
النادي الثقافي ينظّم الملتقى الثقافي الثالث بولاية مقشن
أصـــداء /العُمانية
بدأت اليوم أولى المراحل الأدبية للملتقى الثقافي الثالث بولاية مقشن بمحافظة ظفار، الذي ينظمه النادي الثقافي حتى 18 نوفمبر المقبل، بالتعاون مع شركة تنمية نفط عُمان.

ويأتي الملتقى عبر ثلاث مراحل أدبية وثقافية متعددة، بمشاركة مختلف شرائح المجتمع؛ بهدف التوسع في العمل الثقافي خارج الإطار التقليدي لمحافظة مسقط، وإيجاد فضاء تفاعلي يحتفي بالفكر والإبداع في عمق الجغرافيا العُمانية. كما يأتي الملتقى ضمن جهود النادي الرامية إلى إيجاد مساحات حوارية تجمع المثقفين والباحثين والمبدعين في بيئة تحتفي بالتنوع الأدبي والثقافي.
وفي هذا السياق قال الدكتور محمد بن علي البلوشي، رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي، متحدثًا عن ماهية العلاقة بين المركز و”الأطراف” في الثقافة، وضرورة تحقيق التوازن بينهما، وحضور هذه الجدلية في السياق العُماني، وما تعنيه اللامركزية الثقافية من منظوره الفكري. وقال: إن الحديث عن المركز والأطراف في الثقافة ليس جديدًا، لكنه اليوم أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، خصوصًا في ظل التحولات التي تشهدها المجتمعات الحديثة نحو إعادة توزيع الفعل الثقافي والمعرفي خارج المركز التقليدي. لقد كان المركز، عبر التاريخ، حاضنة الإنتاج الثقافي، بينما ظلت الأطراف مساحة للتلقي والاستهلاك، وأحيانًا للتأمل الصامت. غير أن ما تسعى إليه سلطنة عُمان اليوم هو تحقيق الانتشار الثقافي المتكافئ، بحيث لا تكون كبريات المدن وحدها مرآة المشهد الثقافي، بل تكون كل الجغرافيات شريكة في صناعته وبنائه؛ فالثقافة شبكة من العلاقات والمعاني، لا يمكن أن تختزل في جغرافيا واحدة أو مؤسسة واحدة. واليوم، تنظر سلطنة عُمان إلى اللامركزية الثقافية بصفتها ضرورة لضمان التوازن الثقافي والاستدامة المعرفية، وهما ركيزتان أساسيتان لرؤية “عُمان 2040” التي تسعى إلى تمكين المحافظات وتعميق حضور المجتمعات المحلية في صناعة التنمية بمختلف أبعادها، وفي مقدمتها البعد الثقافي.

وفي السياق ذاته تطرق إلى كيفية ربط هذا المفهوم النظري بفكرة الملتقيات الثقافية التي ينظمها النادي في المحافظات، مثل ملتقى مقشن الثقافي الذي يقام في هذه الأيام. وقال: إن الملتقيات الثقافية التي يقيمها النادي الثقافي في المحافظات ليست مجرد أنشطة تُقام خارج محافظة مسقط، بل هي إعلان رمزي عن انتقال الفعل الثقافي إلى فضاءات جديدة. عندما يقيم النادي هذا الملتقى في ولاية مقشن – تلك الولاية الواقعة على تخوم الربع الخالي- فإنه في الحقيقة لا ينقل الفعل الثقافي فحسب، بل يعيد توزيع إشراقات الثقافة على تخوم ومساحات جديدة من الأرض العُمانية المشرعة على الصحراء والبحر والجبل. ملتقى مقشن الثقافي هو جزء من هذا التحول في التفكير الثقافي. إنه محاولة للقول إن الثقافة تتشكل من تفاعل الناس مع بيئاتهم، مع لغاتهم اليومية، ومع رموزهم المحلية. نحن نؤمن أن الصحراء ليست فراغًا، بل هي نصٌّ مفتوحٌ على الذاكرة والجمال والتاريخ، ولهذا اخترنا لمقشن أن تكون مسرحًا للتجربة الثقافية، حيث تمتزج الفنون بالحكايات، والتاريخ بالبيئة، والهوية بالإبداع.
كما أشار خلال حديثه إلى الكيفية التي تم من خلالها تصميم برنامج الملتقى ليتوافق مع خصوصية مقشن وسياقها الاجتماعي والبيئي، وقال: لقد صُمم البرنامج وفق رؤية أخذت بعين الاعتبار الخصوصية الثقافية والبيئية والاجتماعية للولاية. نحن نتعامل مع كل ولاية كفضاء ثقافي له طبيعته المتفردة وصوته الخاص. في ولاية مقشن، تحضر ثيمة الصحراء بكل رمزيتها؛ الصحراء هنا ليست مجرد مكان، بل فضاء للتأمل والاستلهام. ولذلك تضم فعاليات الملتقى ورشًا فنية مستلهمة من الرمل والطين، وجلسات عن التنمية المستدامة للتراث الطبيعي والثقافي، وأمسيات شعرية تعبّر عن الروح البدوية الأصيلة.

وأضاف: استهدفنا مختلف فئات المجتمع المحلي، مع تركيز أكبر على طلبة المدارس، وصولًا إلى الأمهات والمعلمات، لأننا نؤمن أن الثقافة تبدأ من التعليم، وأن الأم والمعلم هما أساس الوعي الجمعي. تضم حلقات العمل عناوين مثل “كيف تحكي حكايتك” و “تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الصحراء”، وهي محاولة لدمج الموروث بالحاضر، والذاكرة بالتقنية، والطفولة بالمستقبل. من جانب آخر، فإن اختيار مقشن يحمل دلالات رمزية عميقة؛ فهي ولاية تقع في الأقاصي البعيدة للجغرافيا العُمانية لكنها في الوقت ذاته في قلب التاريخ العُماني؛ وهي على تخوم الصحراء إلا أنها غنيّة بالمياه والحياة. من خلال فعاليات هذا الملتقى سنحاول أن نستكشف هذه المفارقة ونحوّلها إلى طاقة إبداعية.
وأوضح أن هذه الملتقيات تسهم في إعادة اكتشاف التراث المحلي، فبالإضافة إلى بعده الرمزي فإن التراث يشكّل طاقة يمكن توجيهها نحو المستقبل. إن إعادة اكتشاف التراث في مقشن تعني أن نحوّل الذاكرة المحلية من سرد تقليدي إلى فعل ثقافي متجدد، يسهم في بناء الحاضر وصياغة المستقبل. في كل حلقة أو جلسة أو عرض مسرحي، هناك حضور للذاكرة، ولكن ليس بوصفها مادة محنطة، بل باعتبارها مادة حية قابلة للتحوّل والإلهام. وفي هذا السياق، تحدث الفيلسوف الفرنسي بول ريكور عن “الذاكرة السردية” التي تبني الهوية من خلال الحكاية، وهذا ما نحاول تحقيقه في مقشن بالضبط؛ أن نحكي الحكاية العُمانية من جديد، من وجهة نظر المكان وسكانه؛ فعندما يُشارك الأطفال في صناعة مجسّمات من الرمل والطين، فهم لا يصنعون فنًّا فحسب، بل يعيدون إنتاج علاقتهم بالأرض. وعندما تتعلم الأمهات كيف يربين طفلاً قارئًا، فهنّ في الحقيقة يشاركن في بناء مواطن قارئ لذاته وللعالم.
وتطرّق الدكتور رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي إلى دور مثل هذه الملتقيات في دعم الصناعات الإبداعية وتمكين الشباب، وقال: إن الثقافة تمثل المحرك الأساسي للاقتصاد المعرفي وما يرتبط به من صناعات إبداعية تُنتج القيم المضافة وتُسهم في التنمية الوطنية. ولذلك فإننا لا ننظر إلى الملتقى الثقافي كفعالية عابرة، بل كمختبر لبناء الوعي والابتكار؛ فحين نفتح فضاء الصحراء للإبداع، فإننا نمنح الشباب فرصة لاكتشاف ذواتهم من خلال النشاطات الثقافية والفنية، وندعوهم إلى أن يكونوا روّادًا في مجالات الإبداع الثقافي. وفي هذا السياق، نستلهم رؤية “عُمان 2040” التي تضع المبدع في قلب المشروع التنموي الوطني، وتُرسخ فكرة بناء مجتمع مستدام يُثمّن المعرفة والثقافة كمصدر للنهضة والتجدّد. ومن هذا المنطلق، نرى في ملتقى مقشن مختبرًا ثقافيًّا يستكشف عناصر البيئة وجمالياتها، ويحتفي بالمحلية، وينفتح على آفاق العالم بروح واثقة ومتوازنة.
كما أشار إلى إسهام مثل هذه البرامج في تعزيز الانتماء والهوية الوطنية مبينًا بقوله: “نأمل أن تسهم هذه الملتقيات الثقافية في منح الناس فرصة لتأكيد عمق علاقتهم بمجتمعاتهم وبوطنهم؛ فالهوية ليست شيئًا ثابتًا، بل عملية مستمرة يُعاد بناؤها من خلال التفاعل المستمر بين الذات والعالم”. ولذلك، حين يدرك المبدع في أقصى الصحراء أن تجربته الثقافية تمثل جزءًا أساسيًّا من الصورة الوطنية الكبرى، فإن إحساسه بالانتماء سيغدو أكثر عمقًا وامتلاءً بالمعنى. كذلك، فإن الهوية العُمانية لا تستمد قوتها من المشتركات الإنسانية العميقة فحسب، بل من التنوع الفريد للعناصر الثقافية، ومن اتساع جغرافيتها الثقافية من الجبل إلى البحر، ومن الصحراء إلى المدينة. إن ملتقى مقشن بهذا المعنى ليس فعلاً احتفاليًّا، بل إسهام في تعميق تلك الذاكرة المشتركة بين مختلف السياقات الثقافية العُمانية، وبين الأجيال المتعاقبة.
ولم يغفل رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي النظرة المستقبلية لمثل هذه الملتقيات في رؤية النادي الثقافي، وأكد بقوله: “إن رؤيتنا في النادي الثقافي تتجاوز فكرة الفعالية المؤقتة إلى الإسهام في بناء شبكة ثقافية وطنية تمتد عبر المحافظات، بحيث تصبح كل ولاية محطة دائمة في خارطة الفعل الثقافي العُماني. نطمح إلى أن تكون هذه الملتقيات منصات دائمة للبحث والإبداع، ولتجسير العلاقة بين الإنسان ومكانه”. وبالإضافة إلى هذه الملتقيات، أطلق النادي الثقافي هذا العام مشروع “المنصات الثقافية” الذي يستهدف مختلف ولايات سلطنة عُمان، لتكون هذه المنصات فضاءات يتسع فيها الحضور الثقافي، وتتوهج فيها المواهب المحلية، ويُصغى من خلالها إلى أصوات المبدعين الذين يسهمون في تشكيل ملامح المشهد الثقافي الوطني. كذلك، نحن في النادي الثقافي نؤمن بأن التعاون مع مؤسسات القطاعين العام والخاص يشكّل نموذجًا جديدًا من الشراكة الثقافية، التي لا تقتصر على الرعاية، بل تمتد إلى بناء المحتوى وإشراك المجتمع المحلي في صناعته.

كما تحدث عن أعمال الملتقى الثقافي في مقشن باعتباره يضم مجموعة متنوعة من حلقات العمل التي تستهدف فئات مختلفة من المجتمع المحلي، وما تتسم به من خصوصية تنسجم مع طبيعة المكان وسياقه الثقافي والبيئي، مرورًا بالأسس الفكرية والجمالية التي تم الاستناد إليها في تصميم هذه الحلقات، وكيف تعكس روح الصحراء وبيئة مقشن في مضمونها، وقال: “حين بدأنا التفكير في حلقات العمل الموجّهة لمجتمع ولاية مقشن، لم ننطلق من قوالب جاهزة عن الثقافة الصحراوية، بل حاولنا أن نقرأ خصوصية المكان برماله الممتدة، وسكونه المهيب، وتراثه الحي الذي يتجلّى في ممارسات الناس وتفاصيل حياتهم اليومية. لقد وضعنا في الاعتبار ثلاثة أبعاد رئيسة عند تصميم حلقات العمل: البعد البيئي، والبعد الرمزي الثقافي، والبعد التحويلي التربوي. وفي البعد البيئي، كان هدفنا أن نجعل من الصحراء مختبرًا للتعلم، لا مجرد خلفية جغرافية. فمثلًا، حلقة “تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الصحراء” لا تُدرّب على التقنية بمعناها الضيّق، بل تساؤل كيف يمكن للعقل الإنساني أن يدمج التكنولوجيا في بيئة قاسية ليجعلها أكثر قابلية للحياة. هي حلقة عن الكيفيات التي يمكن للإنسان من خلالها التفاعل مع محيطه بذكاء وابتكار.
وأضاف: أما البعد الرمزي الثقافي، فقد تمثّل في استلهام مفردات البيئة المحلية: الرمل، والطين، والصورة، والحكاية، والفن التشكيلي؛ فعلى سبيل المثال، تنبع حلقة “كيف تحكي حكايتك” من قناعة أن كل إنسان في مقشن يحمل في ذاكرته حكاية تستحق أن تُروى، وأن تحويل هذه الحكاية إلى عمل إبداعي هو شكل من أشكال قراءة الذات. أما البعد التربوي التحويلي، فيكمن في الاعتقاد بقدرة الفن على تغيير نظرتنا إلى العالم. فالطفل الذي يصنع مجسمًا من الرمل والطين لا يصنع شيئًا عابرًا، بل يختبر علاقة جديدة مع الأرض بوصفها مادة للتكوين والجمال. وكذلك الأم التي تتعلم كيف تصنع طفلًا قارئًا، تمارس فعلًا ثقافيًّا تأسيسيًّا يتجاوز حدود الحلقة ليصبح مشروع حياة. وهكذا، فإن هذه الحلقات ليست مجرد أنشطة تعليمية، بل حوارات بين الإنسان والمكان، بين الذاكرة والخيال، بين الرمل والفكر. هي باختصار تجربة لتحويل الصحراء إلى نصٍّ ثقافي حيّ من خلال الفن والمعرفة.
كما تحدث عمّا يمثله هذا الملتقى كنموذج متميز للشراكة بين القطاع الثقافي والمؤسسات الاقتصادية في سلطنة عُمان، إذ يحظى بدعم من شركة تنمية نفط عُمان نظرًا لوقوع الولاية ضمن مناطق امتيازها، وأشار: لا يمكن لأي مشروع ثقافي أن يزدهر بمعزل عن الشراكات الداعمة التي تؤمن بأن الثقافة ليست نشاطًا جانبيًّا، بل مكوّنًا أساسيًّا للحياة الاجتماعية وقوة دافعة للتنمية المستدامة. إن دعم القطاع الخاص والمجتمع المحلي للملتقيات الثقافية لا يعكس الرعاية الرمزية أو المسؤولية الاجتماعية فحسب، بل هو استثمار في رأس المال الثقافي للمجتمع باعتباره أحد أهم المحركات الكبرى للتطور الاجتماعي.
وفي ملتقى مقشن، يشكّل دعم شركة تنمية نفط عُمان أكثر من مجرد مساهمة مالية؛ إنه إعلان عن إدراك مؤسسي تشاركي بدور الثقافة في تنمية الإنسان والمكان. فهذه الشركة، التي ترتبط جغرافيًّا بالمكان عبر نشاطاتها الاقتصادية والتنموية، تمد الآن جسورًا معرفية وروحية تربط بين الصناعة والثقافة. إن هذا النوع من الشراكة ضروري لأن التنمية الأصيلة لا تتحقق إلا حين تتوازن الموارد الاقتصادية مع الموارد الثقافية، وحين يكون الاستثمار في الإنسان جزءًا لا يتجزأ من الاستثمار في الأرض. الشراكة هنا ليست مجرد تنسيق إداري بين مؤسستين، بل هي مبادرة تربط القطاع العام والخاص والمجتمع المدني في مشروع واحد يهدف إلى بناء بيئة ثقافية مستدامة. ومن هذا المنطلق، نحن في النادي الثقافي لا نرى في القطاع الخاص جهة ممولة فحسب، بل شريكًا في الرؤية والمحتوى والمسؤولية. وحين يشارك المجتمع المحلي في فعاليات الملتقى، فإنه لا يحضر بوصفه متلقيًا، بل بوصفه مساهمًا في الإنتاج الثقافي، حاملًا لهويته وذاكرته وموروثه وتجربته اليومية إلى فضاءات رحبة تتسع للجميع.
وتضم المرحلة الأولى مجموعة من الحلقات الأدبية، وهي: “كيف تحكي حكايتك”، يقدمها الحكواتي أحمد بن ناصر الراشدي، ويتعلم من خلالها الناشئة مهارات فن الحكي وإعادة سرد الحكاية الشعبية شفويًّا، مع التطرق إلى أنواع الحكايات الشعبية ومواصفاتها وفن الحكواتي، وذلك لتنمية ذكائهم اللغوي وتمكينهم من توظيف خبراتهم اللغوية في التعبير عن ذواتهم في الحياة. وسيقدّم الراشدي عرضًا متنوعًا لحكايات شعبية، موظفًا تقنيات السرد الشعبي في سلطنة عُمان.
كما سيقدّم التقني محمد العبري حلقة حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الصحراء، ومن خلالها سيتم التعرف على الذكاء الاصطناعي وأنواعه، وكيفية الاستفادة منه في الحياة اليومية وفي صناعة المحتوى البصري، إضافة إلى بحث سبل توظيفه في بيئة الصحراء.
ويقدّم الفنان هارون بن راشد العدوي حلقة حول “صناعة المجسّمات الفنية بالرمل والطين”، وهي حلقة تفاعلية يتعرف فيها المشاركون على أساسيات تشكيل الطين باستخدام تقنيات الحبال والشرائح والضغط اليدوي لصنع عمل فني خاص بهم.
أما الفنانة صفاء بنت حامد الريامية فستقدّم حلقة في “الفن التشكيلي”، تسعى من خلالها إلى إدخال الأطفال في عالم الفن والطبيعة من خلال تجربة تشكيلية ممتعة يتعرفون فيها على عناصر الغابة من حيوانات وأشجار ونباتات عبر الرسم والتلوين والتعبير الحر، وتشجعهم على استخدام الخيال والتفكير الإبداعي لبناء مشهد فني متكامل.
وستقدّم الحكواتية مثياء بنت خلفان المنذرية حلقة بعنوان “فسيفساء الصور: حلقة كتابة من خلال الصور”، حيث يتدرّب المشاركون على مهارات فنية عملية، مع وضع المفاتيح الفنية للأعمال التي سيقدّمونها، ثم تكوين الأحداث من خلال الرسومات وكتابة القصة، إضافة إلى جلسة قرائية في عدد من كتب الأطفال الصادرة عن النادي الثقافي.
كما ستقدّم الكاتبة عبير بنت خلفان الرواحية حلقة عمل بعنوان “كيف أصنع طفلًا قارئًا”، تتناول أهمية تنمية حب القراءة لدى الأطفال منذ المراحل المبكرة من العمر، وتوضّح الأساليب العملية التي يمكن للأم اتباعها لإيجاد بيئة منزلية محفّزة على القراءة. كما تتطرق إلى دور القدوة في تعزيز عادة القراءة، وكيفية اختيار الكتب المناسبة لعمر الطفل واهتماماته، إضافة إلى طرق مبتكرة لجعل القراءة تجربة ممتعة ومستمرة.
وستقدّم الكاتبة الرواحية كذلك محاضرة حول “التواصل الفعّال مع المجتمع”، تهدف إلى تنمية مهارات المشاركين من خلال التفاعل مع المجتمع، والتعرّف على مبادئ الذكاء الاجتماعي وكيفية توظيفه في المواقف التربوية والمجتمعية المختلفة، مع تنفيذ أنشطة تفاعلية وفنية وإبداعية تساعد على فهم الذات والآخرين، وتعزز الثقة بالنفس والقدرة على التأثير الإيجابي في الآخرين.
وفي المرحلة الثانية، سيتم تقديم حلقة تدريبية متكاملة يقدّمها المسرحي أسعد بن سالم السيابي، وتهدف إلى صقل مهارات الطلبة في التمثيل المسرحي من خلال تجربة عملية تجمع بين الأداء والتعبير والتفاعل الجماعي، وتركّز على تمكين المشاركين من استخدام الصوت والجسد والحركة بوصفها أدوات للتعبير الفني، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم عبر مواقف تمثيلية تفاعلية تحفّز الخيال والإبداع.
أما المرحلة الثالثة والأخيرة، فستتضمّن عددًا من الأعمال والبرامج، من بينها جلسة حوارية حول التنمية المستدامة للتراث الطبيعي والثقافي في مقشن، وأخرى حول تكوين الحياة الثقافية في الولاية، إضافة إلى أمسية شعرية لعدد من شعراء محافظة ظفار.
يُذكر أن النادي الثقافي قد أقام دوراته الثقافية السابقة من عمر الملتقى في عدد من الولايات، من بينها ولاية هيماء بالوسطى 2023م، وشليم وجزر الحلانيات بظفار 2024م.














