بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

هل ستنجح الجامعة العربية بإنقاذ دول “دجلة والفرات والنيل” من التصحر بعد اجتماع قمة “غلاسكو” للمناخ..

الدكـتـور/ محـمـد المعـمـوري

 

 

هل ستنجح الجامعة العربية بإنقاذ دول “دجلة والفرات والنيل” من التصحر بعد اجتماع قمة “غلاسكو” للمناخ..

 

 

بعد قمة “غلاسكو” للمناح ، سؤالنا الذي يطرح نفسه هل ستتمكن الجامعة العربية بكامل ثقلها الدبلوماسي من إثارة موضوع (دجلة والفرات والنيل) واستثمار قمة “غلاسكو” في التلويح بعوامل التصحر التي ستحدث لبلدان عربية نتيجة بناء السدود على نهري دجلة والفرات ونهر النيل من قبل بلدان (مصدر المياه) ، وحجم  الكارثة البيئية التي ستواجه العالم العربي بشكل خاص والعالم بأسره بشكل عام بعد أن يتم تقنين مياه تلك الأنهار ، وما هو دور الأمم المتحدة في إعادة الحياة “لأنهار العرب” التي ستساهم في التقليل من الاحتباس الحراري نتيجة لوجود الزراعة التي ستعمل بشكل فاعل في امتصاص ثاني أوكسيد الكربون وطرح غاز الأوكسجين ، وعليه فإن الجامعة العربية عليها أن تضغط على الأمم المتحدة باتجاه المطالبة بإرسال مبعوثين دوليّين ذوي خبرة في تقييم الأثر البيئي الناتج عن بناء السدود “العبثية” لتقليل تدفق المياه في نهري دجلة والفرات ، وما هو الاثر البيئي الذي سيتسبب في نفص تدفق المياه في نهر النيل بعد بناء سد النهضة والمباشرة في ملئه.

أليس من واجب الجامعة العربية أن تقوم بهذه المبادرة في إنقاذ نهري دجلة والفرات ونهر النيل من السدود غير الشرعية المخالفة للأعراف الدولية ، والتي ستتسبب في كارثة بيئية ستكون الاثر الأكبر في زيادة الاحتباس الحراري في العالم وسؤالنا .. هل ستتمكن الجامعة العربية من فعل هذا ؟؟ ، وهل تحركت بهذا الاتجاه ؟؟.

إن كارثة نقص المياه في نهري دجلة والفرات ونهر النيل سوف لن تكون بمعزل عن الاحتباس الحراري فإنها المكمل لعوامل زيادة الاحتباس الحراري في العالم ، ومن المهم أن تتخذ الخطوات الإيجابية لمنع التصحر في البلدان التي تخترقها تلك الأنهار ، وإصدار القرار الأممي الذي يسمح باستمرار تدفق مياه تلك الأنهار إلى أقطارها التي تمر فيها ، وهذا حق تاريخي وجغرافي منذ الأزل.

إن من  أهم أسباب الاحتباس الحراري الذي يعانيه العالم اليوم ؛ إن دولاً صناعية عظمى كان لها الدور الفعّال في زيادة الاحتباس الحراري في العالم ؛ من خلال تفضيل مصالحها الذاتية ، وعدم الاكتراث لما يعانيه العالم من زيادة مستمرة في الاحتباس الحراري الناتج من انبعاث الغازات الملوثة للهواء والناتجة من هذه الصناعات ، ولو تمعنا في أصل مشكلة الاحتباس الحراري  لوجدنا أن مشكلة الاحتباس الحراري هي مشكلة بيئية بحتة ، حيث لم تطبق  تلك الدول الصناعية  التزامها في المعايير البيئية المنصوص عليها وفق المقياس العام لتلوث الهواء ، وهذا ناتج عن عدم البحث في اعتماد الطاقات الصديقة للبيئة في الصناعات مثل الكهرباء أو الطاقة الشمسية ، وتسبب نتيجة ذلك الاحتباس الحراري الناتج من تلوث الهواء بغاز الكربون أو ثاني أوكسيد الكربون أو غاز الميثانول ، واحتفظت تلك الدول بمعدلات عالية لصناعاتها ، وهذا يعني زيادة في التلوث الذي تسبب بالتالي في الاحتباس الحراري ، ومن الاحصائيات التي تثير الاهتمام أن 80 % من انبعاثات التلوث تنبعث من دول صناعية مثل الصين والهند وروسيا والبرازيل والولايات المتحدة.

وكذلك سعت تركيا وإثيوبيا لبناء السدود على مصادر تدفق نهري دجلة والفرات ونهر النيل لمصالحها الشخصية دون أن تلتفت إلى الكارثة البيئية التي ستكون من جراء هذا التصرف غير المسؤول وكذلك تهاون المجتمع الدولي وعدم وجود الردع الذي يمنع تلك الدولتين من المساس بمقدرات الطبيعة شجع هذه الدول على عدم الاهتمام بما ينتظر بلدان الأنهر العريقة التي تهب لهم الحياة ، ونسأل العالم باسره : ما هو المتوقع أن يحصل في حالة تقنين المياه عن “دجلة والفرات والنيل” ؟؟ وما دور الأمم المتحدة في منع هذه الكارثة ؟؟ وما واجب الجامعة العربية اتجاه أبناء الشعوب العربية ؟؟.

إن نسبة الاحتباس الحراري في العالم تُخَفَّض بطريقين : الأول : إيجاد الوسائل البديلة لإنتاج الطاقة ومغادرة الفحم ووقود الديزل في الصناعات ولأغراض التدفئة ، والثاني : إعادة الحزام الأخضر للأرض وزراعتها  بما يتناسب مع التزايد في عدد السكان ، ومنع أي دولة من دول العالم من تقنين تدفق المياه في الأنهار المشتركة لمنع الكوارث البيئية من جهة ، وكذلك التخفيف من الاحتباس الحراري من جهة أخرى.

مـلاحظـة :

عقدت قمة غلاسكو للمناخ في بريطانيا وتحت رعاية الامم المتحدة في الاول من نوفمبر 2021 ، واستمرت لمدة أسبوعين ؛ خرجت بتوصيات تهم البيئية للتخفيف من الاحتباس الحراري في العالم ، وقد حضر قمة غلاسكو أكثر من 127 من قادة العالم.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى