
قطر دوحة المجد
الدكتور محمد السيد يوسف لاشين
أستاذ علم النقد الاجتماعي والتفكير الناقد
يا دوحةِ للمجد فاضَ عقيقُها
فغدا سناها أزهى من الأنوار
قطُرٌ لها الأرواحُ زادَ ضياؤها
فتجاذبت الشوقً بالإصرارِ
في البحرِ راياتٌ، تُعانقُ عزًّها
ولها المدى باق على الأقدارِ
هبَّ النسيمُ على الرُّمالِ سقَاها
شهدا من الذهبٍ بلا أوزارِ
قطرٌ جَبينَ الفَجرِفيك ِ ووعدَه
على كفَّيكَ يزهو زهوُ نارِ
ففي التاريخِ آياتٌ تُنادِي:
هنا قومٌ إذا عَزموا فحذارِ
على العُلا بنَوا صرحًا، وشادوا
من الفِكَرٍ رأي كما الأوتارِ
رأيتُ البحرَ يعشقُها، ويُقْسِمُ
على الموانئِ شاطئ الأحرارِ
على رَملٍ يُغنِّي تاريخٌها
من الأصهارِ ألف روحٌ، جارِي
قطرٌ شُعاعَ الحقِّ، يا نَبضَ السُّهى
إذا نادى وفاءُ الأرضِ قُلتِ: داري
هُنا الإنسانُ مُحتَفَلٌ، لديه
حقوقٌ ولا يرمى بعارِ
وإنْ قيلتْ كرامتُنا، فُتِحَتْ لها
أبوابُ نَفسٍ تحْمي الدَّهرَ بالأوتارِ
ينادَى القلبُ: يا قطرٌ لكِ
عهدُ المحبة يجلو بلا إنكارِ
نُجدِّدُ فيكِ بيعةَ مجدِنا، سُطورًا
تمضي، وتسمُو دونَما إكبارِ
نُصافِحُ فيكِ بحرَ الخَيْرِ، ونُوقِدُ
علما يضيء كالنجم في الأسحارِ
ويا أبناءَها الشُّمَّ الَّذينَ تَسابقوا
عَدلًا، ففاقوا غايةَ الأبرارِ
ويا عرْفَ الكرامةِ إذْ يفيضُ على
ذكر المحبة في شغفٍ بلا إضرارِ
إذا نادَى النداءُ: اليومُ يومُكِ
تَرَى الأعلامَ في الشُهب تباري
تُصافِحُنا الشواطئُ في انبساطٍ
وتُجبر بعشقها كل انكسارِ
نَصوغُ العلمَ والآدابَ، فيكِ
ونعم الرأي في الحق ضاري
وفي السَّاحاتِ مُعْتَصَمٌ على
وُرودُ العِزِّ في عيَن الفخارِ
إذا ما البيدُ تاهت بالخطى،
فأنت مِرْسا الفِكرِ والأشعارِ
قطرٌ نَشيدَ الذِّكرِ في أرواحِنا،
يا فجرَناعلى العهدِ بلا إنكارِ
في يومِكِ الوطنيِّ، نُعلِّي رايةَ
الإخلاصِ والسترُ في الأقدارِ
أيا وطنًا إذا ما قِيلَ: المروءات؟
تُجيبُ الريحُ: «قَطْرٌ»، لها مَسارِ
سلامًا على أعناقِ مَجدِكِ يا
وقارَ العزِّ، يا منْبَعَ الإكبارِ














