
روح الـوداد..
ياسمين عبدالمحسن إبراهيم
المدير التنفيذي لشركة رواق الابتكار
مدربة في مجال اكتشاف و تطوير المهارات
مهتمة بمجال تطوير الأعمال
في قلب الجزيرة العربية، تشرق عُمان كأرض خصبة تحتضن الأحلام وتحولها إلى واقع، تربة صالحة تسمح للجميع بالازدهار، في عُمان يدرك الجميع أن الود والاحترام هنا ليسا مجرد كلمات، بل هما القيم التي تُزرع في الأفئدة العمانية، لتُثمر مجتمعا مبدعا مزدهرا، في عالم تتصارع فيه الأولويات، وتتغير فيه القيم، تبقى عُمان ثابتة على مبادئها الراسخة التي تجعل من الإنسان جوهر كل شيء هنا.
تؤمن عُمان أن قيمة الإنسان تكمن في ذاته، في كينونته الصالحة، وفي ما يقدمه من فكر وإبداع، بغض النظر عن أصله وجنسيته، إنها رؤية حضارية متجذرة في إرثها العريق، تربط بين الماضي والحاضر بمزيج من الحكمة والإنسانية، لطالما كانت عُمان نموذجا فريدا في التعامل مع البشر، هذا البلد الصغير بمساحته، الكبير بقيمه، لا يميز بين مواطن أو زائر، أو مقيم، الجميع هنا يحظى بالاحترام، لأن الإنسان بطبيعته يحمل قيمة تستحق التقدير.
في عُمان، ترى هذا في أبسط التفاصيل : من طريقة الحديث المهذب إلى التعامل الكريم في كل المواقف اليومية.
عُمان ليست مجرد دولة بتاريخ طويل، بل هي حضارة تمزج الماضي بالحاضر لتظهر للعالم كيف يمكن أن تكون الإنسانية أساس البناء، إرثها الثقافي العريق، من القلاع والحصون إلى التقاليد والأعراف، يؤكد أن الحضارة ليست فقط المباني بل في القيم التي تحملها.
عُمان استطاعت أن تواكب التطور دون أن تفقد هويتها، هذا التوازن يظهر في كل جانب من جوانب الحياة، من التكنولوجيا الحديثة، إلى الاحتفالات الوطنية التي تذكرنا بجذورها.
عُمان تحتضن جنسيات وثقافات متعددة تعيش بانسجام، هذا التعايش يظهر كيف أن الاحترام والود المتبادل يمكن أن يكون أساس السلام والتناغم، في عُمان الاحترام والمودة ليسا مجرد شعارات تتردد، بل هما ممارسات يومية تراها في كل مكان، سواء تتعامل مع مسؤول، تاجر في السوق، أو طفل في الشارع، تجد هذه الروح الأصيلة قيمة مشتركة بين الجميع.
أعجوبة الوطن العربي..
كيف تمكن العمانيون من احتواء روح الوداد بين أفئدتهم طوال هذه العصور، وكأنها جينات تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل.
في كل شبر من أرض عُمان الطيبة، ينبض قلب ملئ بالوداد والدفء، روح تجدها حاضرة في كل زاوية، في كل لقاء، كل ابتسامة تزين وجه شيخ كبير، أو طفل صغير، هذه الروح ليست مجرد شعور عابر، بل هي أصل عُمان وجوهرها الذي يميزها عن أي مكان آخر.
روح الوداد في عُمان ليست وليدة اللحظة، بل هي جزء لا يتجزأ من تاريخها وهويتها، هذه الأرض التي احتضنت الحضارات عبر العصور، أصبحت رمزا للتسامح والانفتاح، من القوافل التي عبرت الصحراء محملة باللبان، إلى البحارة الذين جابوا المحيطات حاملين معهم الكرم والاحترام، كان الوداد دائما بصمة عمانية خالصة.
عندما تسير بين جبال عُمان الشاهقة، أو تستلقي على شواطئها الهادئة، تشعر وكأن الطبيعة نفسها تحكي قصة وداد، الهدوء الذي يحيط بك، جمال المناظر، وصفاء الأجواء تدعوك لتكون جزءا من هذا السلام الذي ينعكس في حياة الناس.
في كل بيت عماني، هناك قصة وداد تنتظرك، الباب مفتوح والقهوة العمانية التي تقدم مع التمر ليست مجرد تقاليد، بل هي رسالة تخبرك بأنك مرحب بك دائما.
انفردت عُمان بكونها وطنا شامخا، قويا، وذا وداد وطيب لا حدود له، سرعان ما تتحول لدى زوارها والمقيمين فيها إلى وطن ثانٍ يدينون له بالولاء والانتماء.
في عُمان الشموخ ليست غطرسة، والقوة ليست قسوة، بل هي عزة مقرونة بوداد وطيب يجعلها وطنا خالدا في القلوب.
حفظ الله عُمان وسلطانها المفدى وشعبها الكريم.