أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

8 أكتوبر 2021م يوم الملحمة العمانية الكبرى..

الكاتبخميس بن عبيد القطيطي

 

8 أكتوبر 2021م يوم الملحمة العمانية الكبرى..

 

استنفار وطني عماني لم يسبق له مثيل لتجاوز آثار الاعصار، وهبة كبرى سجلها أبناء عمان من أقصى جبال مسندم ومضيق هرمز شمالاً إلى أقصى جبال ضلكوت في ظفار جنوباً، حيث خرج الآلاف أفراداً وجماعات وتداعوا وشمّروا عن سواعدهم لإعادة ما دمره الاعصار، بل إن مختلف الأجهزة العسكرية والأمنية والمؤسسات الحكومية والفرق الخيرية والأهلية تجوب ولايات ساحل بحر عمان طولاً وعرضاً، لمساعدة المتضررين وإمدادهم بالمياه والمؤن والملابس والمأوى والاحتياجات الخاصة والوجبات التي فاضت على سكان المنطقة من المواطنين والمقيمين، ومواقف عظيمة سجلتها الذاكرة من قلب الميدان، لذا فالكل ساهم بدوره في صناعة الملحمة، في هذا اليوم شاهدنا العديد من الفرق تمشط الشوارع والشواطئ والمزارع والبيوت لإعادتها الى رونقها، والعديد من الفرق كانت تقوم بتقديم الماء والغذاء، وتوافدت المعدات الثقيلة لإصلاح الطرق، ونظمت حركة السير من قبل شرطة عمان السلطانية، وتولت القوات المسلحة عمليات الإغاثة والإمداد وإعادة تأهيل البنية التحية، وأسهمت المؤسسات الحكومية كل بدوره واختصاصه، ولم يتوقف مسؤولو الدولة لحظة عن العمل الميداني، وتسابق المواطنون في شتى بقاع عمان لتسجيل حضوره المادي والمعنوي، وتوافدوا للعمل بجهود مضنية طوال هذا اليوم 8 اكتوبر والأيام التي سبقته منذ اجتياح إعصار شاهين في الثالث من أكتوبر الماضي؛ مؤكدين على تلاحم وتكاتف وتكافل أبناء عمان في هبة كبرى لهذا الشعب العظيم، لذا فإن عمان تسجل بأحرف من نور مفردات الملحمة الوطنية الكبرى، وللتاريخ نقول هذا شعب عظيم يمتلك من أوراق القوة ما يثبت أن الحضارة والعراقة تتجسد هنا في عمان، وأن دعاء الرسول لأهل عمان قبل أربعة عشر قرناً شاهدنا أثره واقعاً اليوم، لذا فنحن اليوم تناسينا أضرار الاعصار، وأدركنا أسرار قوتنا، وأن الماضي الذي خلده الأجداد لم ولن يتغير لدى أبناء عمان جيلاً بعد جيل، ومن قلب الميدان نقول نحن نجحنا بامتياز في اختبار إعصار شاهين والحمد لله من قبل ومن بعد.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى