
وتستمر حكايا قطر..
كتبت/ ترياء البنا
مرة أخرى تكتب قطر سطرا جديدا في ملف حكاياها المبهرة، فبعد إعلان استضافة الدوحة لنسخة هذا العام من كأس العرب، وعلى مدى ثلاث نسخ متتالية، بدأت جوهرة الخليج وعاصمة الرياضة العالمية، التحضيرات لإخراج نسخة متميزة، ليس فقط اعتمادا على التنظيم المبهر لنسخة 2021 من البطولة، والتي مثلت البروفة النهائية لمونديال كأس العالم 2022، بما تضمنه من حفل افتتاح أسطوري لم تشهده من قبل، وكذلك الفعاليات المصاحبة، لتثبت قطر للعالم أنه في انتظار نسخة استثنائية من كأس العالم.
ولم تخيب الدوحة الظن، فأدهشت العالم أجمع بنسخة ربما لن تتكرر في تاريخ العرس العالمي، ليس فقط بسبب البنية التحتية المبهرة، والملاعب المونديالية الرائعة، ولكن الأمر تعدى ذلك إلى أدق أدق التفاصيل، لتخرج لنا اللوحة التي لن ينساها كل من حضر، لتكون إحدى أهم وأمتع التجارب التي عايشها.
لم تتوقف الحكاية عند هذا الحد، فلم تكتف الدوحة بهذا النجاح الساحق، الذي لفتت من خلاله العالم إلى منطقة الشرق الأوسط عامة، والخليج خاصة، بنظرة مغايرة تماما لما سجله التاريخ، فتوالت الأحداث تباعا، وأصبحت الدوحة المكان الأمثل لنجاح أي استحقاق رياضي مهما كان كبره، وهل سيضاهي أي حدث المونديال العالمي؟.
ومع كل استحقاق وكل حدث أو بطولة تحتضنها الدوحة، يظهر الجديد، ما يؤكد سعي قطر إلى التميز والتفرد، لأنها آمنت أن النجاح لا يتوقف عند حد التصفيق، بل يتبعه مسؤولية التأكيد على قدرتها على التطوير مهما كان حجم ما تحقق، ما انعكس على جميع البطولات اللاحقة، لأن كل من شاهد لوحة كأس العالم، أو من لم يتسن له حضورها، طمح لأن يعيش الأجواء ذاتها في كأس آسيا، وهو ما لم تفشل فيه قطر، فقدمت نسخة متميزة من البطولة القارية، ختمت بأحقيتها في رفع الكأس ليكون خير جزاء لما قدمته، ما أسعد جماهير الكرة العربية كلها، والتي شعرت بفخر لا يضاهى بأن قطر تمثلنا ونجاحها يثبت قيمة المنطقة العربية، فكلنا قطر.
والآن، وبكل تلك الذكريات، نترقب نسخة 2025 من كأس العرب ، في الفترة من 1- 18 ديسمبر، لنعيش الفخر مرة أخرى، ولكن هذه المرة من خلال مونديال العرب، والذي سيكون أيضا مميزا وذا نكهة مختلفة، خاصة بعد إدراج البطولة تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم( فيفا)، ورفع قيمة الجوائز إلى 36 مليون دولار، في سابقة لم تشهدها البطولة من قبل.
ومع كل ما قدمته وتقدمه قطر، لكن بقي على الدول العربية أن تقوم بدورها، فليس من المنصف بعد كل هذا العمل والجهد، تشارك بعض الدول بمنتخبات الصف الثاني، لأنه مهما كان مستوى المراحل السنية مرتفعا فنيا، إلا أن القيمة الفنية والجماهيرية سترتفع مع تواجد نجوم العرب الذين ينشطون في الدوريات الكبرى، فمن حق الجماهير العربية الاستمتاع بأهم لاعبيها، والذين تفتخر بهم وتمجدهم على صفحات الميديا، ولعله جزء قليل من رد الجميل لقطر، التي لم تتوان أبدا في القيام بدورها في تقديم استضافة وتنظيم متميزين.
أخيرا.. قطر وضعت المنطقة العربية على خارطة استضافة أعتى الاستحقاقات الرياضية، وربما يعتقد البعض أن جماهير العالم نسيت نسخة مونديال 2022، ولكني أؤكد أنه فقط ومع انطلاق نسخة 2026 في كندا وأمريكا والمكسيك، سيدرك الجميع قيمة مونديال قطر، لأن كل المقارنات التي بالتأكيد ستعقد، تصب في مصلحة الدوحة، عاصمة الرياضة العالمية، والآن جاء دور الجميع للقيام بدوره في تقديم نسخة متميزة من كأس العرب، تعلي من قيمة البطولة، ليس فقط على المستوى العربي، ولكن أيضا على مستوى الخارج، خاصة وأنها ربما تكون محط أنظار الوكلاء والسماسرة لاكتشاف مواهب عربية واستقطابها للدوريات الكبرى، ما يعني افضل تسويق للاعبينا، ومع كل حدث وحديث لا يسعني إلا أن أقول: شكرا قطر، وبالتأكيد ستمنحينا تجربة أيضا استثنائية مع كأس العرب، طالما لم تبخلي بالسعي الدائم لتقديم الجديد للجمهور الرياضي.












