
باكستان تستضيف عرض كتاب بعنوان “أوزبكستان : النهضة الثالثة – مفهوم المستقبل” باللغة الأردية
مسقط/ أصـــداء
أُقيم في إسلام آباد حفل تقديم المجموعة الأدبية والإعلامية “أوزبكستان : النهضة الثالثة – مفهوم المستقبل”، التي كتبها باللغة الأردية الصحفي والكاتب الباكستاني البارز محمد عباس خان. يتناول الكتاب رؤية أوزبكستان الحديثة للتنمية وأجندة الإصلاحات فيها.
يقدّم هذا العمل تحليلًا شاملاً لجوهر الرؤية الأوزبكية للنهضة الجديدة – التي تُعدّ أساس النهضة الثالثة للبلاد – بقيادة الرئيس شوكت ميرضيائيف. ويشرح الكتاب المفهوم الذي طرحه رئيس الدولة، متتبعًا جذوره التاريخية ومبرزًا أهميته لمستقبل الحضارة الإنسانية.
يؤكد المؤلف أن هذه الرؤية تستلهم إرث أجداد أوزبكستان العظمى، وتسعى إلى توحيد مبادئ التنمية الحديثة، والتنوير، والإنسانية، لتكون جسرًا يربط بين الماضي الفكري الغني للأمة وطموحاتها المستقبلية.
كما تسلط المجموعة الضوء على المبادرات المشتركة والطموحات المتقاربة لقادة أوزبكستان وباكستان من أجل تعزيز مشاريع النقل والاتصال الكبرى التي تربط آسيا الوسطى بجنوب آسيا، والتي تمثل – بحسب الكاتب – إحياءً لطريق الحرير التاريخي. لا يكتفي الكتاب بعرض الإصلاحات والتحديث الجاري في أوزبكستان، بل يؤكد أيضًا أن مسار التنمية في “أوزبكستان الجديدة” يمكن أن يشكل نموذجًا مُلهِمًا لباكستان والعالم الشرقي الأوسع.

شارك في حفل التقديم عدد من أعضاء الحكومة والبرلمان الباكستاني، وممثلون عن السلك الدبلوماسي المعتمد في إسلام آباد، وعلماء ومحللون وشخصيات عامة وإعلاميون بارزون. وحضر الحفل كضيف شرف عطا الله طارر، وزير الإعلام والبث الإذاعي في باكستان.
افتتح الحفل بعزف النشيدين الوطنيين لأوزبكستان وباكستان، تلاه عرض فيديو يوثق السنوات التسع من قيادة الرئيس شوكت ميرضيائيف. وفي كلمته الافتتاحية، رحب السفير الأوزبكي في باكستان، أليشر توختايف، بالحضور، مشيرًا إلى أن أوزبكستان، تحت قيادة الرئيس ميرضيائيف، دخلت عصرًا من الانفتاح والتحول الإبداعي.
وأوضح أنه خلال السنوات التسع الماضية نفذت البلاد إصلاحات شاملة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتعليمية والثقافية؛ حيث تضاعف الناتج المحلي الإجمالي ليصل إلى 115 مليار دولار أمريكي، وارتفعت الصادرات إلى 26 مليار دولار، بينما تجاوزت الاستثمارات الأجنبية 130 مليار دولار، وتم إنشاء آلاف المشاريع الجديدة، مما يعكس وتيرة التنمية والتحديث السريعة.
وأشار السفير الأوزبكي إلى أن العلاقات بين أوزبكستان وباكستان ارتقت إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية بإنشاء مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى، كما تم تدشين خطوط جوية مباشرة بين طشقند وإسلام آباد ولاهور، إلى جانب التوسع المتسارع في التعاون الثقافي والتعليمي. كما حظي مشروع سكة الحديد العابرة لأفغانستان باهتمام خاص، باعتباره مبادرة استراتيجية لتعزيز السلام والثقة المتبادلة والربط الاقتصادي في المنطقة، مما يسهم في إعادة وصل آسيا الوسطى بجنوب آسيا.
وأعرب السفير أليشر توختايف عن امتنانه العميق لمؤلف الكتاب محمد عباس خان، ولإدارة دار النشر “ديلي اتفاق” (Daily Ittehad) على مساهمتهم في إعداد ونشر الكتاب. مؤكدًا أن هذا العمل سيساهم في تعزيز الصداقة والتضامن بين شعبي أوزبكستان وباكستان.
من جانبه، عبّر طاهر فاروق، رئيس دار النشر، عن سعادته بإصدار الكتاب قائلاً : “هذا الكتاب ليس مجرد تجميع للحقائق حول أوزبكستان، بل هو عمل مهم يعكس بوضوح مسار الإصلاح والتجديد الجاري في البلاد. إنه ليس مجموعة خطب أو ترجمة لمؤلف آخر، بل ثمرة خمس سنوات من الملاحظة والتحليل من قبل محمد عباس خان. وتكمن أهمية الكتاب في كونه وثيقة تاريخية تعبر عن عصر جديد يتشكل في أوزبكستان”.

أما عطا الله طارر؛ وزير الإعلام والبث الإذاعي في باكستان؛ فأشاد بالعلاقات التاريخية العميقة بين شعبي أوزبكستان وباكستان، مذكّرًا بأن أرض أوزبكستان أنجبت شخصيات بارزة من سلالة التيموريين، ومنهم العالم ورجل الدولة ظهير الدين محمد بابر. وأكد أن المنطقة التي تربط آسيا الوسطى بجنوب آسيا كانت دائمًا جزءًا حيويًا من طريق الحرير العظيم، وأن سياسة أوزبكستان المعاصرة بقيادة الرئيس ميرضيائيف تركز على إحياء هذا الممر التاريخي للتعاون.
وفي ختام كلمته، أكد الوزير عطا الله طارر استعداد وزارة الإعلام الباكستانية لتقديم الدعم الكامل في الترويج للكتاب ولـ”مبادرات النهضة الثالثة” التي أطلقها الرئيس ميرضيائيف للشعب الباكستاني.
وتحدث محمد عباس خان، مؤلف الكتاب، عن عملية التأليف والأفكار التي يتناولها؛ موضحًا أن الكتاب يستند إلى بحثه وملاحظاته وانطباعاته الشخصية، ويقدّم عرضًا موضوعيًا لعمليات التجديد والتنمية الجارية في أوزبكستان.
وقال : “لقد سنحت لي الفرصة لمعايشة التحولات العميقة التي تشهدها أوزبكستان والإصلاحات التي يجري تنفيذها تحت قيادة الرئيس شوكت ميرضيائيف، والسياسات الهادفة إلى بناء مجتمع منفتح، وتعزيز كرامة الإنسان، والنهوض بالتعليم والتنوير، وما تحقق من نتائج ملموسة في هذا الإطار. إن أوزبكستان اليوم تمر بمرحلة يقظة جديدة، ومفهوم النهضة الثالثة الذي يتحقق فيها يمثل تجربة إنسانية عالمية تقوم على الثقة بالمستقبل، والتجديد العلمي والروحي، وتطوير القدرات البشرية”.
ويُتوقع أن يشكّل كتاب “أوزبكستان : النهضة الثالثة – مفهوم المستقبل” مصدرًا فريدًا لتعريف الجمهور الباكستاني بالمسار التاريخي الجديد لأوزبكستان، وأن يسهم في تعزيز الروابط الثقافية والروحية بين البلدين.














