مواطنو البلدين : طريق الربع الخالي سبيل وصال بين الأشقاء وعنصر تنشيط للتبادل التجاري والسياحي..
تحقيق : بدر بن مراد البلوشي – أصــداء
افتتحت سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية الشقيقة الطريق البري المُباشر “طريق الربع الخالي” والمنفذين بينهما.
ويبلغ طول طريق الربع الخالي الرابط بين البلدين الشقيقين 729 كيلومتراً، ويبدأ من جانب سلطنة عُمان من دوار ولاية عبري بمحافظة الظاهرة وينتهي عند منفذ الربع الخالي بطول 165 كيلو متراً، فيما يبدأ الطريق من جانب المملكة العربية السعودية من تقاطع البطحاء وينتهي عند المنفذ الحدودي بطول 564 كيلو متراً.
وقد عبر عدد من المواطنين من سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية عن سعادتهم وفخرهم بهذا الانجاز لعظيم بين الدولتين، حيث قال الدكتور حاكم بن حضور البلوشي من المملكة العربية السعودية : يعتبر هذا المشروع الرابط بين الدولتين أعجوبة هندسية نفذتها وزارة النقل والخدمات اللوجستية، نظرًا لصعوبة التضاريس وقسوة المناخ في منطقة الربع الخالي، كما يعد واحدًا من أهم المشاريع التي سعت الوزارة إلى تحقيقها، نظرًا إلى ما يلعبه من دور كبير في تعزيز التبادل التجاري بين الدولتين، وتسهيله لحركة الحجاج والسياح.
وقال محمد بن مرعى القرني من المملكة العربية السعودية : لا يخفى على الجميع تميز العلاقات بين سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية وأهمية الزيارات المتبادلة بين قيادتي الدولتين وخاصة الزيارة الاخيرة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله والاستقبال الحافل بالحفاوة و الترحيب من قبل جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله يؤكد رفعة العلاقة بين البلدين، وتم افتتاح المنفذ البري بين البلدين الذي سيخدم الشعبين الشقيقين للزيارات المتبادل والسياحة والحج والعمرة، وأيضا للتبادل التجاري حيث سيسهل نقل البضائع ويختصر الفترة الزمنية إلى يوم واحد فقط بعد أن كان يستغرق ثلاثة أيام، وهذا سيرفع التبادل التجاري الى أرقام كبيرة بين الدولتين.
وقال إبراهيم بن عثمان البلوشي من المملكة العربية السعودية : لا شك أن هذا المنفذ سيساهم في تحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، التي تهدف لترسيخ مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي، والوصول بالمملكة لتكون ضمن أفضل 10 دول عالميًا، في مؤشر الأداء اللوجستي، وسيسهم المشروع في تحسين الربط المحلي والإقليمي والدولي لشبكات التجارة والنقل، بالإضافةً إلى مساهمته في تمكين تحقيق مستهدفات عدد من القطاعات الوطنية مثل قطاع الحج والعمرة وقطاع السياحة، وذلك من خلال تسهيل حركة المسافرين، ومن المتوقع أن يسهم هذا الطريق في زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين والذي تجاوز 10 مليارات ريال في عام 2020.
وقال بندر بن هزاع الشعبي من المملكة العربية السعودية : إن سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية هما من أكبر دول مجلس التعاون الخليجي، وترتبط الدولتان الشقيقتان بروابط تاريخية ودينية وكذلك اجتماعية، ضاربة في التاريخ، ومع زيادة الحاجة لتسهيل التجارة البينية فيما بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، كان لا بد من آليات تستجيب لهذه الزيادة المضطردة، ومنها الطرق البحرية والبرية إما مباشرة بين هذه الدول أو تلك التي تمر قاطعة دولة أو أكثر للوصول إلى الموانئ المختلفة من برية وبحرية.
ومنفذ الربع الخالي أو منفذ رملة خيلة هو جسر بري ومنفذ حدودي يربط بين كُل من المملكة العربية السعودية وسلطة عمان بشكل مباشر عبر صحراء الربع الخالي، وقد دشن تنفيذ العمل في المنفذ الحدودي بين البلدين سنة 2006، ليربط بين منطقة الأحساء في المملكة العربية السعودية ومحافظة الظاهرة في سلطنة عمان.
ويقع المنفذ في قلب الصحراء، ليدفع التعاون التجاري بين الدولتين إلى آفاق جديدة وزخم من الحركة بين البلدين.
وقال عبدالله بن عبدالرحيم البلوشي من سلطنة عُمان أسست زيارة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي إلى سلطنة عُمان التي اختتمت خلال الأيام الماضية، منعطفا مهما في تاريخ العلاقات العمانية السعودية.
وعلى أثر هذه الزيارة أعلن الافتتاح الرسمي لهذا المنفذ الحيوي بين البلدين الشقيقين، مشكلا فرحة عارمة للمواطنين في كلا البلدين وبتحقّق الطريق المعجزة بقوة إرادة البلدين في إيجاد جسر بري ومنفذ حدودي، مع إنشاء المرافق اللازمة لتقديم الخدمات لمستخدميه، ومطلبا أساسيا من مطالب التقارب بين المناطق الحدودية في البلدين.
حيث يبنى على الطريق الجديد كثير من الآمال في تعزيز وتوسيع حجم التبادل التجاري والاستثماري، وإنعاش السياحة بين البلدين، ويعوّل كثير من رجال الأعمال من الجانبين على الأهمية الكبيرة التي يشكلها المنفذ الجديد بين سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية في تعزيز الحركة الاقتصادية والسياحية في ظل العلاقات الوطيدة بين البلدين والجهود التي تبذل على نحو واسع لتعزيز وفتح آفاق جديدة للتعاون في مختلف المجالات.
الطريق سيكون بعون الله دافعاً لإنشاء مراكز لوجستية وموانئ برية بين الدولتين، ولا شك في أن يساهم هذا المنفذ في تنشيط التجارة، وتأهيل أعداد من المواطنين لإدارة وتشغيل هذه الأنشطة.
وقال حمد بن صالح العلوي من سلطنة عمان : يعتبر طريق الربع الخالي سبيل وصال بين الأشقاء، فهو نعمة عظيمة وفضل من رب العالمين قصّرت المسافات بين البلدين والشعبين الشقيقين، ويساهم في التواصل الاجتماعي والاقتصادي والسياحي، ويساهم في زيادة التبادل التجاري ونقل البضائع وتنشيط الحركة السياحية.
وفي الختام توجه حمد العلوي بالشكر والثناء لقيادتي البلدين على هذا الإنجاز التاريخي الذي سوف يكون له الدور الكبير في توطيد العلاقات الأخوية بين سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية.