تحقيقات وتقارير وحواراتتحليل

الرئيس الأوزبكي: هدفنا الرئيسي تشكيل نظام قضائي ديمقراطي

تحليل/ دلشود إسرائيلوف

أكاديمية العدالة

حدد خطاب رئيس جمهورية أوزبكستان إلى مجلس جمهورية أوزبكستان وشعب أوزبكستان بتاريخ 26 ديسمبر 2025 التوجهات الاستراتيجية لتحديث الإدارة العامة والنظام القضائي كاستمرار منطقي للإصلاحات واسعة النطاق التي يجري تنفيذها في البلاد.

وعلى وجه الخصوص، فإن مجال الأولوية السادس المحدد في النداء – وهو تشكيل إدارة عامة حديثة ونظام قضائي عادل – ينطوي على حماية موثوقة لحقوق الإنسان في النظام القضائي، مما يرتقي بمبادئ الانفتاح والشفافية والرقمنة إلى مستوى جديد.

أكد الاستئناف على أهمية تنظيم العملية القضائية استناداً إلى مفهوم “المحكمة الرقمية”، فضلاً عن تعزيز ضمانات حقوق الإنسان من خلال رقمنة إجراءات التحقيق، باعتبارها مهمة ذات أولوية. وتهدف هذه العملية إلى الحد من العنصر البشري في الإجراءات القضائية، وتقليل مخاطر الفساد، وضمان الموضوعية في صنع القرار.

يعتمد إنجاز هذه المهام الهامة بشكل مباشر على الكفاءة المهنية، والثقافة القانونية، والمهارات الحديثة للهيئة القضائية. وفي هذا السياق، تضطلع الأكاديمية القضائية لجمهورية أوزبكستان بدور محوري كمؤسسة تعليمية رائدة، تُوفر الأساس المؤسسي للإصلاحات القضائية والقانونية من خلال تدريب المرشحين للقضاة وتطوير مهارات القضاة الحاليين.

في سياق الإصلاحات، يُشترط على المرشحين لمنصب القاضي والقضاة الحاليين امتلاك مهارات في إدارة إجراءات المحكمة الإلكترونية، والعمل مع الوثائق الإجرائية الرقمية، والأدلة الإلكترونية وقواعد البيانات، والأدوات التحليلية القائمة على الذكاء الاصطناعي.

منذ البداية الأولى لتأسيس الأكاديمية، تم تنقيح المنهج الدراسي وإدخال وحدات خاصة تركز على الأدلة الجنائية الرقمية وتقييم الأدلة الإلكترونية واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية.

أشارت العريضة إلى خطط تطوير مؤسسة قضاة التحقيق، ولا سيما اعتبارًا من عام 2026، لمنحهم صلاحية تعديل وإلغاء العقوبات والتدابير القسرية. من شأن ذلك أن يعزز استقلالية قضاة التحقيق ومساءلتهم، فضلاً عن أهمية الرقابة القضائية في حماية حقوق الإنسان.

يتطلب الأداء الفعال لهذه المؤسسة أن يتمتع القضاة بكفاءات مهنية عالية، كالمعرفة المتعمقة بمعايير حقوق الإنسان الدولية، والتطبيق الصحيح لجوهر وممارسة مؤسسة “الإحضار أمام القضاء”، واتخاذ القرارات الإجرائية بناءً على المنطق والأدلة. ولتحقيق هذه الغاية، يُعدّ استحداث دورات تدريبية متخصصة لقضاة التحقيق في الأكاديمية من المهام الرئيسية.

كما اقترحت العريضة إدخال “لجنة شعبية” تدريجياً في الإجراءات الجنائية. ومن شأن هذه اللجنة أن توسع نطاق مشاركة الجمهور في الإجراءات القضائية، وأن تزيد من نزاهة وموثوقية قرارات المحاكم.

لا يتطلب هذا من القاضي معرفة قانونية فحسب، بل يتطلب أيضًا مهارات تواصلية كالبلاغة والحكمة، والتعبير الواضح عن الرأي أمام الجمهور، وإدارة إجراءات المحكمة بنزاهة وشفافية. لذا، يُنصح بتوسيع نطاق التدريب العملي على ثقافة الخطاب القضائي، وأخلاقيات القضاء، والتواصل مع الجمهور، ضمن عملية تدريب القضاة.

إنّ إعلان عام 2026 “عام التدابير الطارئة” في مكافحة الفساد، كما ورد في الخطاب الرئاسي، يزيد من مسؤولية موظفي الخدمة المدنية، ولا سيما القضاة. ولا تزال النزاهة والاستقلالية والموقف الحازم تجاه تضارب المصالح هي المبادئ الأساسية للممارسة المهنية للقاضي. وفي هذا السياق، من المهم أيضاً إنشاء دورات تدريبية منهجية في أكاديمية العدالة حول أخلاقيات القضاء، والامتثال، والاستباق في تحديد مخاطر الفساد، فضلاً عن التثقيف المالي الشخصي.

باختصار، حدد الخطاب مهامًا واضحة ومتسقة تهدف إلى الارتقاء بالنظام القضائي إلى مستوى نوعي جديد. وتعتمد النتائج العملية لهذه المهام، في المقام الأول، على التدريب المهني والنزاهة الأخلاقية للهيئة القضائية.

وبهذا المعنى، يمكن التعبير عن الثقة بأن الأكاديمية ستصبح سنداً فكرياً ومهنياً وأخلاقياً للإصلاحات القضائية والقانونية، وذلك من خلال إعداد مرشحين للقضاة ورفع مستوى كفاءة القضاة الحاليين. إن وجود هيئة قضائية نزيهة ومستقلة، مزودة بالمعارف والمهارات الحديثة، وتعتبر حماية حقوق الإنسان واجباً مهنياً، هو الضمانة الأساسية للمحاكمات العادلة وسيادة القانون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى