بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

كأس العرب.. اختبار كيروش الأخير

كتبت/ ترياء البنا

 

 

يستهل منتخبنا الوطني بقيادة كارلوس كيروش مساء اليوم مشواره في بطولة كأس العرب فيفا قطر 2025، بمواجهة من العيار الثقيل أمام شقيقه السعودي بقيادة هيرفي رينارد الذي نجح بعد العودة مرة ثانية إلى الأخضر في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026 للمرة الثانية تحت قيادته.

لا شك أن مجموعة منتخبنا ليست سهلة أبدا، خاصة مع تواجد السعودية والمغرب، الأثقل عربيا خلال هذه الفترة، الأمر الذي يزيد من الضغوط الملقاة على اللاعبين أولا والجهاز الفني، بعد ضياع حلم الجماهير العمانية في التأهل إلى المونديال العالمي، في مباراتين أمام الشقيقين القطري والإماراتي تحت قيادة كيروش، لمحاولة مصالحة الجماهير والظهور بشكل لائق بالبطولة التي جاءت مباشرة بعد الخروج من سباق التصفيات المونديالية.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه قبيل انطلاق مبارياتنا في كأس العرب، ما هدفنا من المشاركة في البطولة؟، هل ذهبنا إلى الدوحة من أجل المشاركة فقط، وإضافة إخفاق جديد لكرتنا في المحافل الإقليمية والدولية؟، أم أن لدينا هدفا بالوصول مثلا إلى نصف النهائي أو النهائي، كان لا بد من عقد مؤتمر صحفي للبرتغالي كارلوس كيروش قبل التوجه إلى الدوحة، يعلن خلاله عن قائمته للبطولة، وببرر لنا اختياراته للعناصر، ليقنعنا بوجهة نظره في الاختيار، ويعلمنا بهدفه من المشاركة في البطولة، حتى لا نرفع سقف توقعاتنا، وكي يتسنى لنا محاسبته في نهاية المطاف، لأنه بعد تلك الفترة بالتأكيد أدرك قدرات وإمكانيات لاعبينا، وأصبح قادرا- بما أنه صاحب خبرات تدريبية كبيرة- على قراءة الواقع وتخمين النتائج، فمثلما كان جريئا جدا في وصف واقعنا الرياضي خلال لقائه مع تلفزيون سلطنة عمان، كان من المفترض أن يتحلى بذات الجرأة ويوضح لنا الصورة قبل خوض البطولة، من باب الشفافية المتبادلة.

كيروش انتقد واقعنا الرياضي بكل صراحة، وفي المقابل لا بد أن يطلعنا على آلية عمله، حتى نتمكن من تقييمه، خاصة وأننا نعلم جميعا أن كيروش لن يغير فلسفته الدفاعية التي اصطبغ بها طيلة مسيرته الفائتة، والدليل الدامغ الذي يؤكد ذلك اختياراته للاعبين المشاركين في كأس العرب، إذن ماذا ننتظر من نتائج ونحن ندرك أن طريقة لعب المباريات ستكون صورة مطابقة لمباراتي قطر والإمارات في ملحق التصفيات؟.

على كيروش أن يعلم أن كأس العرب هي الاختبار الحقيقي له، بعدما تحجج بضيق الوقت قبل مواجهتي الملحق، رغم أننا تفوقنا على قطر والإمارات في كأس الخليج ووصلنا إلى النهائي، ولا ننسى أننا بعشرة لاعبين هزمنا الأخضر السعودي بقيادة رينارد، تحت قيادة المدرب الوطني رشيد جابر، وليعلم أن نتائجه في كأس العرب قد تضعه على المحك، خاصة وأنه لم يكن في حسبان أي اتحاد قبل توليه قيادة منتخبنا الذي أعاده مرة أخرى للصورة.

أخيرا.. رسالتي للاعبي الأحمر اليوم، أنهم في كأس العرب أمام فرصة ثمينة لاستعادة ثقة الشارع الرياضي بعد خذلان تصفيات كأس العالم، وعلى كل منهم أن يثبت أحقيته بارتداء قميص المنتخب، لأنه -وكما قلت مرارا وتكرارا- الغيرة الوطنية والعزيمة والإصرار على تحقيق الذات، أمور لا تحتاج مدرب أجنبي يزرعها داخلكم، ولا تتزرعوا بضعف مسابقاتنا، لأن نتائج اليوم الأول للبطولة أثبتت أن الكرة تعطي من يعطيها، دون النظر إلى أي اعتبارات أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى