بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

مقتضيات احترافية بين واشنطن والدوحة ..!

حسين الذكر

 

 

ما أقدم عليه المدرب البرتغالي كيروش بعد مباراة عمان والسعودية في المؤتمر الصحفي لا يمكن فهمه وتبريره فقد حمل (جهاز عرض اللقطات) في ردة فعل درامية غير مسبوقة ولا محبذة لنجومية مدرب بتاريخ كيروش الذي استعرض مفردات مشفوعة باعتراض (سيركوي) لم يحرك ساكنا لدى اللجنة التحكيمية كما أنه لم يروض اعتراض جماهير الأحمر العماني الغاضبة من الأداء وتخلف النتائج وهي على حق).

في مباراة برشلونة وأتلتيكو مدريد التي تعد من القمم الأوروبية العالمية ليس فقط لتنافس الفريقين وما يحملان من نجوم على ظهر سفنهما الماخرة لبحر الكرة المتلاطم شرقا وغربا .. بل لاتباعهما مدرستين فكريتين مختلفتين، يقودها في كاتالونيا الألماني فليك معتمدا على مواهبه الشابة وما تبقى من إرث التيكي تاكا فيما الأتلتكي يقوده الأرجنتيني سيميوني معتمدا على البناء الدفاعي وتماسك الخطوط والقوة البدنية، وقد أبلى الموهوب (بيدري) حسنا بما قدم من مستوى مبهر في المراوغات والحيازة الإيجابية والتمريرات وخلق الفراغات والتحرك الدائم وفقا للمقتضيات وقيادة إيقاع المباراة وتنظيم خطوط فريقه بواجبات متعددة أتمها بهدوء دون أن يشطح وينطح ويصرخ كان مدربا ولاعبا وقائدا ومايسترو داخل الساحة، في أنموذج من لمحات الفن الكروي الشامل المنسجم مع عصر العولمة والقرية العالمية الذي عبر عنه النجم المصري محمد أبو تريكة في استوديو تحليل بي ان سبورت مندهشا : ( ايش هذا بيدري جوهرة لا ينتهي عطاؤها فنان موهوب ممتع بكل ما يمتلك ويهب لنا بكل مباراة ) .

لم أقف عند حدود كلمة أبو تريكة حاولت أقارن بين نجوم العرب والأندية العربية التي لم تخرج بعد من نطاقها المألوف وما زالت تدير عرباتها بذات العقلية التي لم تستوعب مفردات العولمة كأنها لم تع معان (الاستثمار والتسويق والتشويق وغيرها من مصائد الدولار) .

هكذا تبدو الأرض صغيرة جدا يتنقلها أهلها من أقصاها لأقصاها لم تعد هناك موانع تحيل دون الإحساس التام بقروية الأرض وما عليها .. فيما يخوض المنتخب السعودي مباراته أمام جزر القمر في الدوحة يضطر مدربه رينارد للتوجه إلى واشنطن لحضور قرعة كأس العالم 2026 المنعقدة هناك، غدا، في مهمة لا تبدو شرفية ولا خطوة اجتهادية اذا أماط الإعلامي السعودي وليد الفراج عما يمكن أن يكون سببا وجيها لسفر رينارد موضحا : ( ليس حضور رينارد للقرعة وحده السبب الوجيه لسفره الاضطراري، بل ستُقام على هامش القرعة ورشة عمل لمدربي كأس العالم، وسيحضرها جميع مدربي المنتخبات المشاركة في البطولة.. أهمية هذه الورشة في القدرة على حجز مباراة ودية، خلال مرحلة الإعداد لكأس العالم، بعد أن يتعرف كل منتخب على مجموعته في البطولة).

هنا يكمن الفهم والجدية في التعاطي الإداري مع استحقاق احترافي قادم بكل معنى الكملة فالسفر ينبغي أن لا يكون لغرض السياحة والإيفاد والاستجمام والترفيه والتشيك … فإن وقت العاملين بكرة القدم سواء لاعبين أو مدربين أو إداريين ثمين جدا لا يمكن تعويض دقائقهم المبرمجة إلا بصعوبة وتفهم لواقع تنافسي جدير بالامتحان الدائم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى