بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

مِشعَل النفاق يحرق حامله..

ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

 

اسـتـهـلال..

من ظن أن النفاق هو فرس الرهان
ليجتاز السباق ويبث الفتنة بين الناس فهو واهم لأن الأقنعة حتمًا ستسقط وستنكشف الوجوه التي لاتُطاق.

بعض القلوب المريضة تتشبث بالفتنة ولا ترقب في قريبٍ أو بعيدٍ إلّاً ولا ذمة، فتلج بحقدها الدفين مواطن الأبرياء لتشويه السُمعة ودس الفتنة ولعمري إنها لطرقٍ مكشوفة استهلكها الحمقى.

فمن حمل مشعل النفاق أول من سيكتوي به حامله وأول من سيحترق هو قلب المنافق نفسه فعلام هذه الهرولة نحو التظاهر بالطيبِ؟ والطيب لا يؤخذ من نفاق الكلمة ولا من قلب نُزعت منه الرحمة.

ما أخبث بعض النفوس وما أحقر تلك المساعي للنفاق بالطرق المغرضة ويا لسوءِ النوايا حينما تغلف بالغدر وتبطن في طياتها أحقاد متوارثة.

ونحن نترك المنافق حتى يقع في شباكِ نفاقه التي هي أوهن من بيت العنكبوت حتى يقتله نفاقه؛ فلا هو الذي حقق مآربه بنفاقه الذي تعب عليه ليل نهار، ولا هو الذي عاد عن غيه وتاب قبل أن يموت.

والحمدلله الذي كشف لنا بعض أهل النفاق لتجنبهم في كثير من المواطن فالقرب منهم يورث النذالة وسوء الأخلاق.

ومن لا يستحِ يصنع ما يشاء حتى مع أقاربه ولا يبالي حتى تبلغ شهرته في النفاق الآفاق.
قيل لمنافق : كيف تدبر لغيرك المكائد ؟!
قال : يشتغل القلب بمن أريد المكر به؛ فلا أدع وسيلة للأذى إلا آذيته بها، وأظهر له في كل مكان لا يتوقع أن أكون فيه وأسارع بين الناس لخدمته ليقال عني خلاف ما أنا عليه حتى يقع الناس في حيرة من أمرهم فبياض الوجه ليس شرطًا لبياض القلب كما أن سواد الوجه ليس شرطًا لسواد القلب.

والمنافق أسير نفاقه فلا هو يدله على الخير، ولا يسلمه لحب الغير؛
ألا قاتل الله النفاق الذي حارب التآلف والوفاق، وحرض على الفتنة والشقاق.

تعليق واحد

  1. النفاق كتمان الكفر وإظهار الإيمان بعكس المداراة إظهار الكفر وكتمان الإيمان إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان والمنافق ليس على حال واحدة لا من الكفار ولا من المؤمنين والنفاق العقائدي ليس أشد خطرا من النفاق الاجتماعي فكلاهما يدمران المجتمع من الداخل.

اترك رداً على محمد علي محمد غطاس إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى