أصــداء منوعةدراسات وأبحاث

عُمانية تحصل على المركز الأول في مسابقة إقليمية وتتأهل للمنافسة العالمية..

أصــداء – العمانية | حصلت مارية بنت يوسف الشيراوية على المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لأفضل ورقة علمية بعنوان (تأثير أسطح المعادن الكربونية المختلفة على تغيير خاصية الترطيب باستخدام حمض الشمع “حمض الاستيريك”) في فئة الماجستير لجمعية مهندسي البترول والنفط العالمية لتتأهل بذلك للمنافسة على المستوى العالمي.

وقالت مارية الشيراوية في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية : إن الورقة العلمية تطرّقت إلى دراسة تأثير المعادن المختلفة المكونة للصخور الكربونية على خاصية الترطيب عبر استخدام حمض الاستيريك، مضيفة أنه خلال الدراسة تم استخدام ثلاثة أنواع من الصخور الكربونية المُتمثلة في الكالسايت، والحجر الجيري والدولومايت ونموذج نفط مُتمثل في أحد الألكانات الهيدروكربونية الممزوجة مع حمض الاستيريك.

وأوضحت أنها اتّبعت منهجًا تجريبيًا في بحثها من حيث إجراء العديد من القياسات والتجارب تمثّلت في قياس زاوية التلامس، ومقياس جهد زيتا، ومحلل الوزن الحراري، والقياسات الطيفية للأشعة السينية، إضافة إلى مطياف الأشعة تحت الحمراء المزوّد بمحول فوري، ومطياف تشتت الطاقة بالأشعة السينية، وقياسات المسح المجهري الإلكتروني لجميع عيّنات الصخور قبل وبعد معالجتها في نموذج النفط.

وبيّنت أن تغيير ترطيب مكامن الصخور النفطية إلى حالة الترطيب المرغوبة والمفضلة تُعدّ واحدة من الآليات الرئيسة لإنتاج النفط أثناء عمليات الاستخلاص المُعزز للنفط، مُوضحة أن الفهم الواضح والصحيح لنوعية الترطيب الأولية في مكامن الصخور هي الخطوة الأولى نحو تغيير ترطيبها خلال عمليات تعزيز استخلاص النفط.

وأفادت أنّ نتائج قياس زاوية التلامس أظهرت أن جميع الأسطح الكربونية الثلاثة قبل معالجتها في نموذج النفط كانت ذا ترطيب مائي مع زوايا قياس 35 درجة للكالسايت وصفر درجة للحجر الجيري والدولومايت، في المقابل وضّحت أنّ هذه الأسطح تميل إلى تغيير ترطيبها من الترطيب المائي إلى الترطيب النفطي بعد عملية المعالجة في نموذج النفط، حيث تمّ تسجيل زاوية قياس 159 درجة للكالسايت، و 151 للحجر الجيري و 137 للدولومايت.

وأشارت مارية بنت يوسف الشيراوية إلى أن نتائج مطياف الأشعة تحت الحمراء المزود بمحول فوري ومطياف تشتت الطاقة بالأشعة السينية أكدت على أن جميع الأسطح الكربونية تميل إلى امتصاص حمض الاستيريك، كما أظهرت نتائج محلل الوزن الحراري أن كمية حمض الأستيريك الممتصة على الأسطح الكربونية تنخفض حسب الترتيب التالي : الكالسايت (158.3 مايكرو مول/جم) والحجر الجيري (116.1 مايكرو مول/جم) والدولومايت (46.4 مايكرو مول/جم)، مضيفة أن مقياس جهد زيتا في المقابل كشف عن تغيير في نوعية الشحن الكهربائية للعيّنات المستخدمة من الشحنة الموجبة إلى الشحنة السالبة بعد معالجتها في نموذج النفط الأمر الذي يؤكد على امتصاص حمض الاستيريك.

ولفتت إلى أنه بالرغم من التشابه بين الأسطح الكربونية المستخدمة في هذا البحث، إلا أن نتائج التجارب كشفت بوضوح تأثير المعادن المكوّنة لهذه الصخور على الخصائص الكهربائية وخاصية الترطيب، مبيّنة وجود 100 بالمائة من معدن الكالسايت في الصخور يجعل الشحنة الكهربائية لهذه الصخور موجبة في أي رقم هيدروجيني أقل من 8 – 9.5، الأمر الذي يحفّز ويساعد على جذب العديد من أيونات حمض الاستيريك المعروفة بشحنتها السالبة للسطح الكربوني، كما أن وجود معادن أخرى إلى جانب الكالسايت في الصخور يؤثر على عملية امتصاص حمض الاستيريك كما أنه يؤثر على الخصائص الكهربائية للسطح.

وحول مشاركتها في مسابقة الأوراق العلمية للطلاب بجمعية مهندسي البترول والنفط العالمية (SPE) أشارت إلى أن المسابقة تتم على مرحلتين دولية وعالمية، كما أنها تضم ثلاث فئات مختلفة : فئة البكالوريوس، والماجستير والدكتوراة.

وذكرت أنه يتم نشر إعلان المسابقة عبر الموقع الرسمي للجمعية ويمكن للراغبين في المشاركة التقدم عبر تسجيل بيانات معيّنة يتم طلبها مع إلحاق ملخص للبحث العلمي ليتم مراجعة الملخصات لجميع المتقدمين ومن ثم يتم اختيار أفضل 6 أبحاث للمنافسة على المستوى المحلي.

ووضّحت أنّه يتم التواصل مع المترشحين عبر البريد الإلكتروني لتزويدهم بالمعلومات وكل ما يهم المسابقة، ولإرسال البحث العلمي كاملاً كذلك، مضيفة أنه في يوم المسابقة يقوم كل مُتسابق بعرض بحثه العلمي خلال فترة زمنية تُحدد مسبقًا، وتُطرح بعد ذلك مجموعة من الأسئلة حول البحث وفي نهاية اليوم يتم الإعلان عن الفائزين في المراكز الثلاثة الأولى وينتقل الفائز بالمركز الأول للمنافسة على مستوى العالم.

وتعدّ جمعية مهندسي البترول والنفط العالمية (SPE) أكبر جمعية عالمية مختصة بالصناعة النفطية وتتمثل مهمتها في جمع ونشر وتبادل المعرفة التقنية المتعلقة باستكشاف وتطوير وإنتاج موارد النفط والغاز والتكنولوجيات ذات الصلة للمنفعة العامة إضافة إلى توفير الفرص لتعزيز كفاءة الباحثين الفنية والمهنية من خلال اطلاعهم على آخر المستجدات العالمية في هذه الصناعة وإشراكهم في المؤتمرات وحلقات العمل والندوات العالمية والمحلية وتوفير الدورات التدريبية المجانية ومخفّضة السعر بالتعاون مع أكبر الشركات النفطية العالمية.

يُذكر أنّ مارية الشيراوية تخرّجت في جامعة السلطان قابوس في عام 2017 بتخصص بكالوريوس هندسة النفط والغاز الطبيعي بدرجة الامتياز مع مرتبة الشرف لتبدأ بعدها مرحلة الماجستير.

وقد شاركت في عام 2019 في مسابقة عرض الرسالة في 3 دقائق وحصدت المركز الثالث على مستوى الكليات العلمية بجامعة السلطان قابوس، كما نُشرت ورقة علمية عن أطروحتها في الماجستير في مجلة علوم وهندسة البترول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى