مـن هـنـا البـداية .. لنـبـدأ سـرد الحـكايـة !!..

الإعـلامي/ سعيد بن سيف الحبسي
مـن هـنـا البـداية .. لنـبـدأ سـرد الحـكايـة !!..
كان يا مكان في سالف العصر والأوان ، وبعد الصلاة على النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ، كان في عصر من العصور أناس لا تحلو لهم الأيام إلا بالنهب من خزائن الأوطان ، كانوا في أوج سلطتهم وجبروتهم ومناصبهم التي جعلتهم ينالون من كرامة الإنسان والأوطان ، وسلب حقوق كل من كان ، فقد كانوا يتلذذون بأخذ اللقمة من أفواه البسطاء ، واستقطاع الأراضي الفضاء ، وغيرهم من الناس لا زالوا يسكنون العراء ، فأولئك هم من يعيشون حياة الرفاهية بلا عطاء ، وينعمون بمزيد من الترف والرخاء ، ويرتدون ثياب البخلاء ، ويحسدون من يمتلك حفنة من مال ، ويرون ثرواتهم ناقصة ولا بدل لهم من ضم حفنة المال إلى ثرواتهم ، فكانت أيديهم ملطخة بسلب المال العام ، وأجزم بأنه كان لديهم اعتقاد سائد ، بأن هذا المال هو مال سائب ، ولذلك يحق لهم التصرف به كيفما يريدون ووقت ما يرغبون ، ويوزعونه لمن يشاؤون ، لأنه (لا رقيب عليهم) ، وأن (القلم بأيديهم) ، ومن يقف في وجوههم فيا ويل له من انتقامهم .
ونواصل الحكاية يا من تفقهون المغزى ، وتدركون المعنى ، فالحكاية لا زالت في البداية ، وننتظر لها النهاية ، فماذا تتوقعونها أن تكون ؟؟!! ، هل سيواصل أولئك نهب المال العام بأساليب أكثر مهارة ؟؟!! ، أم ستشفع لسلبة المال سيرتهم المزيفة التي خدعوا بها العالم من حولهم ؟؟!! ، أم أنهم سيفلتون من المحاسبة ونيل العقوبة ؟؟!! ، أم سنرى استردادا للمال العام من خزائنهم المَلْآ بأموال البسطاء ؟؟!! ، أم سينالون أموالا أخرى تضاف إلى خزائنهم بطرق ملتوية ؟؟!! ، هل سيستمرون برمي شباك الوطنية الزائفة ليداعبوا بها القلوب، ويسلبون بها العقول ؟؟!! ، هل سيظل البسطاء هم الضحية كما تريدها شريعة الغاب ؟؟!! ، وهل سيبقى البسطاء حيثما كانوا في ذلك النفق المظلم لا يَرَوْا له نهاية ولا بصيصا من النور ليسلكوا سبيلهم للخروج من الظُّلم الذي أوقعتهم فيه بعض أساليب السلطة المطلقة ؟؟!! ، تساؤلات كثيرة وغيرها أكثر قد نجد الإجابة عليها في سطور قادمة من سرد هذه الحكاية..
كلمـة أخيـرة..
الحكاية هي مجرد سطور للعبرة يكتنفها شيء من الحكمة ، حكمة يسودها رجاء لحياة أكثر إشراقا للبسطاء في أوطانهم ، يناظرون تحقيق ما يطمحون ، وينتظرون ما يرجون ، وينشدون الأفضل في عالم ألّا أفضل ، لا يريدون المستحيل ، وإنما ما يكفل لهم حياة العزة والكرامة في وطن رفرفت في أعاليه رايات التسامح والعدالة والوئام والسلام ، إنه الرجاء الذي ينقطع مهما طال الزمان أو قصر ، والتفاؤل الذي يترسخ في النفس الإنسانية الذي بنيت به أساسات الكثير من الأمم التي شكلت حضارة عريقة أرضا وإنسانا..













