
رئيس جمهورية كازاخستان يركز على نموذج التنمية الجديد في قمة أسبوع أبو ظبي للاستدامة
أبو ظبي/ أصـــداء
ذكر الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف على الحقائق الملّحة لتغير المناخ العالمي والتصحر والظواهر الجوية المتطرفة، وفقدان التنوع البيولوجي، ونقص المياه، والعجز في الأمن الغذائي في خطابه، تحت عنوان “نحو نموذج تنمية جديد : الثبات والنمو والتطور المستمر”، في قمة أسبوع أبو ظبي للاستدامة (ADSW) التي عقدت في 14 يناير.
وتتفاقم هذه التحديات بسبب التوترات الجيوسياسية المتزايدة وتوقف سلاسل التوريد، مما يسبب توقعات سلبية للاقتصاد الكلي، وتتوقع بأن توقعات البنك العالمي للسنوات الخمس المقبلة أضعف نمو اقتصادي عالمي في ثلاثة عقود الأخيرة، وفي هذا السياق، تخطط كازاخستان للتركيز على الرقمنة والذكاء الاصطناعي، ومشاريع البنية التحتية الضخمة، والطاقة النووية.
ووفقًا للرئيس الكازاخي : على مستوى العالم، تمثل أنظمة الطاقة 75٪ من انبعاثات غازات الدفيئة و10٪ من فقدان التنوع البيولوجي، مما يجعل من الضروري على الشركاء الدوليين، بما في ذلك شركات الطاقة الكبرى مثل مصدر وتوتال وإيني؛ الاستثمار في مشاريع الطاقة الخضراء، وتعهدت الشركات المذكورة أعلاه بتقديم 43 جيجاوات من مشاريع الطاقة الخضراء في كازاخستان.
وتحدث الرئيس توكاييف عن بناء أول محطة للطاقة النووية في البلاد، بعد الاستفتاء الوطني، والذي يمثل خطوة مهمة نحو التنمية الوطنية للطاقة المستدامة، كما تسعى كازاخستان إلى تأمين إمدادات متنوعة من المواد الخام الحيوية للأسواق العالمية.
البنية التحتية للنقل..
وباعتبارها مركزاً رائداً للعبور في قارة أوراسيا، ترى كازاخستان أن العبور والنقل شرطان أساسيان للتنمية المستدامة، وبالتالي تستثمر بشكل مكثف في بناء البنية التحتية للنقل؛ لزيادة تعزيز الاتصالات، وتلتزم البلاد بتطوير طريق النقل الدولي عبر بحر قزوين، وممر النقل بين الشمال والجنوب، وكذلك لها دور محوري في تحقيق مبادرة الحزام والطريق الصينية.
إنَ تعرض آسيا الوسطى المتزايد للاحترار العالمي، مع ارتفاع درجات الحرارة الإقليمية بشكل أسرع من المتوسط العالمي، يشكل تهديدات للنظم الإيكولوجية، وسبل العيش، والأمن الغذائي.
وشدد الرئيس الكازاخي على الحاجة الماسة إلى استراتيجيات التكيف مع تغيرات المناخ، بما في ذلك نُظم الإنذار المبكر، وتحسين إدارة المياه والأراضي، وتحديث نظم الري، وإبرام اتفاقيات فعَالة لإدارة المياه، فضلاً عن استخدام الذكاء الاصطناعي، ورصد الأقمار الاصطناعية، وغيرها من الأدوات الرقمية.
الأمن الغذائي..
كما يتطلب عجز الأمن الغذائي اهتماماً عاجلاً، حيث تلعب كازاخستان دوراً هاماً كمصدر للقمح والدقيق، وكرر الرئيس قاسم جومارت توكاييف التزام كازاخستان بتطوير الممارسات والتكنولوجيات الزراعية المستدامة؛ لضمان استقرار الإمدادات الغذائية العالمية.
ولمواجهة هذه التحديات؛ شدَد الرئيس على الحاجة إلى نموذج إنمائي جديد القائم على الثبات والإنصاف والاستدامة، وحدد إطاراً شاملاً مبنيًاً على ثلاث ركائز حاسمة : التمويل الأخضر؛ الذي “يجب أن يزداد بشكل كبير”، وتعزيز التعاون الدولي في مجال نقل التكنولوجيا، والدعم الفني، والبحوث العلمية، والعلاقة التعاونية بين أولويات المناخ، والتنمية الاقتصادية، والذكاء الاصطناعي، وبحلول عام 2030م من المتوقع أن تساهم بأكثر من 16٪ من الناتج الإجمالي العالمي.
وهذا يؤكد أهمية اتباع نهج مرن ومصمم خصيصاً لدعم أهداف الاستدامة المختلفة للدول؛ إن التحديات التي نواجهها هائلة، وكذلك الفرص المتاحة الآن أكثر من أي وقت مضى، يجب أن نتحد ونتعاون بفعالية.