ثقافة وأدب

بين الشروق والغروب .. حكاية الحياة

ياسمين عبدالمحسن إبراهيم

المدير التنفيذي لشركة رواق الابتكار
مدربة في مجال اكتشاف وتطوير المهارات
مهتمة بمجال تطوير الأعمال

 

بين لحظة الشروق الأولى ولمسة الغروب الأخيرة، تنبض الحياة بألف حكاية. تشرق الشمس على بدايةٍ جديدة، على أملٍ يُبعث فينا من رماد الأمس، وتغيب على نهايةٍ قد لا تكون إلا بابًا مفتوحًا لحكاية أخرى.

في هذا المدى الفاصل بين الضوء والظلال، تتعانق المشاعر وتتشابك الأحداث كما لو أن الكون يرسم لوحته الأبدية من الفرح والحزن، من اللقاء والفقد، من البدايات والنهايات.

كل صباح هو وعد بالفرصة، وكل مساء هو خلاصة تجربة. نبتسم حينًا لأن شيئًا جميلًا لامس قلوبنا، ونذرف دمعة لأن ما أحببناه قد رحل. وبين الاثنين، نبقى نحن… نبحث عن أنفسنا وسط الزحام، نعيد تعريف ما يهمّنا حقًا، ونتعلّم أن الجمال ليس في الدوام، بل في اللحظة التي نعيشها بصدق.

الحياة، كما الشروق والغروب، لا تتوقف. تارةً تُدهشنا بعطاياها، وتارةً تختبر صبرنا. ومع ذلك، تبقى جميلة لأنها حركة مستمرة بين النور والظلال. فحين يتلاشى الخوف، تغمرنا السكينة. وحين نحسن الظن بالغد، تدوم الضحكات. وحين نحافظ على من نحب، تبقى الأيام مفعمة بالمسرّات.

ليس المطلوب أن تكون حياتنا خالية من الأحزان، بل أن تكون مليئة بالمعنى. أن نتعلم كيف نحزن بوعي، وكيف نفرح بامتنان. أن ندرك أن كل لحظة – مهما كانت عابرة – هي خيط صغير في نسيج عمرنا الكبير، وأننا نحن من نختار لونه : نُضيئه بالأمل، أو نُطفئه باليأس.

فلتكن أيامنا بين الشروق والغروب مساحةً للتأمل، ولتكن قلوبنا مرسىً للسكينة،
ولندع الأيام تمضي كما تشاء، مادام فينا يقينٌ بأن بعد كل غروب، هناك شمس لا تخلف موعدها أبدًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى