أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

صانعو التفاهة في وسائل التواصل الإجتماعي !!..

عـصـام بن محـمـود الرئيـسـي

مدرب ومؤلف سلسلة كتاب مختارات من البروتوكول والإتيكيت

 

صانعو التفاهة في وسائل التواصل الإجتماعي !!..

 

لقد ساعدت وسائل التواصل الاجتماعي بكافة تطبيقاتها وبدون شك العديد من الأفراد والهيئات على إيجاد مساحة وأرضية مشتركة من التواصل مع الآخرين وهذا امر لا يمكن إنكاره فقد استفاد منها الجميع بدون استثناء فهناك الجانب الإجتماعي من خلال التواصل المجتمعي في جميع مجالاته، وهناك الجانب التجاري والصناعي حيث تستخدم الشركات المنصات للعثور على العملاء والتفاعل معهم، وزيادة المبيعات وتقديم خدمة العملاء وكذلك المجال التربوي والعلمي من خلال تعزيز تعليم الطلاب وبناء روابط تعليمية تقنية بطرق مبتكرة وفاعلة وغيرها من الجوانب الحياتية وساعدت كل تلك الفئات ومن خلال مختلف المنصات بتذليل العديد من العقبات التي كانت تقف عقبة في تحقيق التواصل الفعال بطريقة سريعة ومنظمة.

إن اساءة إستخدام تطبيقات التواصل الإجتماعي من قبل البعض جعل ذلك كابوسا يقلق المربين بمختلف تخصصاتهم سواء على مستوى الأسرة أو على مستوى المؤسسات التعليمية المختلفة وحتى على مستوى المجتمع بأكمله.

لقد أصبحت وسائل التواصل الإجتماعي متاحة، وبمساحات مختلفه وتتسع للجميع ومستباحة لكل من يرغب بالانتساب إليها بلا رقيب ولا حسيب، ولا عمر، ولا جنس، ومن هنا انطلقت رحلة الفوضى بكل أشكالها من قبل البعض وأستغل صانعو التفاهة في وسائل التواصل تلك المساحة المفتوحة متنفسا لهم، لبث الإثارة السلبية الفارغة بين أفراد المجتمع وذلك من خلال التغريدات، والسنابات، والتسجيلات الصوتية والمرئية ذات المحتوى التافه والغير لائق وتتعجب وتنصدم حين ترى أحدهم يفتعل مقلبا مشينا مع أعز الناس لديه أو يصور مشهدا غير لائق مع احد من محارمه والآخر ينقل وصفا دقيقا لمعاناته مع أبنائه وزوجته ويرميها في حسابه بكل جهل وغباء، هكذا ظهر البعض من صانعي التفاهة في وسائل التواصل فأصبح الاختلال يحيط بما حولنا فتاهت الحقيقة عند البعض واختلط اليقين بالشك.

كل ذلك يعطينا مؤشرا خطيرا بأن هنالك حالة، انزلاق فكري وأخلاقي هائل وتآكل في الوازع الديني لدى التافهين في تلك الوسائل فلم يبالِ بعضهم بما هو صالح ومعاب وألغت سمت وقيم البعض فجعلته مستعدا لكسر بروتوكول خصوصيته حتى في أسراره الأسرية وأن يبيع أي شئ من خصوصيته متنازلا عن قيمه الإجتماعية والإيمانية واعرافه مقابل ما يعتقد أنه مكسب وغاية ونجاح في رصيده الشخصي.

لهذا علينا عدم السماح لكل شخصية مهزوزة مثل صانعو هذه التفاهات من خلال التواصل الاجتماعي أن يهزموا عقولنا وقلوبنا، وعلينا أن نسمو بأخلاقنا عن هذه التفاهات بتحصين ابنائنا بالحكمة والعقل والتوجيه المستمر لمثل هذه الممارسات المشينه والتي أصبحت مزعجة في حياتنا وفي مجتمعنا. حتى بات أفراد المجتمع يعانون من ظهور هذه التفاهات من قبل أشخاص حمقى ومن سوء تصرفاتهم، ومن عباراتهم الخالية من السلوك الحسن، والبعيدة كل البعد عن الاخلاق والسلوك القويم.

إن وسائل التواصل بجميع تطبيقاتها هي أوعية يمكن أن تصب فيها المعرفة الرصينة وهكذا صممت في الأصل وليس ببث التفاهات من قبل البعض .. ويمكن أن تصبح وسائل وقنوات وأدوات مساعدة لنقل الجميل من الأخبار والمعرفة وصناعة المحتوى المفيد، مرتكزة على الفضائل والفهم القويم.

إن النقاط التالية ستساعدنا عزيزي القارئ لتفعيل ذلك الامر بكل يسر :

– لا بد أن نفرق جليا بين المعلومة العامة والخاصة المتعلقة بحياتنا والتي قد تهدد خصوصيتنا قبل نشرها في تطبيقات التواصل الإجتماعي ولنجعل حدودا بين المعلومات العامة والخاصة.

– عدم نشر أي صور أو مقاطع فيديو تتعلق بالآخرين أو أي معلومات عنهم وذلك لأنّه قد يكون من السهل على أيّ شخص آخر استخدام المعلومات الخاصة ضد هؤلاء.

– أوقف جميع الرسائل التافهة ولا تمت بصلة للواقع بمختلف صورها لديك فقط اهملها ولا تنشرها الى مواقع أخرى لانك بذلك تشجع وتساعد على نشر مثل هذه التفاهات.

– الابتعاد عن اتهام الناس بتهم شخصية عبر التواصل الاجتماعي لأن ذلك يمكن أن يدخلك في مساءلات قانونية إذ أن البشر حساسون بشدة فيما يتعلق بمكانتهم الاجتماعية، والأحكام الصادرة عليهم من جانب الآخرين.

– عدم التلاعب بمشاعر الناس فهي أسهل طريقة لتفجير العواطف والمشاعر وينتج عنها ردود فعل لا يحمد عقباها من الآخرين.

– لا تدع التافهين وإن وصلوا الى حد كبير من الشهرة أن يعلموا أبناءك ما هو مائع وسخيف بل أبن شخصياتهم بالمحتوى الهادف والصائب.

وأخيرا يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : “أميتوا الباطل بالسكوت عنه”، ونحن كمستخدمين للمواقع الاجتماعية علينا تجاهل هؤلاء لكيلا يزداد حجمهم؛ فخطورتهم أصبحت في أنهم أصبحوا قدوة للأجيال المقبلة؛ وهو جهل وجب محاربته بشتى الوسائل.

وعلى الخير نلتقي ، وبالمحبة نرتقي ..

‫3 تعليقات

  1. جزاك الله خيرا وبارك فيك إلا أن بعض القنوات و وسائل التواصل الرسمية وغيرها السمعية منها والمشاهدة للأسف تستضيف مثل هؤلاء الذين لا يحملوا محتوى قيم بقصد جذب المتابعين ولو على حساب المجتمع… ولا ننسى للاسف أن المجتمع ينقصه الوعي و الإدراك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى