
استعراضيات الكعبي.. محاذير تفتق الثقة حد الثقوب!
حسين الذكر
حتى الآن وبعد كل تغيرات التاريخ العلمية والسلطوية التي دشنت عصر العولمة كذروة ما بلغه العقل البشري ما زالت القارة السمراء تعاني الكثير من الطموح المؤجل برغم ما تكتنزه من موارد وقوى بشرية إبداعية تفتقت بمرور الوقت وتسارع وتيرة قطار الحياة.
هنا نجد يوميات أفريقيا 2025 المغرب الرابض على جمالات التاريخ والحاضر منذ وشائج الحضارة بتتويجه متربعا على شواطئ البحر والمحيط .. وها قد اتشحت شوارعه بألوان القارة التي لم تتوقف عند السواد المعتم كما أراد لها الحاسدون .. إذ تصاعدت وتيرة ضرب الارقام القياسية – ليس فنيا فحسب – بل إن العطاء الودي والتعبير الاجتماعي والانتمائي والأسري العربي الأفريقي بموج بشري آخذ وبرقصات تفصح عن تلك الأماني المكبوتة بما آن لها التعبير حد التحقق ولو من بوابة معارك كرة القدم التي غدت حرب بأدوات أخرى ناعمة.
في واحدة من المفارقات الطريفة أن رجل مباراة مصر وأنجولا فريدي ريبيرو أعلن اعتزاله كرة القدم بعد أن حصل على لقب أفضل لاعب إثر خروج منتخبه من منافسات بطولة ما زالت تجود علينا بجمالات لا تتوقف عند مقصات أيوب الكعبي الذي شيد ظاهرة يجب أن تدرس في عالم كرة القدم إذ سجل هدفين بطريقة مقصية مذهلة نادرة في عالم المستديرة أسهم من خلالها بإشاعة البهجة وإعادة الثقة المتخمة بآمال جماهير لم تنفك عن الصراخ بهتاف ( الشعب يريد كاس أفريقيا ) .
بعد تأهل مصر والمغرب متصدرين ظهر مدربا المغرب ومصر ( وليد وحسام ) سعيدين – برغم مكنونات عتب ما على قسوة بعض النقد – إلا أنهما لخصا بشكل متشابه فوائد التأهل بما أسماه الركراكي تصحيح الأخطاء وإعادة الروح الأسرية والصدارة وفوائد أخرى .. في واحدة من التوصيفات المبنية على وقع صخب الجماهير ونشوة الإعلام وانعكاسات الفوز والتأهل وما شابه من مقومات تعد ( ثقوية ) في مرحلة انتقالية قد تشكل خطورة ما لاحقة من بوابة بطولة يعتقد أهل الخبرة والاختصاص بعيدا عن العواطف أنها لم تبدأ بعد.
في مباراة (كوت ديفوار والكاميرون ) تحديدا .. كان هناك إنذار مبطن للمنتخبات العربية من نواح عدة من غير المنصف حصرها بالقوة البدنية للوحوش الأفريقية بل إن تكرار هذه المفردة غير الموائمة مع ما يستبطن العرض الاحترافي لنجوم الأدغال والأحراش والغابات .. يشكل خرقا للتقييم الواقعي والتحليل العلمي للبطولة، سيما ونحن على أعتاب انطلاقاتها الإقصائية بشكل سنراه مختلفا تماما عما كان يحدث من (تعارف ووديات وتعاطف في مباريات المجاميع شبه الإعدادية ليوم سيكون وقعه مزلزلا ) .
أيوب الكعبي اسم لامع في سماء التهديف وجمالية التسجيل الذي ربما يتربع به على رقم قياسي في موسوعة غينيز لأهداف المقص .. وهو هدف عادي لا يختلف عن بقية الأهداف إلا من الناحية الاستعراضية والأدائية الجمالية التي تكتنف كثير المهارة والإبداع مما يهيج الجماهير ويحرك ساكن الإعلام .. لكنه في المحصلة النهائية يشكل سلاحا ذا حدين من رفع الثقة بمعناها المطلوب .. ومن تورم الثقة حد فتق الثقوب .. هنا تكمن خطورة ما زلت أراها في الأداء العربي العام وليس المغرب فحسب.









