بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

ماذا بعد..؟

كتبت/ ترياء البنا

 

بعد صمت طويل، عقب فشل منتخبنا الوطني في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، بتعادل أمام قطر( التي تأهلت إلى المونديال)، وخسارة أمام الإمارات (التي سنخوض ملحقا آخر)، أعلن البرتغالي كارلوس كيروش مدرب الأحمر قائمة الفريق للمعسكر الداخلي والوديتين القادمتين، قبل مباراة التأهل إلى كأس العرب 2025 أمام الصومال.

بالنظر إلى القائمة، نستطيع القول إن الأمر مستتب، والوضع كما هو عليه، فرغم أنه كان لا بد من القيام بثورة تصحيح على كافة مستويات الكرة العمانية، إلا أن الواقع يرد علينا ببلاغة: لا مناص، المدرب مستمر، وهو الأمر الذي ظهر منذ المؤتمر الأول لتقديم كيروش للإعلام العماني وإعلان الرجل بأن الاتحاد طلب منه وضع خطة للنهوض بالكرة العمانية، في ذات الوقت الذي أعلن فيه مدة التعاقد، وبين الأمرين تناقض كبير، فهل أتينا بالرجل ليقود مرحلة البناء( وهنا تطول مدة التعاقد على الأقل لثلاث سنوات)، أم أن المدة القصيرة التي أعلن عنها ارتبطت فقط بمواجهتي الملحق، هذا في حد ذاته يحتاج توضيحا من الاتحاد العماني لكرة القدم، لأن الشفافية في حد ذاتها تخلق الثقة.

منذ 2019 وحتى الآن، لم يأت مدرب بهدف واضح ومحدد بينه وبين الاتحاد، إلا المدرب الوطني رشيد جابر، الذي أكد في مؤتمر تقديمه أن اتفاقه مع الاتحاد هو العمل على المنتخبات بكافة مراحلها، لتجهيز منتخب ينافس على كأس آسيا 2027، إضافة إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه في مشوار التصفيات إلى كأس العالم، بعد خسارتين متتاليتين في المرحلة الثالثة والحاسمة من مشوار التأهل، أمام العراق في البصرة وكوريا الجنوبية في مسقط، عدا ذلك جميعهم أعلنوا أنهم أتوا للتطوير، والتطوير هو الكلمة الوحيدة التي لم نلمسها خلال فترة تواجدهم.

توقعت بعد الخروج من التصفيات والفشل في التأهل للمونديال، أن نبدأ العمل من الصفر، ومن يوم خروجنا لنلحق بركب المنافسين على التأهل لمونديال 2030، فكلما بكرنا في العمل وصلنا بكامل حلتنا، ولكنا للأسف لا جديد يذكر ، فقط القديم يعيد نفسه.

كيف نبدأ من جديد وكأن شيئا لم يكن؟، وكيف سنخوض الاستحقاقات القادمة بنفس الطريقة، نفس البيئة، وذات العناصر ؟، توقعت أن نشارك في كأس العرب بالصف الثاني ، نعتمد على لاعبي المنتخب الأولمبي، مع إضافة ما لا يزيد عن خمسة عناصر من المنتخب الأول، لتكون أول مرحلة في بناء منتخب يجمع بين الشباب والخبرة، نبدأ تأهيله من الآن.

دائما بعد كل خسارة أو تعثر يتحمل المدرب المسؤولية ويرحل، فقط من أجل إرضاء الشارع الرياضي، ولكن آن الأوان لنقف أمام أنفسنا بصدق، معظم لاعبي المنتخب الأول لا يقدمون شيئا، وحان وقت الخروج وإعطاء الفرصة لجيل جديد نمنحه الثقة مبكرا ليكون على قدر الحدث مستفبلا، أما وأن يستمر الوضع هكذا فلن نصل إلى أبعد من كأس الخليج، والتي أصبح أقصانا فيها خوض المباراة النهائية.

إذا كان المسؤولون عن كرة القدم العمانية يقدرون الجماهير فلا بد أن يبنوا جسرا من التواصل، ويوضحون استراتيجية العمل، أما هذا الصمت فلا يعني لنا إلا أن الأمر سواسية فقط الوجوه تتغير.

أخيرا.. الاتحاد مطالب بتوضيح خطط عمله خلال فترة انتخابه، من خلال عقد مؤتمر صحفي لرئيسه ومجلسه، مع حضور ممثل لوزارة الثقافة والرياضة والشباب، يبين أيضا دور الوزارة في المرحلة المقبلة، لتكون الصورة واضحة أمام الجماهير التي تحترق ألما وحسرة مع كل استحقاق، والأشد قسوة عدم التأهل للمونديال، خاصة وأن الفرصة كانت أقرب من أي وقت مضى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى