عُـمانمحليات

بين الماضي والحاضر تفوح رائحة الموروث التراثي

أصـــداء / العُمانية

 

بين زوايا مجلس عُماني يعبق برائحة الماضي، ومقتنيات تراثية قديمة ، قرر أحد المهتمين بالموروث التراثي أن يجعل من بيته نافذة تطل على التاريخ بعد أن حوّل جزءًا من هذا البيت إلى معرض صغير يروي حكاية الأجداد وما يمثله التراث الموغل في القدم للعُماني .

يبرز المعرض الذي تحتضنه قرية “قَرِي” بولاية المصنعة بمحافظة جنوب الباطنة كمعلمٍ تراثيٍّ يجسّد الرغبة العميقة في ربط التاريخ بالمجتمع وإحياء إرث الأجداد بطريقةٍ تتيح للأجيال التعرّف على ماضيهم، بما يُعزّز لديهم الرغبة في الحفاظ على هذا التراث.

يضمّ المتحف مجموعةً من الأسلحة التقليدية كالسيوف والتروس والخناجر والدروع، بالإضافة إلى المندوس العُماني والفخاريات والخزفيات والصور القديمة والعملات المعدنية، إلى جانب أدوات الزراعة القديمة والأزياء العُمانية التقليدية والحُليّ النسائية، وكذلك الأواني النحاسية التي كانت تُستخدم في البيوت العُمانية قديمًا.

وفي هذا الجانب، قال سالم بن علي البلوشي منظم المعرض إنه بدأ بتجميع التحف والمقتنيات التراثية المختلفة منذ 20 عامًا من مختلف الولايات والمحافظات، وأن بدايته ترافقت مع هوايته في اقتناء العملات القديمة والفضيات، ثم تطوّر هذا الشغف ليدخل مرحلة البحث عن كل ما له علاقة بالتراث العُماني في محاولةٍ لإحياء حقبةٍ تاريخيةٍ مهمةٍ في التاريخ العُماني.

وأشار البلوشي لوكالة الأنباء العُمانية إلى أن المعرض ساعد في اطّلاع الزوّار من طلبة مدارس الولاية على مجموعةٍ من المقتنيات التراثية والأدوات التقليدية، خاصةً الأسلحة والتحف التي تعكس الحياة التي عاشها الإنسان العُماني خلال الحِقَب السابقة، مما يُسهم في تعرّفهم وفهمهم لجذورهم التراثية والثقافية، كما أنه يساعد على تعزيز الهوية الثقافية العُمانية لدى هؤلاء الطلبة.

وأضاف البلوشي أنه وخلال فترة الإعداد للمعرض مرَّ ببعض الصعوبات تمثّلت في جمع التحف الأثرية، خاصةً ما يتعلق بالتواصل مع المواطنين الذين توجد لديهم هذه المقتنيات بهدف شرائها والاحتفاظ بها في المعرض، مؤكّدًا أن كل هذه الصعوبات تم تجاوزها بفضل تعاون المواطنين وتفهّمهم للغاية النبيلة من إقامة هذا المعرض.

وعبر علي البلوشي في ختام حديثه لوكالة الأنباء العُمانية، عن أمله أن يتحول هذا المعرض الصغير إلى متحف كبير يحوي بين جدرانه كل ما ينبض بالتاريخ العُماني ليكون شاهدًا على عشق لا ينتهي بين الإنسان العماني وتراثه الأصيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى