بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

التضامن وحضرموت وأهل الخليج والإبداع والإمتاع

محمد بن عبدات

كاتب وناقد رياضي
ومستشار وزارة الشباب والرياضة اليمنية

 

 

ربما الكثير من المتابعين والمهتمين بالشأن الرياضي وخاصة من خارج حضرموت لا يعرفون عن تاريخ ومشوار ونجوم نادي التضامن غير بروزه وتألقه اللافت منذ تأهله الأخير للدرجة الأولى وحصوله على وصيف الدوري وهو الشيء الذي فتح له الأبواب لأن يخوض غمار البطولة الخليجية كممثل للبلاد، وهناك وفي ملاعب الخليج الذي أظهر فيها أبناء الشرج، وهي المنطقة السكنية والتجارية الكبيرة التي تقع في قلب العاصمة الحضرمية المكلا، وتعد المعقل الرئيسي لنادي التضامن الذي أصبح اليوم له جماهير ومحبون تجاوز جغرافية تلك الدائرة فكل أبناء حضرموت والوطن عموما في الداخل والخارج يقفون دون شك خلف الأزرق الذي أقنع وأمتع الجميع بنتائجه الأكثر من رائعة في بطولة كأس الخليج للأندية.

وإن كانت البداية متعثرة في مباراة الريان نظرا لضعف الإعداد وعدم دخول اللاعبين أجواء المنافسة والانسجام فيما بينهم إلا أن ذلك تلاشى فيما بعد وأظهر فريق النادي الحضرمي حضورا ذهنيا وبدنيا وتكتيكيا رائعا متغلبا على الواقع والظروف المحيطة به والتي لا تقارن بواقع وظروف منافسيه .

وهنا وجب الإشادة بدور الجهاز الفني بقيادة المدرب بندر باصريح الذي وضع بصمة صريحة وواضحة في مستوى وأداء لاعبي نادي التضامن وجعلهم في فترة زمنية بسيطة يدخلون أجواء البطولة ويخلق بينهم الانسجام ومعها الروح القتالية غير العادية داخل الملعب، مما أعطى صورة رائعة لجمالية أداء نجوم تضامن حضرموت ليلفتوا بها أنظار اهل الخليج وأنديتهم وجماهيرهم وأصبح اسم التضامن وحضرموت التي يعرفونها ويعرفون أهلها من سابق زمن (ترند)في مواقع التواصل وحاضرا بقوة في قنواتهم الفضائية.

وهذا شيء يسعدنا نحن كثيرا كحضارم لنعود من باب الرياضة ونطل على أهلنا وجيراننا في الجزيرة والخليج الذين تربطنا بهم أواصر علاقات كبيرة ونسب ومعهم جغرافيا وتاريخ طويل.

لهذا من الواجب علينا هنا أن نشكر على ذلك نادي التضامن وإدارته المميزة جدا التي عملت وأبدعت وتفردت أكثر في فكرها وخطواتها المدروسة وهي رسالة أود توجيهها نحو إدارات أندية أهلية كثيرة لتقول لهم ليتكم تتعلمون من التضامن، هذا النادي العريق الذي لا تعطينا هنا هذه المساحة المجال لنسرد تاريخ مشواره وحضوره بين أندية حضرموت والوطن عموما في مراحل مختلفة قدم لنا فيها نجوما تميزت في الإبداع الكروي لعل أبرزهم الحارس الفذ المرحوم صالح الشاحث والجيل الذي عاصره في السبعينات وعلى فكرة التضامن مدرسة حراس المرمى فمن غير الشاحث قدم درويش المشجري وفي الثمانينات أظهر لنا موهبة سالم عبدالله عبيد وزميله الحارس الرائع عادل بن غودل ومعهم قافلة من النجوم الكرويه في مراكز مختلفة أتذكر منهم علي عثمان العمودي وأنيس باشغنون وعوض بايوسف وعمر باعبود وحسن مسجدي وأحمد ناصر الكلدي والموهبة الفذة حسين غزي الذي سحر جماهير المكلا وهو في عمر مبكرة قبل أن ينضم للتضامن حيت كان الجميع يذهب لمشاهدته وهو يلعب لفريق البحري أحد الفرق الشعبيه التي ترفد الأزرق الحضرمي.

لهذا فالتضامن قصة يطول شرحها وبالتالي ما يظهره اليوم من ألق وتألق تجاوز به الحدود إلا نتيجة لذلك الإرث الرياضي الكبير، فتحية للتضامن وجماهيره ومحبيه ونجومه على هذا الإبداع والإمتاع الذي جعل معه اللون الأزرق يدخل عنوة قلوب الجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى