أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

تجارة أضرب واهرب قادمة .. فاحذروا..

الكاتبة/ فاطمة بنت أحمد الراعي

طالبة دكتوراة في الإقتصاد والتجارة الدولية

 

تجارة أضرب واهرب قادمة .. فاحذروا..

 

كتبت في مقالتي السابقة عن الحياة الطبيعية الرقمية وما نحن بصدده بعد جائحة كورونا ، وانفتاح العالم الواقعي على العالم الافتراضي ، بل والعمل بالعالم الافتراضي (أونلاين) بشكل أساسي ، سواء كان التاجر أو رائد الأعمال مقتنع أو مجبر ، وناتج للقوانين والاحترازات التي وضعتها كل دولة بسبب جائحة كورونا ، جعلت من الجميع يعيش الرقمية ويتعايش معها .

فقد كان (البحر من أمامنا) وذلك بإغلاق الأنشطة التجارية وما يترتب عليه من خسائر فادحة.

(والعدو من ورائنا) وهو جائحة كورونا.

فلجأ الأغلبية العظمى للتجارة عبر الأونلاين كونه الحل الوحيد واستمر الحال على هذا المنوال لما يقرب من سنتين .

خلالها فهم من فهم ، وخبر من خبر ، وعرف من عرف ، وربح من ربح ، وجهل من جهل ، وخسر من خسر!!.

ماهي تجارة أضرب واهرب؟؟..

بكل بساطة وباختصار شديد ، هي بذل كل جهد واستخدام كل وسيلة لإقناعك بشراء المنتج ،  وفي الواقع هذا المنتج لا يكرر بيعه مرة أخرى بالسوق ، فقط يعملون على تسويق المنتج حتى نفاذ الكمية المصنعة منه .

وسبب عدم عودة تصنيعه لأنه منتج غير جيد بالواقع ، وكل من اشتراه لن يعود لشرائه مرة أخرى ، بل وسيحذر من يعرفهم من ذلك المنتج ، وقد يبث رسالة عبر مواقع التواصل الإجتماعي بتحذيرهم من شرائه ، وإثبات ذلك بالدليل القاطع.

الآن .. شمّر الكثير عن سواعدهم من تلك الشركات التي عملها الحقيقي هو صناعة الوهم ، وخياطة القمصان بالهواء ، وتعشيب السراب ، وإمطار الخيال .

سوف ترون الإعلانات فيضانات تغرق مواقع التواصل الإجتماعي ، وأعاصير تلف برؤوس الزبائن ، ورياح تطير بنقودهم ، وكل هذا من وراء تجارة أضطرب واهرب .

وهي بالمختصر المفيد تزوير حقائق حول المنتج المراد ترويجه وبيعه ، وذلك بتلميعه وتجميله للزبون (غسيل مخ) بالإعلان عنه بطرق تسويقية ذكية وحيل ومحاولات غير يائسة من الشركة المروجة لمنتجها .

طبعا هذا لا يعني أن جميع الشركات ولا جميع المنتجات تتبنى تجارة أضرب واهرب.

فهناك شركات أسست سمعتها بالسوق ، وهناك الجديدة ذات مصداقية ، وهناك المبدع منها وتحرص تقديم المنتج المطور ، أو منتج ذو جودة عالية أو منتج تتناسب مواصفاته مع مكوناته ونتائجه .

ولمعرفة مدى مصداقية الإعلان وجودة المنتج ، علينا أن نستمع للإعلان كما لو كنا نستمع لحديث الناس ، فليس كل حديث يصدق ، ولا كل حديث يصفق له ، ولا كل حديث يستساغ .

خذوا من الإعلان إحساسكم بمصداقيته ، إذا لم تكن لديكم الخبرة بالتجارة ، وقناعتكم بأهميته بالنسبة لكم ، وخذوا من المنتج دقة مواصفاته ، وحجم الفائدة التي يمكن الحصول عليها ، هذه العوامل سوف تساعدكم في الاختيار الصائب بإذن الله .

توصيتي :

1- (للتجار والزبائن بأن لا تشتروا البضاعة من أول إعلان ، انتظروا لسماع الإعلان أكثر من مرة والتدقيق في مواصفاته ، وقيسوا مدى حاجتكم إليه ، وهل هناك منتج بديل منافس بالسعر ومناسب بالجودة ؟

وبالنسبة للتجارة لابد من إضافة على ما سبق معرفتكم بحاجة السوق والعرض والطلب.

2- لابد أن يكون لديكم سواء التاجر أو الزبون ترشيد في الشراء وترميم للميزانية بعد فترة عصيبة مررتم بها من الإنكسار الإقتصادي والانعواج التجاري ، والجفاف المادي .

3- لا تتركوا (تجارة أضرب واهرب) تأخذكم إلى عالم جميل من الخيال ، وواقع مرير من الخسائر .

واعلموا أن تقنيات التصوير قد تُزَوّر كثير من الحقائق ، ولا يخفى عليكم قدرات كثير من البرامج الحديثة في تحويل المنتج  إلى جوهرة في الشكل لترويجه ومضمونه ورق فاضي ، وبعض أولئك الذين يعلنون عن المنتج ، كمن يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ عنك كما يروغ الثعلب ، وغايته الوصول لهدفه وهو بيع المنتج.

أجارنا الله وإياكم من تجارة أضرب واهرب..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى