاشمية علاقات الوفاء المُتبادل وبالمحبة بين البلدين الشقيقين، وقد لعبت العلاقات دوراً محورياً لعقود من السنين وتشكّلت علاقة البلدين بالمحبة والثقة والاعتزاز الأصيل في مختلف المواقف الثابتة؛ خاصة وأنهما مُتوافقان في كافة القضايا والرؤى السياسية، وكان للمملكة الاردنية الشقيقة موقفها الحازم ضِدّ حركة التمرّد في جبال ظفار الصَلدة بعزها وشموخها، ومنذ فجر ذلك الموقف الحاسم، نشأتْ علاقة قوية بين القياديتين الأردنية والعُمانية، وكانت الوقفة الحاسمة ضدّ المد الشيوعي في جبال ظفار بجنوب عُمان، وقد سجل التاريخ تلك الوقفة الشامخة المُشرفة كنقطة تحوّل للانتصار المؤزّر، لإنْهاء ما تبقىّ من المُعاناة الجسيمة التي رُزئتْ بها السلطنة في سبعينيات القرن الماضي.

وتأكيداً لتمتين العلاقة بين البلدين التي أرْسَى قواعدها القائدين الكبيرين الملك الحسين بن طلال والسُلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراهُما، أثراً كبيراً في رسوخ العلاقة المتينة، مُجسّدة الوفاء العظيم بين البلدين الشقيقين، ومنذ ذلك العهد الماجد، كانت مُفردات الوفاء والنقاء والشموخ كقواسم مُشتركة وعُربون لعلاقات تاريخية مِلْؤُهما صداقة كبيرة زادت متانتها بالوفاء والإخلاص والاعتزاز، وبتلك القواسم المُشتركة ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين، إلى أكثر من 58 مليون دولار.

وفي عام 1998، أُنشئت وحدة للدراسات العُمانية في جامعة آل البيت في المَفْرق لتكون الأولى من نوعها في المشرق العربي ولِتُشكّل جسراً للتواصل البحثي والأكاديمي بين الأردن وعُمان، كما أنّ ـ البلدين ـ في تبادل مُستمر للخبرات والاستشارات في المجالات الطبية والزراعية والإعلامية والعسكرية.. وعلى ضوء ذلك سارتْ العلاقات العُمانية الأردنية جنباً الى جنب في التنمية لمصلحة البلدين ناهيك عن كونهما انتهجتا نهجاً قويماً لمناصرة ودعم القضايا العربية، منذ بواكير النهضة المباركة للسلطان الراحل قابوس بن سعيد رحمه الله وأخيه الملك الحسين بن طلال رحمه الله، فكان لتلك العلاقات نكهة خاصة، كعبق اللبان العُماني وكطعم المنسف الأردني.

وقد استمرت تلك العلاقة بروابط مَتينة ، ازدادت وثوقاً يوماً بعد يوم  إلى أنْ وصلت إلى عهد الارتقاء بالعلاقات التاريخية، وتَمْتينها في عهد الملك عبدالله الثاني الشخصية القوية المُناصرة للقضية الفلسطينية ، ورجل الثوابت والسياسة المُلهمة بالحِكْمة والسلام والنقاء السُلطان هيثم بن طارق اعزه الله ، وقد تمسّك البلدين بالعادات والتقاليد العربية الاصيلة ، مما كان له أثر كبير على زيادة الثقة ببعضهما ، فتطابقتْ الرؤى السياسية فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والتعاطي مع القضايا الدولية وأبعادها ، كإسْهام منهما في السلام العالمي والامن الدولي ونقرأ ذلك في مذكرات التفاهم تأكيداً على اعتماد لغة الحوار كوسيلة ناجعة لكل حوار وتفاهم بين الدول ، وتلك هي المُشتركات التي يجب أنْ تُعزّز وتتجذّر في اكثر من رُؤى سياسية أو جيوسياسية يُستفاد منها في تأثير العلاقات التقليدية وفي التعاون المُثمر بين الدول ،وتغليبها على السياسة المُطلقة القائمة على المنافع.

الخـلاصـة..

لا شك أنّ الثوابت العُمانية تنتصر للحق العربي وقضيته الكبرى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف والسلطنة إذ تُؤيّد ذلك الحق فهي قد وضَعت كل الاعتبارات موضع اهتمام بكل ما تحمله القضية من مسائل شائكة ومُتداخلة وعلى الجارين الاخذ بالمصالح والمنافع اللذين يَخدما الطرفين كحلّ مُتساو بينهما.

إنّ إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيلية، هو الحل الجذري للقضية العربية وهو الحلّ الذي يقود إلى السلام والامان بقيام دولتين مُتجاورتين وفق القانون الدولي ودون أيّ تنازلات عربية لاحقة، وأنّ أيّ مُبرّرات التي من شأنها، قد تحول دون قيام دولة فلسطينية على أرض الواقع هيَ تضليل ومُراوغة من الكيان المحتل الغاصب للحق الفلسطيني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى