السُلطة الرابعة..
ماجد بن محمد الوهيبي
هناك فرق بين الإعلام النزيه الصادق والإعلام المسيس المنافق! وهناك من لا يستطيع التفريق بينهما ولا شك أن الإعلام هو السُلطة الرابعة لتأثيره وتنوع أشكاله وسرعة انتشاره، وهنا يأتي دور المتلقي في الاقتناع، ثم قبول الخبر وتصديقه، أو رفضه وتكذيبه.
وقد يلتبس الأمر على البعض فلا يستطيع التفريق بينهما؛ لذا يقال خذ المعلومات من مصادرها الرئيسة وتأكد قبل النشر حتى يصدر الخبر من الجهة المسؤولة والمخولة بالنشر، والمُسلم لابد له من التَّبَيُّن والتَّحقُّق، وقد أمره الله جل جلاله بهذا في القرآن الكريم.
إن تنوع أشكال الإعلام اليوم؛ شغل الناس كثيرًا وجعلهم بين هرج ومرج. فكم من روح بريئة أزهقت بسبب خبر أو تصوير مفتعل ومفبرك لا أساس له من الصحة، وهذا من صنع وكيد البشر كالفوتشوب سابقًا والذكاء الاصطناعي الآن، كذلك الحروب بين الدول بما يعرف بجيوش الذباب الإلكتروني الذي يبث الفتن ليل نهار بين الدول والأفراد.
والمؤمن الحق لا يقف مكتوف اليدين؛ بل يجب عليه رد الشُّبَه الباطلة والافتراءات المغرضة عن الله جل في علاه والإسلام والقرآن وعن أحاديث الرسول الصحيحة ووصاياه القديمة المتجددة التي توصل لها العلم الحديث الآن فقط؛ وبالتجارب التطبيقية والرسول -صلى الله عليه وسلم- تحدث عنها منذ قرون.
ومحاربة الطعن في الثوابت من نصوص القرآن الكريم، وتصوير المُسلم بالتخلف والرجعية والغدر وهذا ما صورته بعض المسلسلات التلفزيونية في مختلف وسائل التواصل؛ حيث قُلِبَت المفاهيم، وألبَسَت الحقَّ بالباطل؛ فالزنا والعلاقات المحرمة حرية شخصية ومستساغة، أما تعدد الزوجات فهو خيانة وغدر وجريمة، والمؤمن الحق لا يقع في فخ الخديعة وقد جُعِل القرآن له منهاجًا وشريعة.
كما أن الدفاع عن الوطن العزيز والمواطن الكريم وكل ما يمس أمنه واستقراره وكرامته ومصادر دخله ورزقه ركيزة لا محيص عنها؛ ليهنأ هذا المواطن بالعيش الكريم، ولن يُخلص للوطن إلا صاحب الأرض الوفي، وهنا تتجلى مشاعر الولاء والانتماء للمكان والشعور العميق بالارتباط والاعتزاز.
أما الإعلام المُسَيَّس المنافق؛ فهو يسعى لإظهار الملحد في ثوب الخلوق الطيب المتعاون الذي يحب الخير للناس، وتصوير المسلم بالوحش الكاسر المجرم الخطير؛ لاسيما في الأفلام الحديثة، وهذا توجه خطير نحو الإلحاد لتزيين الباطل للناس ودعوة صريحة للتفسخ من دين الله، ونعت المسلم بالمتزمت والإرهابي الذي لا يعرف إلا الشدة
والسعي لتجنيد العملاء ونعتهم بأسماء عربية وهم في الأصل صهاينة، ووضع لهم تاريخ عربي مزور صنعه لهم الصهاينة أنفسهم بعد تدريب شاق ومتقن، ودراسة الإسلام والفقه وعلوم الحديث واللغة العربية للنيل من الإسلام وأهله.
ومن أساليبهم القذرة نشر الكراهية وبث الفرقة في المجتمعات المُسلمة من قبل هؤلاء العملاء ليكونوا هم اليوم من يقودون الدول العربية وقد زرعوهم كأئمةً للمساجد وكثوار وخطباء ثم زعماء بتلك الطلعة البهية، والتستر بلباس السُنة وستار اللحية المزيفة وهم في الأصلِ من مخرجات الجامعة الإسلامية بتل أبيب!.
لذا يجب التفطن لهؤلاء والتبصر لما يخططون له للحفاظ على ترابط المجتمعات الإسلامية وأمنها واستقرارها والفطِن من تمسك بكتابِ ربه ووعى كلامه ودافع عن سنة رسوله وحمى أرضه وعرضه وشرف وطنه وفرق بين الإعلام الصادق والإعلام المنافق. وكفى بغزة مثالًا صادقًا لفضح كل عميل ومنافق.











