تقريرقضايا أصداء

“إلباسي” نورسلطان نزارباييف مؤسس كازاخستان الحديثة ومُلْهِم التّعايش والوئام .. (تقـريـر)..

“إلباسي” نورسلطان نزارباييف مؤسس كازاخستان الحديثة ومُلْهِم التّعايش والوئام .. (تقـريـر)..

 

أعـد التقـريـر : عـلي الحسـني – أصــداء

 

تحتفل جمهورية كازاخستان هذا العام في السادس عشر من ديسمبر بالذكرى الثلاثين لاستقلالها ، وقد بدأت العديد من المؤسسات الحكومية والهيئات الدبلوماسية الكازاخستانية الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية عبر إقامة الفعاليات والأنشطة المختلفة.

وخلال ما يقرب من ثلاثة عقود من تاريخها الحديث ، تحوّلت كازاخستان بقيادة زعيم الأمة (إلباسي) الرئيس الأول لكازاخستان نورسلطان نزارباييف بشكل مذهل من جمهورية هامشية في الاتحاد السوفيتي إلى عضو كامل في المجتمع الدولي ، وزعيم إقليمي ، ودولة حديثة ذات اقتصاد قوي ، ومجتمع مستقر.

وعندما حصلت كازاخستان على الاستقلال في 16 ديسمبر عام 1991م ، أعلنت الدولة الفتية بقيادة رئيسها الأول نورسلطان نزارباييف ؛ أن مسارها السياسي الرسمي هو إصلاح العلاقات في المجتمع والدولة بهدف بناء الديمقراطية ، وسيادة القانون ، واقتصاد السوق ، وبدأت الدولة تتحول بشكل تدريجي من النظام السياسي السائد في الاتحاد السوفيتي السابق إلى دولة جديدة تقوم على المبادئ الديمقراطية .

كانت الثلاثة عقود التي حكم خلالها نورسلطان نزارباييف الدولة فترة عمل شاق ، وتعبئة جميع الموارد والقوى ، والبحث الدائب ، وتحصيل المكاسب ، والقيام بالاكتشافات والاختراقات الهامة ؛ كانت «حقبة الإنجاز« الحقيقة التي حقّقت نجاحات وإنجازات عظيمة يفخر بها اليوم جميع سكان كازاخستان.

امتلك زعيم الأمة (إلباسي) نورسلطان نزارباييف إرادة صلبة ، وشجاعة قوية ، وتصميماً أكيداً ، إلى جانب فكر عميق ، واجتهاد هائل ، وتفان دائب ؛ فقاد الدولة الفتية في مسار جديد ومتميز ، ووضع الأساس لتنميتها المستدامة لعقود قادمة ، وتجلت ظاهرة القيادة السياسية لنزارباييف من خلال نشاطه المتفاني متعدد الأوجه ، ودخل في قائمة التاريخ الوطني كأب مؤسس لكازاخستان المستقلة والحديثة ، واستراتيجي حكيم ، ومصلح قومي عظيم ، وزعيم سياسي بارز في العصر الحديث.

بفضل السياسة الحكيمة والمتوازنة لرئيس كازاخستان الأول نورسلطان نزارباييف ، تمكّنت الدولة من الحفاظ على السلام والاستقرار في البلاد ، وبناء نموذج فريد من التناغم بين الأعراق والقوميات ، على أساس مبدأ «الوحدة في التنوع«.

 

تعد كازاخستان الحديثة دولة علمانية متنوعة الثقافات ومتعددة الطوائف ، حيث تَضْمَن لكل طائفة الحرية الدستورية في الدين والمعتقد ، وفي الوقت نفسه ، يضمن دستور البلاد هذا الحق ويحظر التمييز ، بما في ذلك على أسس دينية وعرقية ، وفي هذا الصدد ، تبذل كازاخستان قصارى جهدها لتعزيز التفاهم والوفاق بين ممثلي أكثر من 120 مجموعة عرقية و 17 طائفة دينية مختلفة ، إذ يعيش المسلمون والمسيحيون وأتباع اليهودية والبوذية والعديد من الطوائف الأخرى في كازاخستان في سلام ووئام.

لقد أصبحت كازاخستان اليوم أحادية العِرْق بسبب العوامل التاريخية ، بعد أن كانت السُّهوب الكبرى ملجأً لضحايا قمع ستالين.

في بداية تشكيل كازاخستان الحديثة كان خطر الصراع بين الأعراق والأديان مرتفعاً في ظروف الانهيار الاقتصادي للاتحاد السوفيتي السابق ، وكانت إحدى المهام الرئيسية لقيادة البلاد هي الحفاظ على السلام والوئام بين المجموعات العرقية والأديان المختلفة ، ورغم ذلك فإن السياسة الحكيمة للرئيس الأول لجمهورية كازاخستان نورسلطان نزارباييف ضمنت التعايش السلمي لممثلي جميع القوميات والأديان في كازاخستان.

في عام 1995 ، وبمبادرة من زعيم الأمة (إلباسي) نورسلطان نزارباييف تم إنشاء مؤسسة فريدة هي «جمعية شعب كازاخستان« ، تهدف أنشطتها إلى تنفيذ السياسة الوطنية للدولة ، وضمان الاستقرار الاجتماعي والسياسي في الجمهورية ، وزيادة كفاءة التفاعل بين الدولة ومؤسسات المجتمع المدني في مجال العلاقات بين الأعراق.

وفي واقع الأمر أصبحت الجمعية عنصرًا مهمًا في النظام السياسي والاجتماعي لكازاخستان ولعبت دورًا هامًا في هذا الشأن ، فقد عززت مصالح جميع المجموعات العرقية ، وضمنت الالتزام الصارم بحقوق وحريات المواطنين بغض النظر عن انتمائهم القومي والديني.

لكن قيادة كازاخستان لم توقف جهودها في هذا الصدد عند هذا الحد ، فمن أجل تعزيز الوئام بين الأديان ، ليس فقط في كازاخستان ، ولكن في جميع أنحاء العالم ؛ أطلق الرئيس الأول لكازاخستان نورسلطان مبادرة تنظيم مؤتمر الأديان العالمية والتقليدية يعقد كل ثلاث سنوات في العاصمة (نورسلطان) ، ولتحقيق هذا الغرض أنشأ مركز نورسلطان نزارباييف لتنمية الحوار بين الأديان والحضارات ؛ من أجل ترسيخ السلام والوئام والتعايش كمبادئ لا تتزعزع للوجود الإنساني ، وتحقيق الاحترام المتبادل والتسامح بين الأديان والمذاهب والأمم والجماعات العرقية ، ومنع استخدام المشاعر الدينية لدى الناس لتصعيد النزاعات والعداوات.

وعلى مدى 19 عامًا من تاريخ عَقْد أول مؤتمر لقادة الأديان العالمية والتقليدية في عام 2003م ، أصبح المؤتمر عنصرًا أساسيًا في «الدبلوماسية الروحية« العالمية ، وحظيت هذه المنصة باعتراف واسع في المجتمع الدولي ، وأصبحت علامة مميزة معروفة للسياسة الخارجية الكازاخية.

يوفر مؤتمر الأديان منصة جيدة لقادة الدول الرائدة والسياسيّين المعروفين السابقين والحاليّين والزعماء الدينيّين والعلماء لإيجاد طرق لحل النزاعات الدولية ، وتعزيز مبادئ التسامح والتفاهم المتبادل على نطاق عالمي.

ولنورسلطان نزارباييف مساهمات ومبادرات مهمة في إطار احترام الأديان ، وضرورة التعايش بينها ، وعدم إلصاق الإرهاب بها ، فقد أشار مرارًا وتكرارًا إلى عدم جواز ربط الإرهاب بالإسلام المحب للسلام ، وبالأديان الأخرى ؛ لذلك في عام 2016 ؛ بمبادرة من نزارباييف ؛ نظّمت كازاخستان بالاشتراك مع الأردن ؛ حوارًا رفيع المستوى بعنوان “أديان من أجل السلام” ، والذي عُقد في مقر المنظمة الدولية في إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ومن المساهمات الأخرى للرئيس الأول لكازاخستان نزارباييف عُقِد المؤتمر الدولي “أديان ضد الإرهاب“ في عام 2016 في عاصمة كازاخستان ، واعتمد المشاركون في المؤتمر بياناً يدعو المجتمع الدولي إلى توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب ، ويعرب عن أمله في استمرار الحوار البنّاء بين البرلمانيّين والقادة الدينيّين.

يمتلك نورسلطان نزارباييف توجّهاً جارفاً ونزعةً قويةً للسلام والوئام والتعايش بين الشعوب والأعراق والديانات ، وفض النزاعات المسلحة بين الدول ، والحدّ من الانتشار النووي ؛ ليس على المستوى المحلي والاقليمي وحسب ؛ بل يتعدى ذلك إلى المحيط الدولي.

فقد عمل الرئيس الأول نورسلطان نزارباييف خلال الأربع سنوات من استقلال كازاخستان على تفكيك جميع مخزون بلاده من الأسلحة النووية التي ورثتها عن الاتحاد السوفياتي السابق ، والتي تعد رابع مخزون لهذا النوع من الأسلحة في العالم.

وتعد كازاخستان زعيماً معترفاً به في الحركة العالمية المناهضة للأسلحة النووية ، ووفقًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 2009 ، الذي تم تبنّيه بمبادرة من رئيس كازاخستان ، يتم الاحتفال بيوم 29 أغسطس سنويًا باعتباره اليوم العالمي لمناهضة التجارب النووية.

وتم افتتاح بنك الوكالة الدولية للطاقة الذرية لليورانيوم منخفض التخصيب في كازاخستان ، الغرض منه هو إنشاء احتياطي مضمون من اليورانيوم المنخفض التخصيب ، والذي سيتم من خلاله – إذا لزم الأمر – إنتاج الوقود النووي لمحطات الطاقة النووية السلمية في أي دولة عضو في الوكالة.

في عام 2019 ، تولّى الرئيس نورسلطان نزارباييف المسؤولية التاريخية مرة أخرى ، ففي إطار الإجراءات الدستورية ؛ نَقَل السلطة قبل الموعد المحدد إلى خليفته قاسم جومارت توكاييف الذي حصل بعد ذلك بفترة وجيزة على ثقة الشعب الكازاخي في الانتخابات الرئاسية الوطنية ، وهو يقود الجمهورية الآن ؛ محقّقاً تقدماً تنموياً ، وتطوراً اقتصادياً متنامياً.

وتهدف سياسة الرئيس الثاني في تاريخ كازاخستان إلى مواصلة المسار السياسي والاقتصادي والاجتماعي لمؤسس دولة كازاخستان المستقلة.

إن نموذج السلام والوئام والتعايش والتسامح لنورسلطان نزارباييف والذي تعيشه كازاخستان ؛ يمكن أن يصبح مثالاً فعلياً يحتذى به للعديد من دول العالم.

معلومات وإحصاءات مهمة :

* تعد جمهورية كازاخستان تاسع أكبر دولة مساحةً في العالم ، أي ما يعادل في الحجم أوروبا الغربية ، ولها حدود مع الصين وروسيا وقيرغيزستان وتركمانستان وأوزبكستان ، وكذلك الحد المائي مع أذربيجان وإيران على طول بحر قزوين (أكبر بحيرة في العالم).

إذ تبلغ مساحتها حوالي 2,725,000 كيلومتر مربع (مليونين وسبعمائة وخمسة وعشرين ألف كيلو متر مربع تقريباً) ، “وهي دولة تقع في أوراسيا أي بين أوروبا وآسيا “حيث تقع معظم الأجزاء الغربية منها في أوروبا ، وهي الدولة الأقوى اقتصادياً في آسيا الوسطى.

* يبلغ عدد سكان كازاخستان حوالي 19 مليون نسمة (تسعة عشر مليون نسمة تقريباً) ؛ 40% منهم تحت سن 25 سنة ، وبالنظر إلى مساحة الأرض الكبيرة ، فإن الكثافة السكانية لها هي من بين الكثافات السكانية الأقل عالميا ، حيث تقل عن 6 أشخاص لكل كيلومتر مربع ؛ العاصمة هي نور سلطان (حتى عام 2019 كان اسمها أستانا التي تم جعلها العاصمة في عام 1997 بدلاً من ألماتي).

* يشكل الكازاخ حوالي ثلثي سكان كازاخستان بنسبة (68.5%) ، والباقي (31.5%) يمثلون أكثر من 120 مجموعة عرقية مختلفة (الروس والأوزبك والأويغور والتتار والأوكرانيون والألمان …إلخ).

* غالبية سكان كازاخستان مسلمون حوالي (70%) ، و (26%) مسيحيّون ، والبقية (4%) يعتنقون ديانات أخرى ، وملحدون …إلخ ، وفي كازاخستان ما يقرب من 4000 هيئة دينية تمثّل 17 طائفة.

 

 

 

 

‫2 تعليقات

    1. شكرا جزيلا د . عبدالرحيم على ثنائكم الكريم على التقرير (“إلباسي” نورسلطان نزارباييف مؤسس كازاخستان الحديثة وملهم التعايش والوئام) والذي لا شك أنه أسعدنا جدا ، ويحملنا مسؤولية الاستمرار والحرص على تجويد عملنا الصحفي في نشر الأخبار وعمل التقارير وكتابة المقالات .. لك جزيل الشكر ووافر الاحترام ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى