حوارقضايا أصداء

سلطنة عُمان وجمهورية فيتنام تعاون مشترك بين البلدين في مختلف المجالات..

فيتنام نمر آسيوي قادم بقوة..

هانوي : إسحاق الحارثي

 

نجاحها في استقطاب الاستثمارات الأجنبية والذي يفوق ٤٠٠ مليار دولار أمريكي جعل منها وجهة استثمارية قادمة وبقوة تتهاتف عليها مختلف دول العالم وتعد آكبر الدول المستثمرة في فيتنام جمهورية كوريا الجنوبية واليابان وسنغافورة والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الاوروبي ويعزي ذلك لأسباب عدة أهمها وجود البيئة الخصبة المناسبة وتسهيل كافة عوامل نجاح إستقطاب رؤوس الأموال الأجنبية بدون قيود وشروط وتكفل فيتنام بتوفير الآيادي العاملة الماهرة المدربة الرخيصة التي تسهل للمستثمر من تحقيق غاية الاستثمار وهو تحقيق الربح لذلك يرشح الكثير فيتنام بأن تكون الدولة الآسيوية القوية الاقتصادية مستقبلاً في المنطقه وتكون إحدى النمور الآسيوية سريعة النمو والتي تعدو نحو منافسة الدول الصناعية الكبرى في المنطقة كالصين وكوريا الجنوبية واليابان ويتوقع أن تكون فيتنام تنين آخر مفترس يستطيع العيش وسط هذا الصراع التجاري التنافسي الإقليمي الشرس.

حيث تسابق فيتنام الزمن لو لا أزمة كوفيد-19 التي بدت تتعافى منه مؤخراً حيث سجلت قبل ذلك نمو إقتصادي قوي يقدر بين ٥-٧٪ سنوياً بل تفوقت على سنغافورة من حيث التبادل التجاري عام ٢٠٢١م والذي بلغ ما يقارب نحو ٦٦٣ مليار دولار أمريكي.

إذ تعد فيتنام من الدول الفاعله ضمن دول الآسيان العشر، وتحتل المركز الخامس في القوة الإقتصادية بين تلك الدول.

يبلغ عدد سكان فيتنام ٩٩ مليون نسمة تقريباً وتشترك في خارطتها الطويلة من حيث الحدود الجغرافية مع جمهورية الصين الشعبية بمسافة تقدر بحوالي ١٢٨١ كيلو متر جهة الشمال ومن الجنوب جمهورية لاوس الديمقراطية بحدود ٢١٣٠ كيلو متر ومن الجنوب مملكة كمبوديا بحدود ١٢٣١ كم أما من الشرق بحر الصين الجنوبي وخليج تون كين.

وتعد البوذية أكبر الديانات في فيتنام، والتي تشكل نسبة 15٪ من عدد السكان، ويشكل الاغلبية من السكان اللا دينية، فيما تبلغ نسبة عدد السكان من يعتنقون الديانة المسيحية نسبة ٦٪ وتتركز هذه النسبة في جنوب البلاد، ويعيش عدد بسيط من المسلمين في فيتنام تقدر نسبتهم بأقل من ١٪.

أهم المدن في فيتنام العاصمة السياسية هانوي في الجزء الشمالي من البلاد ويقدر عدد السكان بها بحوالي ٨ ملايين نسمة تقريباً ، تليها مدينة هوشه منه (سايجون) سابقاً العاصمة الإقتصادية وتقع في الجزء الجنوبي من البلاد، ويقدر عدد سكانها بنحو ٨ ملايين ونصف المليون نسمة تقريياً،
ثم مدينة دا نانج التي تعد المدينة السياحة لفيتنام وتقع في وسط فيتنام حيث يقدر عدد سكانها بنحو ١ مليون نسمة تقريباً، يليها مدينة هالونج بي المدينة السياحة في الشمال والتي يقع بها الخليج الشهير (خليج هالونج بي) أحد أشهر الأماكن السياحية في فيتنام وأحد أهم الخلجان الجميلة والساحرة والتي تعد من أبرز الوجهات الرئيسية لكل من يزور فيتنام، بالإضافة إلى مدينة دا لات التي تقع في منطقة جبلية بوسط فيتنام تقريبا تتميز بطقسها الجميل في الصيف والبارد جدا في الشتاء.

وتتسابق جمهورية فيتنام مع نظيراتها من دول الشرق الآسيوي في تبؤ صدارة الدول المصنعة للسياحة من خلال الدخل السنوي التي تجنيه وتحققه لرفد خزينة المال العام للدولة من خلال المدخول والعوائد التي تحققها سنوياً من هذا القطاع النشيط والنابض والمتنامي والتي تعتمد عليه البلد بجانب القطاع الصناعي.

وتسابق فيتنام الزمن لتكون في صدارة دول منطقة شرق آسيا من خلال استقطاب الوفود والافواج السياحية من كافة أقطار العالم لما تزخر وتتميز به من جوانب أماكن سياحية خلابة عدة في هذا الجانب إضافة إلى الإستقرار السياسي والأمني التي تعيشة البلاد وهذا جانب مهم من الجوانب والعوامل الرئيسية التي تنعش حركة السياحة وتأمن لها دخل وعائد سنوي يرفد ميزانية الدولة؛
حيث يسهم الدخل السنوي من السياحة في فيتنام إسهام كبير وجانب إضافي معزز للنمو ولمواكبة التطور اذ تولي الحكومة الفيتنامية إهتمام حثيث ومتابعة لهذا القطاع الذي يشكل مصدر دخل أساسي للفيتناميين العاملين في هذا القطاع.

تعد فيتنام من الوجهات السياحية المفضلة لدى مختلف السياح لما تملكه من زخم كبير ومتنوع يمثل الإرث التاريخي والحضاري والثقافي الذي تزخر به البلاد مستغله من ذلك التاريخ الذي مرت به البلد من حروب واستعمار؛ لتبلور ذلك في نقل تلك الحقب وما مرت به من صراعات وتضحيات وقساوة معيشة لصناعة محتوى يقدم للسائح على أنماط وصور مختلفة.

حيث ساعد فيتنام موقعها الجغرافي في المنطقة واستغلته الإستغلال الأمثل وسخرت كل ما بوسعها لجعل من السياحة مقصد ومزار سياحي مميز حيث ما توجهت من جنوبها لشمالها أو من شرقها لغربها تجد هناك المواقع السياحة التي تقدم بشكل إحترافي مكتمل الخدمات والصورة من كل الجوانب تتناسب مع إحتياجات السائح وتصاحب تلك الخدمات إبتسامه عريضة ورحابة صدر وحسن إستقبال وتوديع من قبل الشعب الودود الذي يدرك أن من أهم النجاح للحفاظ على مستوى خدمة مميز يتطلب العمل المتقن والخدمة الجيدة التي يبحث عنها السائح قبل شروعه في إختياره وتخطيطه لزيارة أي بلد ما.

علاقة متينة تربط السلطنة بفيتنام..

تربط سلطنة عُمان وجمهورية فيتنام الاشتراكية بعلاقات متينة وقوية منذ الإعلان عن اقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما في ٩ يونيو عام ١٩٩٢م يسعى من خلالها البلدين في تعزير وتوطيد سبل وأطر التعاون المشترك في ما بينها في عدة المجالات وسوف يحتفل البلدين خلال الصيف القادم بمرور ٣٠ سنة على اقامة تلك العلاقات، وفي هذا الإطار يقول سعادة صالح بن محمد الصقري سفير سلطنة عمان المعتمد لدى الجمهورية الفيتنامية انه وبحمد الله العمل متواصل من خلال التباحث والتشاور والاجتماعات المشتركة بين البلدين حيث تلعب سفارة سلطنة عمان في هانوي دور كبير في تهيئة البيئة المناسبة لتفعيل مجالات التعاون بين البلدين على أساس المصالح المشتركة والمتبادلة والتي تخدم كلا البلدين عن طريق عدة آليات التعاون الرئيسية في جوانب عدة أهمها اللجنة العمانية الفيتناميية المشتركة للتعاون الاقتصادي برئاسة وزارة التجارة والصناعة وترويج الإستثمار من الجانب العماني ووجود فريق المشاورات السياسة على مستوى وكيلي وزارة الخارجية في البلدين كذلك وجود مجلس لرجال الأعمال من الجانبين والذي من المتوقع مستقبلا ان يكون له الدور الكبير والفعال في تنمية العلاقات الاستثمارية والتجارية بين البلدين بالإضافة لوجود الشركة العمانية الفيتناميية للإستثمار المشترك تعنى بالجانب الاستثماري وقد حققت نتائج جيدة في استثماراتها، بالإضافة الى التعاون التجاري بين البلدين والذي نمى بحوالي ١٢٢% من اقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين حيث بلغ حجم التبادل التجاري ما يقارب ٢٠٠ مليون ريال عماني.

كما توجد اتفاقيات لتشجيع وحماية الاستثمار واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي واتفاقية لتنظيم الخدمات الجوية بين البلدين كما وقع البلدين في ٢٨ أبريل الماضي على اتفاقية الاعفاء المتبادل من التاشيرات لحملة الجوازات الدبلوماسية والخاصة والخدمة والرسمية، وبدون شك هذا كله يعمل على تعزيز التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية وتشجع الإستثمار المتبادل المباشر بين البلدين مما يفتح آفاق رحبه من التعاون بين البلدين مستقبلا وان تنويع سلة الإستثمار مع مختلف الدول يعد في وقتنا هذا مطلب ملح وضروري لما يشكل من تجنب مخاوف عديدة على سبيل المثال النزاع التجاري بين الولايات المتحدة وجمهورية الصين والحرب الدائرة حاليا بين روسيا وأوكرانيا لذلك تنويع مصادر الإتفاقيات مع عدة دول أمر في غاية الأهمية وعدم الإعتماد على دول معينة فقط.

أما من جانب الواردات والصادرات فقد منحت موافقة لــ ٦ شركات عمانية لتصدير أسماكها الى السوق الفيتنامي، وهناك شركات عمانية آخرى تصدر الرخام والميثالين للسوق الفيتنامي ؛ فيما تُصَدِّر فيتنام للسوق العماني مختلف الأجهزة الكهربائية والإلكترونية وشاشات التلفاز والحواسب الآلية ومختلف أجهزة الهواتف النقالة والملابس الرياضية التي تعد سلعة رائجة في فيتنام ، بالإضافة إلى المواد الزراعة ومشتقاتها وتصل تلك الصادرات عبر المواني العالمية على أمل ان يتم الربط الجوي والبحري المباشر بين البلدين وهذا الجانب مهم لتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين.

وتطرق سعادته عن الجانب السياحي في فيتنام وإقبال المواطنين العمانيين لزيارة فيتنام حيث يقول : إن إقبال المواطنين العمانيين للسياحة في فيتنام بداء يسجل زيادة ملحوظه لولا ظروف كورونا ومن المتوقع ان يكون هناك إقبال على زيارة فيتنام من قبل العمانيين بشكل جيد لما تتمتع به هذه البلاد بمقومات سياحية الغنية عن التعريف بطبيعتها الخلابة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى