سـيـاحـة الـيـخـوت..

الكاتب/ محمد علي البدوي
متخصص في السياحة العربية والدولية
سـيـاحـة الـيـخـوت..
لا نتطرق كثيرا في بلادنا العربية لهذا النمط السياحي الفريد (سياحة اليخوت) !!.
ربما لأن تركيزنا كان منصباً حول نوعين رئيسين من السياحة هما السياحة الثقافية التي نتفوق فيها على كل دول العالم والسياحة الشاطئية التي أخذت مكان الصدارة على مستوى العالم أجمع.
إذن فالوضع بالنسبة لسياحة اليخوت ليس بالجديد أو المستحدث فكل دول العالم السياحية لها أولويات وتعمل من أجل تحقيقها.
ولكن مع تغير الأهواء والميول وتأثير الكوارث الطبيعية علي قرارات السائحين وظهور منافسين أقوياء في منطقتنا وتدخل السياسة في قرارات الدول المصدرة للسياحة لابد لكل مسؤول عن السياحة العربية أن يبحث عن كافة البدائل الممكنة لتعويض الخسارة الفادحة التي يخسرها القطاع السياحي العالمي جراء وباء كورونا ومحاولة تنشيط بعض الأنماط الشبه مهملة أو التي لم نكن نعطيها الكثير من وقتنا.
وأظن أن سياحة اليخوت إلى جانب السياحة الطبية هما الأولي بالاهتمام هذه الآونة.
سياحة اليخوت أو سياحة الأغنياء هي واحدة من أهم أنماط السياحة الترفيهية التي تعتمد على السائح ذو الحظ الوفير من النعم.
يقال إن أصل كلمة يخت هولندية ومعناها الصيد.
وقد استخدم الملوك والأمراء والنبلاء اليخوت كرمز وعلامة على الثراء والرقي الإجتماعي.
ومعظم اليخوت الخاصة بالأغنياء تبنى من الخشب كعلامة على الثراء رغم وجود يخوت أخرى فاخرة من مواد غير الخشب.
وقد انتشرت رياضة اليخوت كرياضة أولمبية ويقام لها مسابقات متنوعة.
ولكن الحديث يظل حول سياحة اليخوت الخاصة ما لها وما عليها وكيفية تطويرها لتعظيم الإستفادة منها.
وكما أشرنا فهي سياحة الأغنياء لذلك أول ما يجب توفيره لهذا السائح ذو الطبيعة الخاصة هو الميناء المجهز بكل وسائل الأمن والأمان والراحة ومعظم وسائل المتعة والتواصل.
ومن ثم تسهيل إجراءات دخول اليخت والسائح وتفهم عقلية هذا النوع من البشر.
لابد أن يشعر صاحب اليخت بسرعة الإجراءات وألا يشعر بأنه يفقد وقته في أشياء بالنسبة له ليست مهمة.
كما أن بناء موانئ صغيرة ومتعددة وفي أماكن مختلفة يتيح فرص الاختيار أمام السائح.
ومن الضروري تفهم أن العميل لا يلتفت كثيرا الى ما تود تقديمه له بقدر اهتمامه بما تنفذه له دون إزعاج أو تكاسل.
فغالبية من يملكون اليخوت من الأثرياء الذين يقررون السفر لمسافات طويلة نسبيا لأجل المتعة فقط.
لذلك فإن أي إهمال ولو بسيط يعني ببساطة تعكّر الحالة المزاجية وتكوين فكرة سيئة عن الدولة.
التعامل مع الأثرياء يحتاج إلى مهارات خاصة فهم في غالب الأمر من المدقّقين في التفاصيل ولديهم خبرات سفر عريضة يستطيعون من خلالها الحكم على الاشياء ببساطة وحرفيّة.
كما يجب على دولنا العربية إعادة النظر في قواعد تنظيم وشراء اليخوت وجعل الأمور أكثر بساطة.
ثم يأتي دور العامل البشري الذي يجب تدريبه على صيانة أنواع اليخوت المختلفة حتى تكون جاهزة في أي وقت لتقديم العون لأصحاب اليخوت إذا ما تطلب الأمر.
هذا النمط السياحي المختلف يحتاج إلى تضافر الجهود المبذولة لتنميته بالشكل المطلوب لأن وجه الإستفادة سيكون عظيماً.
فكم من مرات طالبنا بضرورة وجود نوعية من السياح الأثرياء على أراضينا العربية ، وها هي الفرصة سانحة لحدوث ذلك، وأرى أن الدول العربية جادة وعازمة على دعم هذا النمط السياحي الفريد..
حفظ الله شعوبنا العربية.
				
					











