الحواسيب العملاقة والذكاء الاصطناعي والقواعد الجديدة: كيف كان عام التكنولوجيا في كازاخستان؟

البنية التحتية: الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، والتعليم، ومركز أستانا

بحسب وزارة الذكاء الاصطناعي والتنمية الرقمية، يعمل حالياً أكثر من 200 ألف شخص في قطاع تكنولوجيا المعلومات في البلاد، منهم 20 ألف متخصص في الذكاء الاصطناعي. ونظراً لسرعة تطور الذكاء الاصطناعي عالمياً، تهدف الوزارة إلى تدريب مليون مواطن على المهارات الرقمية الحديثة خلال السنوات الخمس المقبلة.

في عام 2025، تم توقيع اتفاقية مع أمازون كويبر لإطلاق مشروع إنترنت عبر الأقمار الصناعية، ودخلت شبكتا ستارلينك وون ويب سوق كازاخستان. وقد ساهمت مبادرة “جيل الأمة” في إشراك عشرات الآلاف من طلاب المدارس والجامعات في دراسة الذكاء الاصطناعي والروبوتات والبرمجة.

على مدى السنوات السبع الماضية، بلغ عدد الشركات الناشئة في مركز أستانا هب الدولي للتكنولوجيا 1875 شركة، بإجمالي إيرادات بلغ 4.3 مليار دولار. وفي هذا العام وحده، تجاوزت صادرات خدمات تكنولوجيا المعلومات 1.5 مليار دولار. وبشكل عام، استقطبت الشركات الناشئة في مركز أستانا هب استثمارات تزيد عن 840 مليون دولار خلال هذه الفترة.

حاسوب فائق قادر على إنجاز عمل 8 مليارات شخص في 4 أيام في ثانية واحدة فقط

تم هذا العام إنشاء مجمع الحوسبة الفائقة الوطني “أليم.كلاود” في كازاخستان. وقد طُوّر المشروع بالتعاون مع شركة التكنولوجيا العالمية “بريسايت”، العضو في مجموعة “جي 42” الإماراتية.

بالإضافة إلى ذلك، وقعت كازاخستان اتفاقية مع شركتي NVIDIA و Freedom Holding Corp. لإنشاء مركز مستقل للذكاء الاصطناعي.

في التاسع من يوليو، شارك رئيس جمهورية كازاخستان، قاسم جومارت توكاييف، في حفل إطلاق الحاسوب العملاق الوطني.

ستتمكن الشركات الناشئة التي تدرب الشبكات العصبية، والجامعات التي تجري البحوث الأساسية والتطبيقية، ومراكز البحوث والشركات التي تطبق الذكاء الاصطناعي في عمليات الأعمال، من الاتصال بموارد الحاسوب العملاق.

في إطار عملية استيراد الحواسيب العملاقة، استحدثت كازاخستان أول آلية لإعفاء المعدات عالية التقنية من الرسوم الجمركية وضريبة القيمة المضافة. وقد ساهم ذلك بشكل كبير في زيادة جاذبية البلاد لشركات ومشغلي تكنولوجيا المعلومات الدوليين.

في 18 نوفمبر، تم الإبلاغ عن أن Alem.Cloud احتل المرتبة 86 في التصنيف الدولي لأقوى أنظمة الحوسبة في العالم.

في 26 نوفمبر، أطلقت وزارة الذكاء الاصطناعي والتنمية الرقمية منصة Alem.Cloud، المصممة لتقديم طلبات استخدام موارد مجموعة الحواسيب العملاقة الوطنية.

ولتوضيح قدرات الحوسبة للحاسوب العملاق بشكل واضح، يمكننا الاستشهاد بكلمات وزير الذكاء الاصطناعي والتنمية الرقمية، جاسلان مادييف، التي ألقاها مباشرة على قناة جيبك جولي التلفزيونية.

وأشار الوزير إلى أن “قوة الحاسوب العملاق تعادل قوة سكان العالم أجمع، أي 8 مليارات شخص، يقومون بإجراء حسابات رياضية كل ثانية، لكن الأمر سيستغرق منهم أكثر من 4 أيام للقيام بما يمكن للحاسوب العملاق القيام به في ثانية واحدة”  .

قانون الذكاء الاصطناعي

في 17 نوفمبر، وقع رئيس جمهورية كازاخستان على قانون “الذكاء الاصطناعي” .

كان اعتماد أحد القوانين الأولى، “بشأن الذكاء الاصطناعي”، خطوة مهمة بالنسبة لكازاخستان نحو التطوير الآمن والمسؤول للتقنيات الرقمية.

يحظر القانون الجديد صراحةً تطوير واستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تتلاعب بالبشر، أو تستغل نقاط ضعفهم، أو تصنفهم اجتماعياً، أو تحدد مشاعرهم دون موافقتهم، أو تجمع بياناتهم بطريقة غير قانونية. وبذلك، تمنع الدولة التجارب التكنولوجية الخطيرة وتعزز ثقة الجمهور في البيئة الرقمية.

الشفرة الرقمية

تقترب كازاخستان من اعتماد قانون رقمي يهدف إلى تحديث التشريعات الرقمية، وتوحيد اللوائح المتباينة، وإدخال فئات قانونية جديدة، وتعزيز حماية حقوق المواطنين.

يُحدد القانون، الذي سبق أن اعتمده مجلس النواب وقدّمه إلى مجلس الشيوخ للموافقة عليه، وضعَ العناصر الرقمية الرئيسية – كالبيانات والوثائق الإلكترونية والخدمات والمنصات – ويضع قواعد استخدامها في القطاعين العام والخاص. كما يمهد الطريق لاعتماد واسع النطاق للتقنيات الرقمية في الخدمات الحكومية والعمليات التجارية.

تُضمن حماية خصوصية البيانات الشخصية للمواطنين. ويُقرّ القانون “الحق في النسيان”، الذي يسمح للمستخدمين بتقييد أو حذف معلوماتهم الشخصية في الفضاء الرقمي بناءً على طلبهم.

تنظم بعض أحكام الوثيقة، من منظور قانوني، الحلول التكنولوجية الجديدة مثل العقود الذكية والأنظمة الموزعة والمنصات الرقمية.

إذا تم اعتماد القانون بصيغته الحالية، فقد يُمنح النظام الرقمي الحكومي eGov والمنصات التي تقدم الخدمات الإلكترونية للجمهور صفة “الأصول الوطنية”. وهذا من شأنه أن يحمي هذه الأصول الرقمية من نقلها إلى ملكية خاصة أو بيعها في الخارج.

ينص مشروع القانون أيضاً على تقسيم المستندات الإلكترونية الحالية إلى ثلاث فئات:

1. المستندات الإلكترونية هي مستندات موقعة بتوقيع إلكتروني مؤهل (EDS)، وهو ما يعادل النسخة الورقية.

2. الوثائق الرقمية – شهادات ومعلومات متنوعة يمكن تنزيلها تلقائيًا من قواعد البيانات الحكومية وتعتبر أصلية وقت إصدارها.

3. البيانات الرقمية – معلومات ذات أهمية قانونية تم الحصول عليها من مصادر رسمية، على سبيل المثال، بيانات عن مواطن من قاعدة بيانات وزارة الداخلية تم الحصول عليها باستخدام IIN، أو سجلات من سجل العقارات.

بمعنى آخر، تشمل هذه الفئة أي معلومات ذات أهمية قانونية تم الحصول عليها من مصادر رسمية.

يهدف مشروع القانون الرقمي أيضاً إلى تبسيط استخدام الأدلة الرقمية في الإجراءات القانونية.

يقدم مشروع القانون مفهوم “الوسطاء الرقميين”. سيحدد هذا بوضوح مسؤوليات وقواعد تشغيل منصات مثل Yandex Go و Glovo و Chocofood وأسواق Kaspi و Wildberries و OZON ومجمعات الخدمات booking و krisha.kz، بالإضافة إلى الخدمات الرقمية الحكومية.

في 23 أكتوبر، أقرت كازاخستان أولى معاييرها الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي. وقد تم تطوير سبعة معايير تُرسّخ مبادئ موحدة للعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي في الشركات والهيئات الحكومية.

وزارة الذكاء الاصطناعي

في 18 سبتمبر، تم إنشاء وزارة الذكاء الاصطناعي والتنمية الرقمية .

وتم تعيين وزير الوزارة، جاسلان مادييف، نائباً لرئيس الوزراء في الوقت نفسه، مما يدل على أهمية هذا القطاع لتنمية البلاد.

في 17 أكتوبر، ترأس رئيس الوزراء أولزاس بيكتينوف اجتماعاً لمجلس إدارة صندوق سامروك-كازينا، تناول موضوع الذكاء الاصطناعي. وشهد الاجتماع انضمام أول عضو مستقل رقمي يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي إلى مجلس الإدارة، وهو SKAI (الذكاء الاصطناعي لصندوق سامروك-كازينا).

تم إنشاء هذه الشبكة العصبية بناءً على نموذج اللغة الكازاخية Alem LLM وتم عرضها سابقًا على الرئيس في المنتدى الدولي للجسر الرقمي 2025.

أفاد أحد الأعضاء الرقميين في مجلس إدارة SKAI أن دعم الصندوق للمنتجين المحليين قد زاد بنسبة 75٪ خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

مختبر الذكاء الاصطناعي لبافل دوروف

في منتدى “الجسر الرقمي 2025″، لفت مجتمع التكنولوجيا العالمي الأنظار إلى كازاخستان. هذا العام، حضر بافيل دوروف، مبتكر تطبيق المراسلة “تيليجرام” الذي يضم مئات الملايين من المستخدمين، فعاليات المنتدى. وخلال زيارته، أعلن  عن افتتاح مختبره الخاص للذكاء الاصطناعي في كازاخستان.

“قبل عام، افتتحنا أول مكتب إقليمي لنا في كازاخستان، ونحن سعداء للغاية بالنتائج التي حققناها. واليوم، يسرني أن أعلن عن افتتاح مختبر متخصص في الذكاء الاصطناعي في مبنى Alem.ai. في المقام الأول، نقوم بتنفيذ مشروع مشترك بين تيليجرام ومجموعة حواسيب عملاقة في كازاخستان. ستُمكّن هذه التقنية أكثر من مليار شخص من استخدام وظائف الذكاء الاصطناعي بسرية تامة، وبشفافية، وبفعالية. ونأمل أن تصبح مجموعة الحواسيب العملاقة الكازاخستانية أول مزود رئيسي لقوة الحوسبة لهذه الشبكة”، هذا ما صرّح به دوروف.

كما التقى مالك تطبيق تيليجرام بالرئيس قاسم جومارت توكاييف، حيث ناقشا التعاون في مجالات التعليم والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.

ألاتاو: هل تستطيع آسيا الوسطى إنشاء “شنتشن” خاصة بها؟

لقد نوقشت إمكانية بناء مدينة حديثة في ضواحي ألماتي لفترة طويلة. وفي هذا العام، أصدر الرئيس في خطابه قراراً بمنح المدينة وضعاً خاصاً.

وأشار رئيس الدولة إلى أنه “من الضروري إعداد مشروع مرسوم يمنح المدينة وضعاً خاصاً مع تبعية مباشرة للحكومة في غضون عشرة أيام. ثم، في غضون ستة أشهر على الأكثر، ينبغي اعتماد قانون منفصل يحدد نظام الحكم في المدينة، ونموذجها المالي، وجوانب أخرى مهمة”.

وفقًا لخطط الحكومة، ستصبح ألاتاو أول مدينة رقمية بالكامل في المنطقة، حيث سيتم استخدام تقنيات المدن الذكية، وسيتم سداد المدفوعات مقابل السلع والخدمات باستخدام العملات المشفرة.

تتجاوز مساحة المدينة 98 ألف هكتار، ويتم التخطيط للبناء بالكامل من خلال الاستثمار الخاص.

ولتحقيق هذه الأهداف، عقد أعضاء الحكومة منتدى في كوريا الجنوبية.

تشمل الحدود المحدثة الأخيرة لمدينة ألاتاو أراضي مدينتي كوناييف وألاتاو، واللتان تعدان جزءًا من منطقتي إيلي وتالجار في منطقة ألماتي.

وقّعت وزارة الذكاء الاصطناعي والتنمية الرقمية في كازاخستان مؤخراً مذكرة تفاهم مع شركة جوبي آيرو الأمريكية، ومجموعة ألاتاو أدفانس إير، ورجل الأعمال فياتشيسلاف كيم. وتنص الاتفاقية على شراء طائرات كهربائية من طراز eVTOL لتشغيل نظام سيارات أجرة جوية في مدينة ألاتاو بقيمة تقارب 300 مليون دولار أمريكي.

يشمل المشروع أيضًا إنشاء موقع اختبار لإصدار الشهادات ورحلات العرض التوضيحي، بالإضافة إلى دمج نظام سيارات الأجرة الجوية في شبكة النقل في مدينتي ألاتاو وألماتي.