بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

فن الدبلوماسية .. “إتيكيت الألوان لملابس الرجال”..

الدكتور/ سعدون بن حسين الحمداني

دبلوماسي سابق ، عضو جمعية الصحفيّين العمانية

 

فن الدبلوماسية .. “إتيكيت الألوان لملابس الرجال”..

 

تطرقنا بالمقال السابق الى إتيكيت ألوان ملابس المرأة، ونتطرق اليوم حول إتيكيت ألوان ملابس الرجال سواء داخل السلطنة الحبيبة أو خارجها من خلال المشاركة بالمؤتمرات الدولية وغيرها من الفعاليات والمناسبات.

تتبارى  المدارس الدبلوماسية الأجنبية حول طبيعة بروتوكول وإتيكيت إختيار ألوان الملابس سواء على المستوى العائلي الشخصي أم على مستوى كبار الشخصيات وبكافة المناسبات ، ويتنافسون في وضع المراسم والخطوات التي تبدي أهمية اللون ومدى تقبّله عند الطرف الثاني، حيث درست المدارس الدبلوماسية تأثير اللون ونوعه على نفسية الأشخاص وسلوكهم وكانت نظريات علم النفس الاجتماعي تلعب دوراً مهماً في وضع استراتيجيات هذا الإتيكيت وقد حللت بعض المدارس بأن ربطة العنق التي كان يلبسها الرئيس السابق ترامب بلون واحد ومن الالوان الشعاعية (اللون الأحمر أو الأزرق) تدلل على حب التسلط والقرار الانفرادي وهذا ما لمسناه في إحالة الكثير من وزرائه ومستشاريه خارج دفة الحكومة دون قبول الرأي الآخر.

أولاً : نتكلم عن حضور المؤتمرات الخارجية (بالبدلة)، والتي تنقسم (صباحاً أم مساء)، إذا كان الحضور في الأنشطة الصباحية من اجتماعات أو زيارات رسمية لمواقع معينة، يفضل بلبس البدلة الرمادي أو الرصاصي (سلفر) الفاتح / السمائي أو البحري الفاتح/ أيضاً مع قميص أبيض أو بنفس لون  مشتقات البدلة مع ربطة عنق متناسقة مع اللون السمائي أو البحري، ونبتعد كثيراً عن ألوان الأبيض أو البيج مع الإهتمام بلون الحذاء ويفضل اللون الأسود لكلا النوعين.

أما بالليل وحضور حفلات العشاء يفضل الأزرق البني الداكن  أو الأسود مع قميص أبيض وربطة عنق تلائم لون البدلة ونبتعد عن لون الربطة الحمراء لأنه سوف يكون نفس زي عمال المطعم.

ثانياً : نتكلم عن حضور المناسبات داخل السلطنة أو خارجها (حسب البروتوكول والرغبة) بالزي التقليدي العُماني الراقي بكل مفرداته (المَصر، الدشداشة، البشت أو العباءة، العصا، الخنجر).

البشت أو العباءة : تلبس العباءة الشتوية الثقيلة إذا كنت متوجهاً للدول الأوربية أو الدولة الباردة؛ أما إذا كنت متوجهاً إلى البلدان الحارة وفي فصل الصيف؛ فعليك ارتداء البشت الخفيف الصيفي المصنوع من (وبر الماعز) بالألوان الفاتحة (البيج أو الخشبي أو البني) على أن يكون اللون الأسود في الاجتماعات.

تتميز الوفود العمانية على جميع المستويات بأناقة اللون الواحد سواء البشت مع الدشداشة مع لون المَصر ويعتبر والدنا ومولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم “حفظه الله ورعاه” قدوة لنا؛ حيث نشاهده في سفراته الى الدول الأوربية الباردة يرتدي الزي العماني غالبيته من مشتقات اللون الداكن سواء الأسود/ الخشبي/ البني؛ لذلك علينا الانتباه الى طبيعة ونوع المناخ (شتاء أم صيف)، وبعدها يتم اختيار نوع البشت مع تجانس بلون الدشداشة والمَصر، ولكن كثيراً ما نرى ونشاهد العديد من الزملاء يرتدون المَصر الأحمر/ الأزرق/ الأصفر، ويكون غير متناسق مع لون الدشداشة أو البشت.

المَصَــر : يعتمد كثيراً على نوع البشرة، فمن غير المعقول لبس مَصَر أخضر أو أحمر والبشرة سمراء داكنة؛ لذلك علينا الانتباه إلى ذلك، ويميل والدنا مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق “أبقاه الله”  بلبس المَصر الأبيض أو البيج ذي النقشة او الرسمة باللون البحري أو الأزرق في أغلب جولاته الرسمية أو غير الرسمية لما يحمل هذا اللون من هدوء الأعصاب، والثقة بالنفس، وبُعْد النظر، وهو من ألوان البحر التي ترتاح له العين البشرية.

ولقد كان مولانا المغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد “طيب الله ثراه” أستاذاً في البروتوكول والإتيكيت في اختيارات ألوان المَصَرّات وخاصة في أداء صلاة العيد أو في الاستقبالات الرسمية، ومن خلال متابعتي الدقيقة لجلالته حول إتيكيت ألوان المَصَرّات كان يفضل لبس المَصَر ذي القماش الأبيض والبيج الفاتح مع وجود النقشة أو الرسمة بألوان مختلفة.

لذا علينا الابتعاد عن الألوان الشعاعية مثل اللون الأحمر بالكامل أو اللون الأصفر أو الأخضر وممكن لبس هذه الألوان في مناسبات (المَلْكَة أو الأعراس أو حفلات التخرج الليلية).

أكدت مدارس ومراكز الأزياء العالمية على مشتقات اللون الأبيض في النهار، والألوان الداكنة في الأنشطة الليلية، وأن لكل وقت وحدث لوناً مستحبّاً ومفضّلاً، وكذلك أضافت النقاط التالية : عمر الشخص/ الوظيفة/ المنصب/ المناسبة/ الوقت/ الطول/ الوزن/ الدوام الحكومي/ المؤتمرات والاجتماعات/ حفلات الشاي الصباحية أم الليلية/ الدعوات الرسمية/ المناسبات الاجتماعية/ المقابلات الرسمية/ السفر/ الأماكن الدينية/ مجالس العزاء وغيرها؛ كل هذه المفردات وُضِعت تحت إتيكيت إختيار اللون.

وفي الختام فإن إختيار الألوان المتناسقة؛ يعكس شخصية الرجل وذوقه وثقافته، ومدى تقبله للتطور الحضاري الحديث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى