تقريرقضايا أصداء

كازاخستان تدخل مرحلة تاريخية جديدة..

تـقـريـر : أصــــداء

 

لقد واجهت كازاخستان في يناير 2022م محاولة إنقلابية غير شرعية، إلا أنها تمكنت من إفشالها والسيطرة على الوضع وإعادة الإستقرار والأمن للبلاد.

وقد جرى في يونيو 2022م إستفتاء شعبي لإجراء تعديلات في دستور البلاد تحدد المبادئ السياسية الجديدة في كازاخستان، بما في ذلك تعزيز سلطة البرلمان، وتقليص السلطات الرئاسية، وتبسيط إجراءات تسجيل الأحزاب السياسية الجديدة، وتعزيز الإجراءات الإنتخابية في المناطق الريفية.

وفي هذا الصدد، جرت في 19 مارس 2023م الإنتخابات البرلمانية، التي تعتبر فريدة من نوعها، إذ يشارك فيها عدة أحزاب جديدة، من بينها “حزب الخضر” والذي يهدف إلى تحسين البيئة، وإيجاد الحلول لمشاكلها المختلفة.

وقد تم تسجيل 7 أحزاب سياسية شاركت في الإنتخابات البرلمانية، وساعدت على التنافسية السياسية في البلاد؛ مما عزّز بالتالي نظام التعدد الحزبي، وتطوير إمكانات التعددية السياسية بما فيها المعارضة.

هذا وقد شملت أوراق الإقتراع على فقرة “ضد الجميع”، مما يسمح للناخبين بالتعبير عن رفضهم لجميع الأحزاب أو المرشحين المعنيين إذا رغبوا في ذلك، وأخيراً تم توزيع ولايات أعضاء البرلمان حسب القوائم الحزبية؛ إذ تم تحديد حصة 30% على المستوى التشريعي للنساء والشباب وذوي الإحتياجات الخاصة، مما يوفر الضمان اللازم لتوسيع النطاق لتمثيل لجميع فئات المواطنين في البرلمان.

لقد أعلنت كازاخستان على الدوام التزامها بإجراء إنتخابات حرة وشفافة وعادلة، وهذا ما حدث خلال الإنتخابات البرلمانية الأخيرة، ولا شك أن دور مراقبي الإنتخابات حاسم، كما هو الحال مع الإنتخابات السابقة؛ فقد شاركت عشر منظمات دولية وعشرات المراقبين الأجانب لمراقبة العملية الإنتخابية البرمانية الأخيرة، كما شارك في المراقبة الإنتخابية بعثات منطقة قبل مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان (OSCE / ODIHR) وكذلك من رابطة الدول المستقلة.

وقد كانت الإنتخابات البرلمانية الأخيرة علامة بارزة في تطور النهج السياسي والإنتخابي في جمهورية كازاخستان؛ فقد كان الكثيرون غير متأكدين مما إذا كانت ستتعافى كازاخستان سريعاً بعد أحداث يناير 2022م، إلا أن كازاخستان لم تتجاوز العقبة فحسب، بل أظهرت قدرتها على مواصلة التطور والإزدهار، مما مهّد الطريق إلى مرحلة جديدة من الإصلاحات السياسية والإجتماعية والإقتصادية الهامة.

وما من شك بأن الإنتخابات لن تغير الكثير بين عشية وضحاها، ولكنها بالتأكيد ستساهم بشكل فعّال في إنشاء كازاخستان الجديدة وفق نظام سياسي ديناميكي وتنافسي، مما يجعلها تكون شريكًا أقوى وذات مصداقية كبيرة بالنسبة للمجتمع الدولي.

مع إستمرار العالم في التغلب على التحديات الجيوسياسية والجغرافية والاقتصادية الحالية، فإن كازاخستان المستقرة لا تخدم مصالح شعبها فحسب، بل أيضًا مصالح أبعد من منطقتها؛ لذا فإن إصلاحاتها السياسية، المدعومة بانتخابات تنافسية، هي الركيزة والأساس الذي ستعتمد عليه كازاخستان في مسيرتها السياسية ومشوار استقرارها ومواصلة بناء مستقبلها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى