أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

لُـطْـفـاً بـحـالـي..

يحـيى بن حمـد الناعـبي

 

لُـطْـفـاً بـحـالـي..

 

كل إنسان في هذه الحياة يبحث عن السعادة، بل يلهث طالباً إياها، يجتهد في دراسته لإحراز أعلى الدرجات لكي ينال أعلى المراتب والمناصب والوظائف التي وضعها ضمن طموحه الذي يعانق الجبال السامقات، ويحلم أن يحقق الأهداف التي رسمها في مخيلته.

مسكين هذا الإنسان يكدح ويشقى لأجل أن يعيش سعيداً في هذه الحياة، يُضَحّي بالغالي والنفيس، وينسى نفسه لأجل غيره لأجل سعادتهم لأجل إسعادهم؛ لأن سعادتهم هي سعادته؛ يراها تتلألأ في وجوههم تُشْرِقُ شمساً في محياهم.

مسكين هذا الإنسان لا يدري أن السعادة التي يبحث عنها غير موجودة في دنياه؛ لأنها كسراب يحسبه الظمآن ماء حتى إذا أدركه لم يجده شيئاً؛ فقد تبخرت أحلامه وتبددت آماله في حياة كريمة كان ينشدها، ويحدوه الأمل بأن تكون رفيقة حياته لسنوات عمره.

مسكين هذا الإنسان تتقاذفه أمواج الحياة العاتية لمصير مجهول لايعلمه إلا الله تعالى، مصير لايستطيع أن يتنبأ به أحد، مصير لم يكن أن يحسب له حساب؛ لأنه يعامل الناس بكل بساطة وطيبة قلب وصلت لحد السذاجة؛ لأن الطيبة الزائدة عن الحد تسمى سذاجة، وفعلا أنها سذاجة ؟!.

أيعقل بعد هذه الطيبة الزائدة أن يصير حاله هكذا يعيش وحيدا بين مدينتين، وحيدا بين جدارين وحيدا بين هَمَّيْن ؟، يجد أن كل مدينة رغم اتساعها ضيقة عليه، هواؤها العليل أصبح خانقا وماؤها الزلال لا يُطفئ ظمأه.

ولكن أليس بعد العسر يسرا وبعد الشقاء راحة ؟!، أم أنه لا يجد الراحة في هذه الدنيا ولا يجد السعادة التي يحلم بها لأن الدنيا دار شقاء وعناء والسعادة الحقيقية هي في الدار الآخرة ؟!؛ فسعادة الدنيا مؤقتة وسعادة الآخرة هي السعادة الدائمة الخالدة.

أسأل الله لي ولڪم السعادة في الدارين الدنيا والآخرة وأن تعيشوا بسلام و وئام مع من تحبون.

تعليق واحد

  1. هذا هو حال المخلصين يؤثرون على أنفسهم وهي من أرفع صفات حب الخير والعطاء والسخاء
    وعلى الانسان أن يتذكر قول الله تعالى : ( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا )

    بورك قلمك وفكرك أستاذنا القاضل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى