أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

فن الدبلوماسية .. إتيكيت حضور المناسبات الرسمية (1)..

الدكتـور/ سـعـدون بن حسـين الحمـداني

دبلوماسي سابق – الرئيس التنفيذي للأكاديمية الدولية للدبلوماسية والإتيكيت

 

فن الدبلوماسية .. إتيكيت حضور المناسبات الرسمية (1)..

 

نتكلم اليوم عن مفردة من مفردات إتيكيت حضور المناسبات الرسمية والاجتماعية والتي تقسهما المدارس الدبلوماسية لأكثر من 15 مفردة، واليوم نتطرق الى مفردة الوجبات الغذائية على أن نتكلم لاحقاً حول طبيعة واختيار الملابس والاكسسوارات/ المشي والجلوس/ لغة الجسد/ إدارة الحديث/ التعارف والمجاملة/ فن الإنصات والاستماع وغيرها من المفردات التي تخص إتيكيت حضور المناسبات أو الدعوات الرسمية والاجتماعية.

يتفاخر الدبلوماسيون من مختلف المدارس الدبلوماسية، وكذلك المعاهد الطبية المتخصصة بعلم التغذية الأجنبية حول طبيعة بروتوكول وإتيكيت نظام الوجبات الغذائية بالدعوات الرسمية سواء بالمؤتمرات أو بالأنشطة الأخرى وبالطبع هناك إختلاف كبيرة بين الوجبات النهارية والليلية وكذلك حفلات الشاي الصباحية وحفلات الشاي اللليلية وكذلك تختلف الوجبات الغذائية استناداً الى نوع المناسبة ومكانها ونوع الحضور(رجال ، نساء أو مختلط)، ويفتقر الكثير منا الى إتيكيت آداب الطعام في هذه المناسبات الرسمية والاجتماعية؛ حيث يبدأ بملئ الصحن التابع له ليصبح تل من المأكولات المختلفة وكأنه يتفاخرأمام الجميع بذلك ويبدأ بالتذوق وإرجاع المتبقي منها الى الصحن الرئيسي، ومع كل الأسف سوف يرمى الأكل المتبقي بسلة المهملات وينسى ويتناسى مفاهيم الصحة والأعراف والعادات العربية والإسلامية الراقية التي دائما تحثنا على الاعتدال في الأكل.

يخضع الكادر الدبلوماسي الفتي الى ورش خاصة ومحاضرات حول إتيكيت وسلوك وإختيار نوع الطعام بالمناسبات الرسمية سواء بنظام (Open Buffet or Menu بالإضافة الى استخدام أدوات الأكل لكون هذا الدبلوماسي يمثل بلده.

وفي بدايات هذا القرن بدأت الجهات الحكومية المختلفة تزج بموظفيها بهذه الورش لكونها من مقومات الحياة العصرية.

تناول القرآن الكريم هذا الموضوع، وتناوله بشيءٍ من التفصيل والعُمق منذ نشوء الدعوة الإسلامية؛ فإن الطعام والأشربة استخدمها القرآن في كثير من المواضع وكان رسولنا الكريم – صلّى الله عليه وسلم – يحث على هذا النسق الراقي في الحياة والاقتصاد فيه، وعدم التبذير بأصناف الأكل والأشربة عكس ما نراه الآن تحت مظلة ومسميات مكارم الضيافة وعادات القبيلة والعائلة، مبتعدين كل البعد عن السيرة النبوية الشريفة وكذلك حياة الصحابة وآل البيت الكرام.

أما القرآن الكريم فقد تطرق الى إتيكيت الأكل والأشربة في كثير من الآيات الكريمة ، فقد وردت لفظة (طعام) في القرآن 48 مرة وذكرت لفظة (أكل) 72 مرة، وجاءت مع ذكر الزروع والفواكه 20 مرة ومع الفواكه واللحوم 11 مرة، وهو ما يؤكد المكانة الكبيرة التي تحظى بها التغذية في الإسلام، أما لفظة (شراب) فقد ذكرت 37 مرة.

ويخبرنا القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة عن أخلاقيات التغذية/ أدبيات الأكل والشرب/ نظافة الأغذية والأشربة/ الأكل المتوازن والحمية المتوازنة.

من النقاط الواجب اتباعها هي : علينا بغسل اليدين قبل تناول الطعام حتى يزيل الأوساخ عنهما لكي لا يضر الشخص نفسه/ التسمية قبل الأكل/ أن تتناول الطعام من أمامك، وعدم مد يدك على الطعام الذي هو أمام الآخرين ولا من وسطه/ الجلوس بطريقة مستقيمة وليس الاتكاء على أحد الجوانب/ عدم التحدث أثناء الطعام عن الأموات والحوادث الحزينة/ عدم البصاق والمخاط وقت الأكل/ عدم ذم الطعام أثناء تناول الأكل/ عدم ملء البطن والإسراف في تناول الطعام/ عدم إحداث صوت وقت المضغ بالإضافة إلى عدم فتح الفم الممتلئ بالطعام/ عدم خلط أنواع متنوعة من الطعام في الطبق نفسه/ قطع الطعام إلى قطع مناسبة الحجم للفم/ عدم الوقوف والإنحناء من أجل تناول شيء من الطاولة بعيداً عنك/ عدم وضع قطعة كبيرة على الشوكة أو الملعقة والقضم منها على دفعات/ ممكن أكل الساندويشات باليد/ عدم ترك بقايا الطعام في الطبق بعد الانتهاء من تناوله/ عدم إخراج أي صوت أو إخراج الطعام في حال تناوله ساخناً لكي لا تلفت الانتباه، ومن الأفضل شرب كمية قليلة من الماء في هذه الحالة/ عدم إثارة الاشمئزاز أو إثارة الانتباه في حال كان الطعام غريباً أو غير شهي/ إذ احتجت الى المملحة أو قطعة خبز فاطلبها من أقرب مدعو، وإياك أن تمد يدك أو جسمك فتزعج الذين حولك، حمد الله بعد الانتهاء من تناول الطعام.

وفي الختام نذكر من آداب تقديم كبار السن على غيرهم في الطعام أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إِذَا سَقَى قَالَ : “إبْدَأوا بِالْكَبِيرِ، أَوْ بِالأَكَابِرِ”، وهو قمة في الذوق والإتيكيت عند البدء بالطعام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى