ياسمين عبدالمحسن إبراهيم

صانعة محتوى ، ومدربة في مجال اكتشاف وتنمية الذات

وضـع تـوفـيـر الـطـاقـة..

عندما تشرف بطارية هاتفك على الانتهاء، يعرض عليك الهاتف خاصية توفير الطاقة، ويقوم بغلق جميع التطبيقات التي تستهلك الطاقة، ويسمح لك باستخدام عدد محدود جدا من التطبيقات الأساسية، مثل تطبيق الاتصال، والمراسلة.

الهاتف باستخدام الذكاء الاصطناعي استطاع أن يدرك أهمية توفير ما تبقى من الطاقة، لأنه مبرمج على أنه ضروري أن يبقى يقظاً وفي طور الاستخدام أطول وقت ممكن.

كأن الهاتف يخبرنا أن هناك أولويات، وهناك وقت على الإنسان التخلي عن الأمور لنحافظ على ما تبقى من الطاقة بداخلنا، علينا أن نستنزف وقتنا بينما تنطفئ بداخلنا جذوة الحماس، من طبيعة البشر تقلب الحال، فيوم تكن فيه بأعلى مستويات النشاط، ويوم آخر يأتيك وأنت في قمة خمولك، يوم مقبل ومتقبل وقادر على التحدي، يوم يعتريك الفتور.

المقاومة والمحاولة المستمرة أمر جيد، كأنك تضع هاتفك وهو مازال 50% من نسبة الشحن، ولكن في بعض الأحيان تكون هناك أمور عالقة في الذاكرة ، كتلك التطبيقات التي تستهلك طاقة هاتفك في الخلفية بينما هو ظاهريا مغلق؛ كذلك أنت، تبدو على ما يرام، تذهب إلى العمل كل يوم، تقابل أشخاصك المفضلين، تعد وجبتك الشهية بكل حب، تستمع لصديق حزين، تدعم آخر مقبل على مشروع جديد، تمارس هواياتك، أنت واجهتك الأمامية على ما يرام، لكن هناك بعض الذكريات، والأفكار تدور في ذهنك، تمتص من طاقتك، وقوتك ،أنت لا تدري.

أفضل شئ تفعله من أجلك في هذا الوقت، عندما تكتشف أنك استهلكت الكثير من طاقتك، دع عنك العتاب والآسى؛ فقط استخدم وضع توفير الطاقة.
تخلى .. تخلى .. تخلى..
تخلى عن بعض الأمور التي قد تعتبرها مهمة بينما هي تستنفذ طاقتك، رتب أولوياتك، اشتغل على الأهم فالمهم فالأقل أهمية.

هدأ أعصابك، ابتعد عن ضجيج صفحات التواصل الاجتماعي، وفر طاقتك، مارس هواية جديدة خفيفة، إمنع نفسك عن التفكير في النقاط التي تزعجك، قاوم قدر استطاعتك، استرخ حتى لو كان الأمر صعباً في البداية ستعتاد عليه.

تذكر .. “إن لنفسك عليك حق”
ولا تنس أنه بينما أنت تسير في رحلة بناء ذاتك قد تفقد روحك.
أنت تستحق أن تعتني بنفسك ربما كما تهتم وتعتني بهاتفك.
عليك أن تختارك، كن لنفسك قبل أن تكون لغيرك.

دمـتـم فـي ود..