الطاقة الخضراء.. خطوة نحو مستقبل مستدام لأوزبكستان

أصـــداء/ وكالة أنباء أوزبكستان

من المعروف أن التنمية والنمو الاقتصادي يؤديان إلى زيادة الحاجة إلى الطاقة. ولأن هذين العاملين مرتبطان ارتباطاً وثيقاً، فإن الاستخدام الصحيح والفعال والمخطط للطاقة، إلى جانب الحفاظ على الطبيعة وصيانة الموارد الطبيعية، يخدم أيضاً تنمية الدولة والنمو الاقتصادي.

في الدول المتقدمة، تحظى مصادر الطاقة المتجددة باهتمام كبير. ويتم جذب الاستثمارات الأجنبية في هذا الاتجاه، ويتزايد استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. على سبيل المثال، تستثمر الصين وألمانيا واليابان والبرازيل وإيطاليا وأستراليا والهند بكثافة في محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وكما أشار فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية: “أصبحت مصادر الطاقة المتجددة جزءاً أساسياً من نظام الطاقة العالمي”.

اليوم، أكبر مستهلكي الطاقة الشمسية في العالم هم الصين (340 جيجاواط)، والولايات المتحدة (103 جيجاواط)، واليابان (79 جيجاواط)، وألمانيا (62 جيجاواط)، والهند (57 جيجاواط). في ألمانيا، ستُنتج 46% من كهربائها من مصادر متجددة بحلول عام 2024، ومن المخطط أن ترتفع هذه النسبة إلى 80% بحلول عام 2030.

تحدث العقيد فيروز سفرباييف، رئيس قسم العمل في القضايا الطبية والاجتماعية وتنسيق تركيب الألواح الشمسية في لجنة الجمارك، الأوزبكي، عن العمل الذي يتم إنجازه في هذا الصدد: بمبادرة من الرئيس، تُنفَّذ إصلاحات واسعة النطاق في البلاد في مجال مصادر الطاقة المتجددة. ووفقًا للقرار ذي الصلة الصادر في 16 فبراير 2023، بدأ بناء محطات طاقة شمسية ورياح كبيرة على أساس الشراكات بين القطاعين العام والخاص. وعلى وجه الخصوص، قامت شركة “مصدر” الإماراتية ببناء محطات طاقة شمسية بقدرة إجمالية تبلغ 1519 ميجاوات ومحطات طاقة رياح بقدرة 500 ميجاوات في مناطق سمرقند (220 ميجاوات)، وجيزاخ (220 ميجاوات)، وسرخندريا (457 ميجاوات)، وقشقداريا (500 ميجاوات)، ونواوي (122 ميجاوات).

أطلقت شركة أكوا باور (الإمارات العربية المتحدة) محطة رياح بقدرة 1000 ميجاوات في بخارى. كما دشنت شركة جيزوبا الصينية محطة للطاقة الشمسية بقدرة 500 ميجاوات. وفي سمرقند، أطلقت مجموعة تيبلين محطة للطاقة الشمسية بقدرة 20 ميجاوات في أكتوبر 2023.

تعمل في أوزبكستان اليوم ١٢ محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية و٥ مزارع رياح بطاقة إجمالية تبلغ ٤٦٨٢ ميجاوات. وتنتج هذه المزارع ٩ مليارات كيلوواط/ساعة من الطاقة الخضراء سنويًا.

وأسفرت هذه الجهود عن توفير 2.73 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي وخفض انبعاثات الغازات الضارة في الغلاف الجوي بما يزيد عن 4 ملايين طن.

منذ عام 2023، تم تركيب 1903 ميجاوات من الألواح الشمسية في 138783 منشأة في جميع أنحاء الجمهورية. 

تُراقب فرق العمل المحلية وموظفو الجمارك تركيب أجهزة الطاقة، وتُجرى مراقبة منتظمة. ونتيجةً لذلك، لم يتم تركيب 29 ميغاواط من الألواح في 2144 منشأة، وتبين أن 6 ميغاواط من الألواح في 289 منشأة معطلة، وتمت إزالتها من النظام.

وفي الفترة الماضية حتى عام 2025، تم تركيب 918 ميجاوات من الألواح الشمسية في 40233 منشأة في جميع أنحاء الجمهورية، وهو ما يحقق 117% من الخطة السنوية.

وشمل ذلك تركيب الألواح الشمسية في 5452 منشأة في القطاع الاجتماعي والهيئات الحكومية بقدرة 98 ميجاوات، وفي المباني السكنية بقدرة 11.9 ميجاوات، وفي المنازل بقدرة 23737 منشأة بقدرة 238 ميجاوات، وفي الكيانات التجارية بقدرة 10236 منشأة بقدرة 570 ميجاوات.

كما تم توفير 8 مليارات سوم من أموال الميزانية خلال عامين ونصف العام من خلال تركيب 4.1 ميغاواط من الألواح الشمسية في 74 مبنى ومنشأة تابعة للسلطات الجمركية.

بحلول عام ٢٠٣٠، من المتوقع أن ينمو عدد سكان أوزبكستان بمقدار ٤١ مليون نسمة، وأن يتضاعف حجم اقتصادها. سيؤدي ذلك إلى زيادة الطلب على موارد الطاقة بمقدار مرة ونصف.

على الرغم من أن أوزبكستان دولة غنية بالسيليكون، المادة الرئيسية لإنتاج الألواح الشمسية، إلا أن هذه الإمكانات لا يتم استغلالها بالكامل بسبب الافتقار إلى التكنولوجيا العالية. ومن هنا تبرز أهمية إنشاء مختبرات حديثة في مراكز البحث العلمي ومؤسسات التعليم العالي، وإطلاق التطورات المبتكرة بسرعة. ويعد حل مشاكل تخزين ونقل الطاقة المتجددة أيضًا أحد المجالات الرئيسية للتطوير في هذا المجال.

“الطاقة الخضراء” لا تضمن إنتاج طاقة صديقة للبيئة فحسب، بل إنها تخلق أيضًا آلاف الوظائف الجديدة وتشكل سوقًا تنافسية للطاقة. وهذا يسمح للبلاد بتعزيز استقرارها الاقتصادي وتوسيع التعاون مع المستثمرين الأجانب والتكيف مع ظروف السوق العالمية