
محمد صلاح.. استراتيجيات غربية وأهازيج عربية!
حسين الذكر
قبل سنوات كتبت رأيا بينت به 🙁 أن الوصول إلى كأس العالم بحد ذاته يعد إنجازا ساذجا ) .. دون التعمق بالمعنى وفهم النص وعلى طريقة ( لا إله .. ) واقطعوا رأسه ! قبل أن يكمل : ( إلا الله )! هاجمني وانتقدني آخرون سيما المستفدين شخصيا من بقرة كرة القدم الحلوب والمعشعشين على ملف ما زالوا إلى اليوم – وبرغم التعولم الذي دخل المدن ثم عبر سياج البيوت وكسر النوافذ والأبواب بل اقتحم مخادع ومضاجع الرجال والنساء .. – يعتقدون اعتقادا راسخا بأن كرة القدم مازالت ( طوبة ) – كما يسمونها اهل الشام والعراق – مجرد لعبة لتنافس وتباري الصغار واستمتاع وترويح الكبار.
هنا نقف أمام علة فلسفية ومشكلة اجتماعية كبرى بل خطل معرفي وعطب تفكيري لا ينسجم مع قفزات التطور التي غدت محلقة عابرة للقارات وفي طريقها للاستقرار بالكواكب، اليابان نعم أعلنت أنها ستفوز بكأس العالم خلال خمسين عاما.. وقد وضعت ستراتيج كومبيوتري عقلي متكامل راسخ مراقب متابع مدقق محاسب يقوده رجال العقل والفكر وقد أطلقوا حملة متكاملة ممهدة لبلوغ الهدف .. الحملة شملت البيئة والتعليم والمنشآت والعمران والتطوير المؤسساتي والاحتراف الاستثماري والتسويق التجاري والعقلنة الحاكمة المنضبطة التي لا تتوقف عند نتائج مباريات بل تبدأ من المؤسسات ومدى تطبيق المناهج المتطابقة مع الفلسفات المعدة والموضوعة سلفا .. إنها رؤية حياة لا تكتيك مدرب ولا مراوغات لاعب ولا صرخات معلق ولا صخب مدرجات .. إنها بناء الذات الذي جعل من اليابان دولة عظمى ويحق ويليق بها أن تنافس حضارات العالم ثقافيا ..والتي يعد كأس العالم جزءا يسيرا منها.
تحدث الجمهور العربي عامة والمصري خاصة عما يسمى بأزمة النجم محمد صلاح في ليفربول .. مع أن العملية برمتها لا أزمة فيها، فهي تدرج طبيعي لمراحل الحياة وفي أوروبا تحديدا حيث ولد الاحتراف وعاش وترعرع وغدا غولا عالميا مهيمنا لا ينظر إلى الأسماء الذاتية إطلاقا إلا من باب التوظيف الناعم .. غير ذلك فالمستوى والعطاء داخل الميدان وضمن خطط المؤسسة هو الفيصل في بقاء اللاعب أو بيعه أو إعارته أو فسخ عقده .. إنها قاعدة حضارية لا تخضع لأي منطق عاطفي تسير بهدى العقل الاستثماري بكل وهجه وجماله وقوته وهيمنته .. وقوانينها لا تقف عند اسم وجنسية ودين ومذهب لاعب أو مدرب فالكل يخضع لذات القاعدة .. ميسي أو صلاح أو نيمار أو أي نجم آخر .. فالعطاء الفني هو الطاقة المحركة لعجلة الاحتراف فإن تعطل أو أصيب بأي عطب سيؤدي لموت العجلة إن لم يزاح بسرعة آلية وبحكمة مهنية وبلا عاطفة سلبية.
بطولة كأس العرب في الدوحة 2025 فيها الكثير من الدروس والعبر التي ينبغي التعلم منها لإزاحة عواطب تأخير سير العجلات في الكرة العربية بمختلف أقطارها .. فروح التجديد لا تعني العمر والمود والفهلكة والفذلكة والتمنق والتحذلق، الوعي ثم الوعي ثم الوعي بالأهداف المؤسساتية المرسومة والسير بها نحو الهدف الاستراتيجي العام بعيدا عن هلاهل ( سومة أو قهقهات مريومة ) ..!












