تحقيقات وتقارير وحواراتتقرير

أوزبكستان.. الطاقة المتجددة هي العمود الفقري لاقتصاد المستقبل

تقرير/ سعيدمرود رحيموف

مع تزايد الطلب على الطاقة النظيفة، تتزايد الدعوات إلى التخلي عن الوقود الأحفوري الذي يساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري. وعلى وجه الخصوص، صدر مؤخراً تقريران دوليان يؤكدان أن “ثورة الطاقة المتجددة” جارية بوتيرة غير مسبوقة.

وفقًا لمركز أبحاث إمبر، الذي يركز على تسريع الانتقال إلى الطاقة النظيفة، فإن مصادر الطاقة المتجددة تولد كهرباء أكثر من الفحم.

في النصف الأول من هذا العام، تجاوز إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح نمو الطلب العالمي على الكهرباء، مما أدى إلى انخفاض حصة الفحم والغاز مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024. ويصف الخبراء هذا بأنه “نقطة تحول رئيسية”.

أفادت وكالة الطاقة الدولية (IEA) بأن قدرة الطاقة المتجددة ستستمر في النمو وستتضاعف بحلول عام 2030.

تجدر الإشارة إلى أننا شهدنا في السنوات الأخيرة جهوداً مثمرة في مجال توليد الطاقة المتجددة في منطقة آسيا الوسطى، بما فيها أوزبكستان. فالطاقة المتجددة أصبحت اتجاهاً بالغ الأهمية في تعزيز تنمية المنطقة ومحركاً للتنمية الاقتصادية. 

أعطت الإصلاحات التي تُنفذ في أوزبكستان بقيادة الرئيس شوكت ميرزيوييف دفعةً إيجابيةً لتطوير الطاقة المتجددة، فضلاً عن جميع قطاعات الاقتصاد. فعلى وجه الخصوص، استقطبت منظومة الطاقة في السنوات الأخيرة استثمارات أجنبية بقيمة 35 مليار دولار، وتم تشغيل 9 آلاف ميغاواط من القدرات الجديدة، بما في ذلك ما يقرب من 5 آلاف ميغاواط من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، و400 ميغاواط من محطات الطاقة الكهرومائية. وتساهم هذه التغييرات في القطاع أيضاً في تنمية الشركات المحلية. 

تجدر الإشارة إلى أنه بفضل الظروف المواتية التي توفرها أوزبكستان للمستثمرين الأجانب، واستقرار النمو الاقتصادي، تزداد ثقة الشركات العالمية الرائدة في آفاق التعاون مع أوزبكستان. وتقوم حاليًا شركات كبرى مثل أكوا باور السعودية، وأكسا التركية، وجينغيز إنرجي، ومصدر الإماراتية، وتشاينا إنرجي الصينية، وداتانغ، وسينوما، وبولي، وسي إن تي آي سي، وإيجل رايز، وإي دي إف الفرنسية، وفولتاليا، وتوتال إنيرجيز، وسيمنز إنرجي الألمانية، ونبراس القطرية، بالإضافة إلى البنك الدولي، والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، وبنك التنمية الآسيوي، والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، والبنك الإسلامي للتنمية، وغيرها من المؤسسات المالية، بإقامة تعاون وثيق مع أوزبكستان ونقل أحدث التقنيات إليها.

يرى الخبراء أن تكلفة الطاقة النظيفة قد انخفضت عالميًا في السنوات الأخيرة. فعلى سبيل المثال، انخفض متوسط ​​سعر طاقة الرياح بنسبة 60%، والطاقة الشمسية بنسبة 90% منذ عام 2010. وفي عام 2023، ساهم قطاع الطاقة النظيفة بنسبة 5% من النمو الاقتصادي في الهند و6% في الولايات المتحدة. كل هذا يُثبت أن آفاق الطاقة المتجددة واعدة للغاية مقارنةً بمصادر الطاقة التقليدية. ونتيجةً لذلك، سيُحفز انخفاض تكلفة الطاقة المتجددة النمو الاقتصادي ويخلق فرص عمل جديدة، كما سيؤدي انخفاض تكاليف الطاقة إلى انخفاض أسعار السلع المصنعة.

ومن الجوانب المهمة الأخرى للطاقة الخضراء أنها المصدر الأكثر موثوقية للطاقة النظيفة. ويشير المحللون إلى أن العالم بحاجة إلى تكثيف جهوده الآن لتحقيق هدف الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، كما هو منصوص عليه في اتفاقية باريس. 

بطبيعة الحال، يشير كل هذا إلى ضرورة تسريع الانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري، الذي يسبب الاحتباس الحراري.

كما أشار الرئيس الأوبكي، إذا تم تنفيذ الأهداف المحددة بنجاح، فإن قدرة الطاقة المتجددة في البلاد ستصل إلى 27 جيجاوات بحلول عام 2030. ومن الجدير بالذكر أن أوزبكستان لديها إمكانات هائلة لإنتاج “الطاقة الخضراء” بفضل موارده الوفيرة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى